حديث: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في شفاعة إبراهيم ﵇ للمسلمين من ولده

عن حذيفة، عن النّبيّ ﷺ قال: «يقول إبراهيم يوم القيامة: يا ربَّاه، فيقول الرَّبُّ جَلَّ وعلا: يا لبَّيكاه فيقول إبراهيم: يا ربّ، حرَّقْتَ بنيَّ. فيقول: أخرجوا من النّار من كان في قلبه ذرّةً، أو شعيرة من إيمان».

صحيح: رواه ابنُ حبان (٧٣٧٨) عن محمد بن الحسن بن مكرم، قال: حدّثنا سُريج بن يونس، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعيّ، عن حذيفة، فذكره.

عن حذيفة، عن النّبيّ ﷺ قال: «يقول إبراهيم يوم القيامة: يا ربَّاه، فيقول الرَّبُّ جَلَّ وعلا: يا لبَّيكاه فيقول إبراهيم: يا ربّ، حرَّقْتَ بنيَّ. فيقول: أخرجوا من النّار من كان في قلبه ذرّةً، أو شعيرة من إيمان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الشريف: عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول إبراهيم يوم القيامة: يا ربَّاه، فيقول الرَّبُّ جَلَّ وعلا: يا لبَّيكاه فيقول إبراهيم: يا ربّ، حرَّقْتَ بنيَّ. فيقول: أخرجوا من النّار من كان في قلبه ذرّةً، أو شعيرة من إيمان».
مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● يا ربَّاه: نداء واستغاثة، بمعنى: يا سيدي وإلهي.
● يا لبَّيكاه: إجابة للنداء، بمعنى: أجبتُ نداءك، وأنا حاضر لأمرك.
● بنيَّ: أي ذريتي وأولادي. والمقصود هنا أتباعه على ملته من المؤمنين.
● ذرَّة: أصغر النمل، وتستخدم كناية عن أصغر شيء يمكن تصوره.
● شعيرة: وهي النواة الصغيرة في وسط حبة القمح، وتستخدم أيضاً للدلالة على الشيء الصغير جداً.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصور هذا الحديث مشهداً من مشاهد يوم القيامة العظيمة، حيث يخاطب الخليل إبراهيم عليه السلام ربه عز وجل متسائلاً ومستغيثاً: كيف أحرقت ذريتي (أي بعض أتباعه من هذه الأمة الذين دخلوا النار بذنوبهم)؟ فيجيبه الله تعالى بأنه قد أمر بإخراج كل من كان في قلبه أدنى قدر من الإيمان، ولو كان بمقدار ذرة أو شعيرة، فلا يبقى في النار من كان مؤمناً.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● عظمة شفاعة الأنبياء: يظهر الحديث مكانة النبي إبراهيم عليه السلام ومنزلته عند الله، حيث يشفع في ذريته من المؤمنين.
● رحمة الله تعالى الواسعة: فالله سبحانه لا يعذب في النار من في قلبه أدنى مثقال من الإيمان، بل يخرجه منها برحمته وفضله.
● الإيمان ينقذ صاحبه ولو كان ناقصاً: الحديث دليل على أن الإيمان، ولو كان ضعيفاً أو قليلاً، هو سبب للنجاة من الخلود في النار، حتى لو دخلها صاحبه بسبب ذنوبه وكبائره. وهذا من لوازم "لا إله إلا الله" التي تمنع الخلود في النار.
● الفرق بين الخلود والدخول: يفيد الحديث أن بعض العصاة من المؤمنين قد يدخلون النار بذنوبهم، ولكنهم لا يخلدون فيها؛ بل يخرجون منها بشفاعة أو برحمة الله، بسبب إيمانهم.
● حرص الأنبياء على أممهم: يبين حرص الأنبياء على أممهم وشفقتهم عليهم، حتى بعد مغادرتهم الدنيا.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تتناول موضوع "الشفاعة" و "إخراج الموحدين من النار".
- الإيمان الذي تذكرها الحديث هو "الإيمان بالله" الذي هو أصل التوحيد، وهو ما يمنع الخلود في النار.
- يستدل بهذا الحديث أهل السنة على صحة مذهبهم في أن أهل الكبائر من المؤمنين لا يخلدون في النار، خلافاً للخوارج والمعتزلة الذين يكفرونهم ويقولون بخلودهم فيها.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من دخول النار والرجاء في رحمة الله وإخراجه منها، فلا يقنط من رحمة الله ولا يأمن مكره.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين ينالون شفاعة النبيين، وأن ينجينا من النار برحمته وفضله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابنُ حبان (٧٣٧٨) عن محمد بن الحسن بن مكرم، قال: حدّثنا سُريج بن يونس، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعيّ، عن حذيفة، فذكره. وإسناده صحيح.
وفي الباب ما رُوي عن ربعي بن حراش قال: لقيت عبد اللَّه بن سلام فقال: ألا أحدثك حديثًا أجده في كتاب اللَّه عز وجل: «إنّ اللَّه يخرج قومًا من النّار حتى إنّ إبراهيم خليل الرّحمن يقول: أي ربّ، حرَّقْت بني، فيخرجون».
رواه ابن خزيمة في التوحيد (٦٢٧)، والطبرانيّ في الكبير (قطعة من الجزء ١٣ - ١٤ (٣٩٦) كلاهما من حديث أبي داود، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش قال: قدمتُ المدينة فلقيتُ عبد اللَّه بن سلام، فذكره.
ولفظهما سواء إِلَّا أنه ذكر في الطبرانيّ خرشة بن الحرّ، وكذلك ذكره أيضًا الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٨١)، وعزاه إلى الطبرانيّ وقال: «رجاله رجال الصّحيح».
وخرشة بن الحرّ من كبار التّابعين روى عن عبد اللَّه بن سلام، وعنه ربعي بن حراش، ولم أرَ أنَّ ربعي بن حراش روي عن عبد اللَّه بن سلام فالذي يظهر أنّه سقط في إسناد ابن خزيمة خرشة بن الحرّ. ثم هذا لم يسنده عبد اللَّه بن سلام إلى النّبيّ ﷺ.
وقوله: «أجده في كتاب اللَّه» لعلّه يقصد به التَّوراة؛ لأنّه لا يوجد مثل هذا في القرآن الكريم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 918 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان

  • 📜 حديث: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب