حديث: قطع الأجراس من أعناق الإبل في غزوة بدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قطع الأجراس من أعناق الإبل

عن عائشة أن رسول الله ﷺ أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر.

صحيح: رواه أحمد (٢٥١٦٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٦٩٩) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أن رسول الله ﷺ أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمَرَ بِالْأَجْرَاسِ أَنْ تُقْطَعَ مِنْ أَعْنَاقِ الْإِبِلِ يَوْمَ بَدْرٍ".
رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني.


الشرح الوجيز:



# 1. شرح المفردات:


● الأجراس: هي أجراس صغيرة كانت تُعلَّق على أعناق الإبل أو الخيل للزينة أو لتنبيه السائرين في الليل.
● أن تُقطع: أي أن تُفصَل وتُزال من رقاب الإبل.
● يوم بدر: هو اليوم الذي وقعت فيه غزوة بدر الكبرى، أول معركة فاصلة بين المسلمين والمشركين في السنة الثانية للهجرة.

# 2. شرح الحديث:


في اليوم المصيري لغزوة بدر، وكان جيش المسلمين قليلاً (حوالي 313 رجلاً) مقابل جيش المشركين الكبير (حوالي 1000 مقاتل)، أمر النبي ﷺ بنزع الأجراس من أعناق إبل المسلمين. والحكمة من هذا الأمر تتعدد:
● الحكمة العسكرية (التخفي والتستر): الأجراس تصدر صوتاً عند حركة الإبل، وهذا الصوت قد ينذر العدو بقدوم المسلمين أو يحدد موقعهم وعددهم، خاصة في ظلمة الليل أو من بعيد. فإزالتها كانت تكتيكاً حربياً لتحقيق عنصر المفاجأة والتخفي، وهو من أسس الحرب.
● الحكمة الاعتقادية (التوحيد والتميز عن المشركين): كان المشركون يعلقون الأجراس على إبلهم وخيولهم زينةً وفخراً، وقد يكون ذلك مرتبطاً ببعض عادات الجاهلية. فأمر النبي ﷺ بإزالتها أيضاً ليميز جيش المسلمين في مظهره وسلوكه عن جيش الكفر، تحقيقاً لمبدأ المخالفة لهم في الأمور التي لا أصل لها في الشرع.

# 3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة والتخطيط في الجهاد: يعلّمنا الحديث أن الإيمان بالقضاء والقدر لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية. فالنبي ﷺ وهو المؤيد بالوحي، أخذ بكل سبب مادي لتحقيق النصر، من تخفي وتكتيك عسكري.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: التوكل الحقيقي هو بذل الجهد ثم الاعتماد على الله في النتيجة. هنا جمع النبي ﷺ بين قلوب متوكلة على الله وأيدي عاملة تأخذ بكل سبب مشروع.
● تميز الشخصية الإسلامية: المسلم مأمور أن يكون له شخصيته المميزة التي لا تتبع غيرها في عاداتها وتقاليدها المخالفة للشرع، حتى في الأمور الصغيرة.
● مراعاة المقاصد الشرعية: الفعل نفسه (تعليق الجرس) قد يكون مباحاً في وقت، ويكره أو يمنع في وقت آخر لعارض، كالحرب هنا. فالحكم يتغير بتغير الزمان والمكان والحال.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من دلائل فقه النبي ﷺ العسكري وحنكته القيادية، التي جمعت بين البطولة والإيمان والتخطيط المحكم.
- النصر في بدر كان بتأييد من الله تعالى بالملائكة، ولكن هذا لا ينفي أن المسلمين قاموا بواجبهم من الأخذ بكل سبب مادي ممكن.
- يستفاد من الحديث أيضاً مشروعية التورية وإخفاء الخطط عن العدو في الحرب إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٥١٦٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٦٩٩) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة فذكرته.
قال ابن كثير في البداية (٥/ ٦٧): «هذا على شرط الشّيخين».
قال الأعظمي: فيه سعيد هو ابن أبي عروبة مختلط، وكان سماع محمد بن جعفر منه بعد الاختلاط.
ولكن رواه النسائي في الكبرى (٨٨٠٩) من وجه آخر عن خالد بن الحارث، عن سعيد به.
وخالد بن الحارث سمع منه قبل الاختلاط، كما أن سعيد بن أبي عروبة أيضًا توبع في مسند الشاميين للطبراني (٢٧٢٠) وبهذا صحّ إسناد هذا الحديث.
وفي الحديث دليل على أخذ الحيطة عند لقاء العدو، ومنه الكتمان؛ لأن وجود الأجراس في أعناق الإبل يدل على مكان وجودهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 221 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قطع الأجراس من أعناق الإبل في غزوة بدر

  • 📜 حديث: قطع الأجراس من أعناق الإبل في غزوة بدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قطع الأجراس من أعناق الإبل في غزوة بدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قطع الأجراس من أعناق الإبل في غزوة بدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قطع الأجراس من أعناق الإبل في غزوة بدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب