حديث: كان النبي ﷺ شبح الذراعين أهدب أشفار العينين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب لم يكن النبي ﷺ فاحشًا ولا متفحشًا
حسن: رواه أحمد (٨٣٥٢) -واللفظ له- وابن سعد (١/ ٤١٤) والطيالسي (٢٤٣٢) والبيهقي في الدلائل (١/ ٣١٦، ٢٤٤) كلهم من طريق أبن أبي ذئب (واسمه: محمد بن عبد الرحمن) عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه يصف لنا هيئة النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلُقية، وهو من الأحاديث التي تُعرف بصفاته، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
أولاً. شرح المفردات:
* ينعت: يصف.
* شَبح الذراعين: الشَّبَح: هو السَّعة والقوة. أي كانت ذراعاه عريضتين قويتين، مليئتين لحماً، ليستا بناحلتين ضعيفتين.
* أَهْدَبُ أَشْفارِ العينين: الأهدب: هو صاحب الرموش الطويلة الكثيفة. والأشفار: هي هدب العين (الرموش). أي كانت رموش عينيه طويلة وكثيفة، مما يزيد جمال العينين.
* بَعِيدُ ما بينَ المَنْكِبين: المَنْكِب: هو مجمع عظم العضد والكتف. أي كانت كتفاه عريضتين، متباعدتين، مما يدل على قوة البنية وجمال الهيئة.
* يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا: أي عندما يمشي، يكون متماسك الخلق، لا يتمايل مشيته كأن أجزاء جسمه تتفرق، بل إذا مشى إلى الأموان (أقبل) أو أدبر (أعطى ظهره وذهب) كان متماسكاً، وقوراً، ذا هيبة ووقار.
* بأبي هو وأمي: كلمة تفدية وتعظيم، كان الصحابة يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم تعبيراً عن حبهم الشديد له وتضحيتهم بأنفسهم وأمهاتهم وآبائهم دونه. وهي من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
* لا فاحشًا: الفاحش: هو الذي يتلفظ بالكلام البذيء والقبيح.
* ولا مُتَفَحِّشًا: المتفحش: هو الذي يفعل الفحش ويتعمده، أو الذي يبحث عن القبيح من الكلام والأفعال.
* ولا صَخَّابًا في الأسواق: الصخاب: هو كثير الصياح ورفع الصوت في الخصومات والمزاحمة. أي لم يكن صلى الله عليه وسلم صيَّاحاً، أو كثير الجدال والمراء في الأسواق.
ثانيًا. شرح الحديث:
يصف أبو هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان:
1- قوي البنية، جميل الخلقة: فاتساع الذراعين وتباعد المنكبين يدلان على القوة والشجاعة، وكثرة الرموش تدل على جمال العينين وحسنهما.
2- ذو هيبة ووقار: مشيته كانت مشية العظماء، مليئة بالوقار والاتزان، لا تختل فيها أجزاء جسده، بل تتحرك بتناسق وتماسك، مما يبعث الهيبة في النفوس والاحترام.
3- جميل الأخلاق وسليم الطبع: لم يكن فظاً ولا غليظاً، لا يتلفظ بكلمة نابية، ولا يبحث عن العورات، ولا يرد على الإساءة بمثلها، بل كان متعالياً عن كل ذلك.
4- بعيداً عن صفات السوقة: كان يعلي من شأن نفسه وأمته، فلم يكن يخوض في الأسواق ويصيح ويرفع صوته كما يفعل التجار والجهلة، بل كان يحافظ على وقاره وحلمه حتى في تلك الأماكن.
ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره: الحديث يدل على شدة حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعلقهم به، حتى إنهم كانوا يحفظون أوصافه ويذكرونها للأمة.
2- كمال خَلق النبي وخُلقه: جمع صلى الله عليه وسلم بين جمال الظاهر (الهيئة والقوة) وجمال الباطن (الأخلاق والسلوك).
3- الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في الهيئة والمشية: ينبغي للمسلم أن يكون متماسكاً في هيئته، ذا وقار في مشيته، بعيداً عن التمايل والمشي بالتبختر.
4- التخلق بمكارم الأخلاق: الحث على تجنب الفحش في القول والعمل، والبعد عن الصياح ورفع الصوت بلا داع، خاصة في الأماكن العامة.
5- أن خُلُق النبي كان القرآن: كان صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، ولا يرد الإساءة بمثلها، بل كان يعفو ويصفح.
رابعًا. معلومات إضافية:
* هذا الوصف جزء من مجموعة أحاديث صحاح تصف النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشهرها الحديث الطويل الذي رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك في صفة النبي.
* هذه الصفات الخَلقية كانت من دلائل نبوته، حيث وُصف بها في الكتب السابقة، فعرفها أحبار اليهود مثل عبد الله بن سلام.
* يستحب للمسلم إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه، اقتداء بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل صالح مولى التوأمة. فإنه حسن الحديث، ولا يضر اختلاطه لأن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط.
قوله: «شبح الذراعين» طويلهما، وقيل: عريضهما.
وقوله: «أهدب أشفار العينين»: طويل شعر الأجفان.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 966 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 941 من سمعت أحسن صوتا من النبي ﷺ
- 942 كان رسول الله ضليع الفم أشكل العين منهوس العقبين
- 943 لم ير من الشيب إلا قليلاً
- 944 يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته
- 945 لم يبلغ النبي ﷺ ما يخضب
- 946 سئل عن شيب النبي ﷺ؟ فقال: ما شانه الله ببيضاء
- 947 ما كان في رأس النبي ولحيته عشرون شعرة بيضاء
- 948 كان إذا دهن رأسه لم ير منه شيء وإذا لم...
- 949 شعر النبي ﷺ المخضوب
- 950 شعر رسول الله ﷺ مخضوبًا
- 951 ذو وفرة بها ردع من حناء
- 952 قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر...
- 953 خاتم النبوة في ظهر رسول الله ﷺ كأنه بيضة حمام
- 954 أكلت مع النبي ﷺ خبزًا ولحمًا واستغفر لي
- 955 أحسن الناس خلقًا
- 956 خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أف قط
- 957 خدمة النبي ﷺ في السفر والحضر
- 958 يا أنيس أذهبت حيث أمرتك؟
- 959 إن خلق نبي الله ﷺ كان القرآن
- 960 خلق رسول الله ﷺ القرآن
- 961 صفة رسول الله في التوراة: ليس بفظ ولا غليظ ولا...
- 962 لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق
- 963 إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا
- 964 ترب جبينه
- 965 لم يكن رسول الله فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في...
- 966 كان النبي ﷺ شبح الذراعين أهدب أشفار العينين
- 967 عبد الله ورسوله لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم
- 968 تأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت
- 969 عبدًا رسولًا
- 970 المسلم يلطم اليهودي بسبب القسم بموسى عليه السلام
- 971 كان النبي أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان
- 972 لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ لَقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا
- 973 مُحَمَّدٌ يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ
- 974 اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة
- 975 النبي ﷺ ينقل الحجارة في بناء البيت
- 976 ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما
- 977 وصف حياء النبي صلى الله عليه وسلم
- 978 ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط
- 979 لم تراعوا، لم تراعوا
- 980 ما رأينا من شيء وإن وجدنا لبحرًا
- 981 نتقي به إذا احمر البأس
- 982 لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله ﷺ
- 983 ما سئل رسول الله شيئًا قط فقال لا
- 984 أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعمًا لقسمته بينكم
- 985 كان النبي ﷺ يسلّم على الصبيان
- 986 تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا
- 987 تقبيل الصبيان دليل الرحمة
- 988 ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله
- 989 من لا يرحم لا يرحم
- 990 لا يرحم الله من لا يرحم الناس
معلومات عن حديث: كان النبي ﷺ شبح الذراعين أهدب أشفار العينين
📜 حديث: كان النبي ﷺ شبح الذراعين أهدب أشفار العينين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان النبي ﷺ شبح الذراعين أهدب أشفار العينين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان النبي ﷺ شبح الذراعين أهدب أشفار العينين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان النبي ﷺ شبح الذراعين أهدب أشفار العينين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








