حديث: لن نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مشورة النبي ﷺ في الصورة الراهنة

عن أنس قال: لما سار رسول الله ﷺ إلى بدر خرج، فاستشار الناس، فأشار عليه أبو بكر، ثمّ استشارهم فأشار عليه عمر، فسكت، فقال رجل من الأنصار: إنّما يريدكم، فقالوا: يا رسول الله! والله لا نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤] ولكن والله لو ضربت أكبادها حتَّى تبلغ برك الغماد لكنا معك.

صحيح: رواه أحمد (١٢٠٢٢)، وأبو يعلى (٣٨٠٣) وعنه ابن حبَّان (٤٧٢١) كلاهما من طرق عن حميد الطّويل، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: لما سار رسول الله ﷺ إلى بدر خرج، فاستشار الناس، فأشار عليه أبو بكر، ثمّ استشارهم فأشار عليه عمر، فسكت، فقال رجل من الأنصار: إنّما يريدكم، فقالوا: يا رسول الله! والله لا نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤] ولكن والله لو ضربت أكبادها حتَّى تبلغ برك الغماد لكنا معك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبيل الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:

الحديث:


عن أنس قال: لما سار رسول الله ﷺ إلى بدر خرج، فاستشار الناس، فأشار عليه أبو بكر، ثمّ استشارهم فأشار عليه عمر، فسكت، فقال رجل من الأنصار: إنّما يريدكم، فقالوا: يا رسول الله! والله لا نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤] ولكن والله لو ضربت أكبادها حتَّى تبلغ برك الغماد لكنا معك.


1. شرح المفردات:


● سار: خرج ومضى في طريقه.
● بدر: مكان بين مكة والمدينة، وقعت فيه غزوة بدر الكبرى.
● استشار الناس: طلب رأيهم ومشورتهم.
● أشار عليه: نصحه وأعطاه رأيه.
● فسكت: سكت النبي ﷺ بعد مشورة أبي بكر وعمر، ربما انتظارًا لرأي آخر أو لاختبار صدق الصحابة.
● الأنصار: هم أهل المدينة الذين نصروا رسول الله ﷺ.
● ضربت أكبادها: أي سرت بالإبل حتى تُجهدها (والأكباد: جمع كبد، وهي موضع المشقّة).
● برك الغماد: مكان بعيد في جنوب الجزيرة العربية، يُضرب به المثل في البُعد.


2. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن موقف عظيم قبل غزوة بدر، حيث خرج النبي ﷺ لملاقاة قريش، وكان عدد المسلمين قليلاً (حوالي 313 رجلاً) وعدوهم كثير (حوالي 1000 مقاتل). فاستشار النبي ﷺ أصحابه - مع أنه نبي يوحى إليه - ليعلّم الأمة أهمية الشورى وليختبر إيمان الصحابة وثباتهم.
- أولاً: استشارهم فأشار عليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم استشارهم مرة أخرى فأشار عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهذا يدل على حرصه ﷺ على جمع الآراء.
- ثم سكت النبي ﷺ، ربما لينتظر رأي الأنصار خاصة أنهم أهل المدينة وكانوا عماد الجيش.
- فقال رجل من الأنصار: "إنما يريدكم" أي أن النبي ﷺ يريد سماع رأيكم يا معشر الأنصار.
- فقاموا وقالوا: يا رسول الله! نحن لا نكون مثل بني إسرائيل الذين قالوا لموسى عليه السلام: "فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" (أي تخلّوا عن نصرته وخاذلوه).
- بل نحن معك حتى النهاية، ولو أمرتنا أن نسير إلى أبعد مكان (برك الغماد) لسرنا معك ولم نتخلَّ عنك.


3. الدروس المستفادة:


1- فضل الشورى: النبي ﷺ يستشير أصحابه مع أنه مُوحى إليه، فكيف بنا؟ قال تعالى: "وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" [آل عمران: 159].
2- ثبات الأنصار وإيمانهم: كان موقفهم عظيمًا يدل على صدق إيمانهم وتضحيتهم.
3- ذم التخاذل: الحديث يذمّ موقف بني إسرائيل مع موسى عليه السلام، ويحث على الثبات في الحق.
4- القدوة الحسنة: النبي ﷺ يعلّمنا كيف نتعامل مع أصحابنا ونستمع لآرائهم.
5- التضحية في سبيل الله: الصحابة كانوا مستعدين للتضحة حتى آخر لحظة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الموقف كان سببًا في تقوية عزيمة المسلمين قبل غزوة بدر.
- برك الغماد: يقال إنها في اليمن، وكانت تُذكر للدلالة على البُعد الشديد.
- الغزوة كانت في السنة الثانية للهجرة، وانتصر المسلمون نصرًا مؤزرًا بفضل الله ثم بثبات الصحابة.
- الرواية في "السيرة النبوية" لابن هشام، و"صحيح البخاري" و"صحيح مسلم" بألفاظ متقاربة.

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يثبتنا على الحق كما ثبّت الصحابة رضي الله عنهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٠٢٢)، وأبو يعلى (٣٨٠٣) وعنه ابن حبَّان (٤٧٢١) كلاهما من طرق عن حميد الطّويل، عن أنس فذكره.
وقوله: «أكبادها»: أي أكباد الإبل.
وقوله: «الغِماد»: بضم الغين وكسرها، بلد في أقصى اليمن، وقيل غير ذلك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 218 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لن نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا

  • 📜 حديث: لن نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لن نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لن نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لن نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب