حديث: النهي عن التفضيل بين الانبياء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في النَّفخ في الصُّور

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تفضّلوا بين أنبياء اللَّه، فإنّه يُنفخ في الصُّور، فيصعق مَنْ في السّماوات وَمَنْ في الأرض إِلَّا مَنْ شاء اللَّه، ثم يُنفخ فيه أخرى، فأكون أوَّلَ من بُعث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحُوسب بصعقته يوم الطّور، أم بُعث قبلي».

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤١٤)، ومسلم في كتاب الفضائل (٢٣٧٣) كلاهما عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن الفضل الهاشميّ، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تفضّلوا بين أنبياء اللَّه، فإنّه يُنفخ في الصُّور، فيصعق مَنْ في السّماوات وَمَنْ في الأرض إِلَّا مَنْ شاء اللَّه، ثم يُنفخ فيه أخرى، فأكون أوَّلَ من بُعث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحُوسب بصعقته يوم الطّور، أم بُعث قبلي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه توجيه نبوي كريم وأدب رفيع مع أنبياء الله ورسله، وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● «لا تُفَضِّلُوا»: لا تقولوا: هذا النبي أفضل من هذا النبي.
● «يُنفَخُ في الصُّور»: الصور هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام بأمر الله للنفخة الأولى.
● «فَيَصْعَقُ»: يموت أو يغشى عليه.
● «إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ»: الاستثناء هنا اختلف المفسرون فيه، فقيل: هم الشهداء، وقيل: حملة العرش، وقيل: غير ذلك.
● «ثُمَّ يُنفَخُ فِيهِ أُخْرَى»: النفخة الثانية للبعث.
● «فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ»: أول من يحيى بعد النفخة الثانية.
● «آخِذٌ بِالعَرْشِ»: متشبث بالعرش.
● «حُوسِبَ»: هل حاسبه الله وأبقاه حياً عقاباً له على صعقته.
● «يَوْمَ الطُّورِ»: يوم تجلى الله للجبل فجعله دكاً، وخَرَّ موسى صَعِقاً.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه والأمة من بعده عن المفاضلة بين الأنبياء والقول بتفضيل بعضهم على بعض، لأن هذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وليس من شأننا الحكم فيه. ثم يضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً واقعياً من أمر الآخرة، فيذكر أنه عند النفخة الأولى في الصور يموت كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، ثم عند النفخة الثانية للبعث، سيكون هو صلى الله عليه وسلم أول من يحيى ويقوم من قبره. فإذا بموسى عليه السلام قد سبقه إلى الحياة وهو آخذ بقائمة العرش، فلم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم هل هذا بسبب أن الله لم يمته في النفخة الأولى عقاباً له على صعقته يوم الطور (أي بقي حياً)، أم لأنه بُعث قبل النبي صلى الله عليه وسلم.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم المفاضلة بين الأنبياء: يجب على المسلم أن يؤمن بجميع الرسل ولا يفضل بينهم، لأن التفضيل يحتاج إلى علم بحقيقة منازلهم عند الله، وهو مما استأثر الله به.
● التواضع النبوي: في هذا الحديث أعظم دليل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم و أدبه مع إخوانه من الأنبياء، حيث امتنع عن الجزم بأمر لم يوحَ إليه به.
● إثبات صفة العرش: الحديث صريح في إثبات العرش لله تعالى على ما يليق بجلاله.
● إثبات البعث والنفخ في الصور: من أصول الإيمان الإيمان بالبعث بعد الموت، والنفخ في الصور.
● أن الأنبياء يموتون: وفيه رد على من يقول إن الأنبياء أحياء في قبورهم.
● الحكمة من النهي: النهي عن التفضيل لئلا يؤدي إلى انتقاص أحد الأنبياء أو التقليل من شأنه، مما قد يوقع في الكفر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث لا يعني عدم وجود تفاضل مطلق بين الأنبياء، فقد قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} [البقرة: 253]. ولكن التفاضل الحقيقي علمه عند الله، وأما نحف فلا نجزم بتفضيل نبي على نبي إلا إذا جاء النص الصحيح الصريح بذلك، كتفضيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء، كما جاء في أحاديث كثيرة.
- قوله صلى الله عليه وسلم: «فلا أدري» لا يعني الجهل المطلق، بل هو أدب مع الله في عدم القول بغير علم، فهو لا يدري الحكمة من ذلك.
- استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن موسى عليه السلام لم يمت في النفخة الأولى، بل بقي حياً.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤١٤)، ومسلم في كتاب الفضائل (٢٣٧٣) كلاهما عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن الفضل الهاشميّ، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي الحديث قصة وسيأتي الحديث بطوله في كتاب الفضائل. فضائل موسى عليه السلام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 923 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النهي عن التفضيل بين الانبياء

  • 📜 حديث: النهي عن التفضيل بين الانبياء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النهي عن التفضيل بين الانبياء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النهي عن التفضيل بين الانبياء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النهي عن التفضيل بين الانبياء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب