حديث: لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مشورة النبي ﷺ في الصورة الراهنة

عن أنس أن رسول الله ﷺ شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال: فتكلم أبو بكر، فأعرض عنه، ثمّ تكلم عمر، فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة فقال: إيانا تريد؟ يا رسول الله! والذي نفسي بيده! لو أمرتنا أن نُخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، قال: فندب رسول الله ﷺ الناس، فانطلقوا حتَّى نزلوا بدرًا، ووردت عليهم روايا قريش، وفيهم غلام أسود لبني الحجاج فأخذوه، فكان أصحاب رسول الله ﷺ يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فيقول: ما لي علم بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف، فإذا قال ذلك، ضربوه، فقال: نعم، أنا أخبركم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه، فسألوه فقال: ما لي بأبي سفيان علم، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس، فإذا قال هذا أيضًا ضربوه، ورسول الله ﷺ قائم يصلي، فلمّا رأى ذلك انصرف، قال: «والذي نفسي بيده! لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه إذا كذبكم».
قال: فقال رسول الله ﷺ: «هذا مصرع فلان» قال: ويضع يده على الأرض، ههنا وههنا. قال: فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله ﷺ.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٧٩: ٨٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عفّان، حَدَّثَنَا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس أن رسول الله ﷺ شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال: فتكلم أبو بكر، فأعرض عنه، ثمّ تكلم عمر، فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة فقال: إيانا تريد؟ يا رسول الله! والذي نفسي بيده! لو أمرتنا أن نُخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، قال: فندب رسول الله ﷺ الناس، فانطلقوا حتَّى نزلوا بدرًا، ووردت عليهم روايا قريش، وفيهم غلام أسود لبني الحجاج فأخذوه، فكان أصحاب رسول الله ﷺ يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فيقول: ما لي علم بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف، فإذا قال ذلك، ضربوه، فقال: نعم، أنا أخبركم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه، فسألوه فقال: ما لي بأبي سفيان علم، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس، فإذا قال هذا أيضًا ضربوه، ورسول الله ﷺ قائم يصلي، فلمّا رأى ذلك انصرف، قال: «والذي نفسي بيده! لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه إذا كذبكم».
قال: فقال رسول الله ﷺ: «هذا مصرع فلان» قال: ويضع يده على الأرض، ههنا وههنا. قال: فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه يروي لنا حدثًا مهمًا من أحداث غزوة بدر الكبرى، وهي الغزوة التي فرق الله بها بين الحق والباطل. سأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● شاور: استشار وأخذ الرأي.
● إقبال أبي سفيان: قدومه ومجيئه بقافلة قريش التجارية.
● أعرض عنه: لم يلتفت إليه ولم يأخذ برأيه.
● إيانا تريد؟: هل تقصدنا وتريد منا القتال؟
● نُخيضها البحر: نخوض البحر ونعبره.
● نضرب أكبادها: نسير بجد واجتهاد.
● برك الغماد: مكان بعيد في اليمن، كناية عن البعد الشديد.
● ندب: حثَّ ودعا.
● روايا قريش: قِلال الماء أو السقاة الذين يجلبون الماء.
● غلام أسود: عبد أو خادم أسود البشرة.
● ضربوه: ضربوه وعذبوه.
● مصرع فلان: مكان مقتل فلان.
● ما ماط أحدهم: لم يخرج أحد منهم.


2. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما بلغه خبر قدوم أبي سفيان بقافلة قريش من الشام، جمع أصحابه для المشورة في الخروج لملاقاتهم. فتكلّم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تكلّم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأعرض أيضًا، حتى قام سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال بكلمات مليئة بالإيمان والحماسة: "يا رسول الله، أتريدنا نحن؟ فوالله لو أمرتنا أن نخوض البحر لخضناه، ولو أمرتنا أن نسير إلى أقصى places like برك الغماد لفعلنا".
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للخروج، فساروا حتى نزلوا بدرًا. وهناك أمسكوا بغلام أسود كان مع قافلة قريش يسقي them water، فكان الصحابة يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه، فيجيبهم: "لا أعرف أبا سفيان، ولكن هنا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف"، فإذا قال ذلك ضربوه حتى يعترف، فيقول: "نعم، ها هو أبو سفيان" كذبًا ليتوقفوا عن ضربه. فإذا تركه الصحابة وسألوه again يعود ليقول الحقيقة.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فلما انتهى ورأى ما يفعلون بالغلام، قال: "والذي نفسي بيده! لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه إذا كذبكم". ثم أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أماكن في الأرض وقال: "هذا مصرع فلان"، فوضع يده على مواقع محددة، وما خرج أحد من الكفار عن الموضع الذي حدده رسول الله.


3. الدروس المستفادة منه:


● فضل المشورة في الأمور: النبي صلى الله عليه وسلم وهو المؤيَّد بالوحي يشاور أصحابه، مما يدل على أهمية الشورى في الإسلام.
● قوة إيمان الصحابة: استعدادهم لطاعة النبي صلى الله عليه وسلم حتى في أصعب التكاليف.
● التحذير من التعذيب واستخراج المعلومات بالقوة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تعذيب الأسير للحصول على المعلومات، وأمرهم أن يصدقوه إذا صدق ويعذروه إذا كذب.
● الإعجاز النبوي: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بمصارع كبار قادة قريش، وهو من معجزاته ودليل على نبوته.
● التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم: في العدل والرحمة even في وقت الحرب.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الواقعة كانت قبل غزوة بدر الكبرى (2 هـ)، والتي انتصر فيها المسلمون انتصارًا عزيزًا بفضل الله.
- الغلام الأسود كان عبدًا عند بني الحجاج، ولم يكن مقاتلاً، مما يزيد في强调 نهي النبي عن تعذيب غير المقاتلين.
- المقصود بـ "برك الغماد": هو مكان في اليمن، وكان يضرب به المثل في البعد.
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
أسأل الله أن يفقهنا في السنة، وأن يجعلنا من المتبعين لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٧٩: ٨٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عفّان، حَدَّثَنَا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
قوله: «راويا قريش» أي إبلهم التي كانوا يستقون عليها.
قوله: «فما ماط أحدهم» أي تباعد.
وذكر ابن إسحاق: أن الذي قال ذلك هو سعد بن معاذ ونقل مقالته وهي قوله: «فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا. إنا لصُبْر في الحرب، صُدْق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله».
فَسُرَّ رسول الله ﷺ بقول سعد، ونشّطه ذلك ثمّ قال: «سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني بإحدى الطائفتين، والله كأني الآن أنظر إلى مصارع القوم». السيرة لابن هشام (١/ ٦١٥)
وسعد بن معاذ هو الأشهلي الأنصاري سيد الأوس شهد بدرًا بدون خلاف.
وأمّا سعد بن عبادة فهو الأنصاري الخزرجي أحد النقباء اختلف في شهوده بدرًا. فأثبت مسلم، والبخاري في التاريخ الكبير وكذلك ذكره الواقدي والمدائني وابن الكلبي وأبو أحمد الحافظ في
كتابه الكنى. ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق. انظر «الاستيعاب».
قال الأعظمي: إن ثبت شهود سعد بن عبادة بدرًا فلعل القائل هو سعد بن معاذ، ثمّ تلاه سعد بن عبادة، لأن كلا منهما من رؤساء الأنصار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 217 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها

  • 📜 حديث: لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب