حديث: ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط

عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط كان إذا اشتهى شيئًا أكله، وإن كرهه تركه.

متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٥٦٣) ومسلم في الأشربة (١٨٧: ٢٠٦٤) كلاهما من طريق الأعمش عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط كان إذا اشتهى شيئًا أكله، وإن كرهه تركه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم. حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا من الأحاديث العظيمة التي تُظهر جانباً من أخلاق النبي ﷺ العالية في تعامله مع النعم، وهو حديث رواه الإمام البخاري في صحيحه.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط، كان إذا اشتهى شيئًا أكله، وإن كرهه تركه".

شرح المفردات:


● عاب: العيب هو الذم والتنقص وذكر المساوئ. فقوله "ما عاب" أي ما ذم طعاماً ولا انتقصه.
● اشتهى شيئاً: أي رغب فيه ومالت إليه نفسه.
● كرهه: أي لم تطب به نفسه، أو لم يوافق مزاجه.

شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن خُلُقٍ عظيم من أخلاق النبي ﷺ في المأكل والمشرب. فلم يكن ﷺ يعيب الطعام أبداً، أي لم يقل: هذا مالح، أو حامض، أو غير ناضج، أو ليس بطيب. بل كان ﷺ يتعفف عن ذم نعم الله تعالى، حتى وإن لم يوافق هواه.
وكان منهجه ﷺ بسيطاً وواضحاً:
● إذا اشتهى شيئاً أكله: فإذا قدم له طعام فأحبه ووافق طبعه، أكله وشكر الله عليه.
● وإن كرهه تركه: وإذا قدم له طعام فلم يرغب فيه أو لم يعجبه، لم يعبه أو يذمه، بل كان يتركه من غير أن يتكلم فيه بسوء، إما بصمت، أو بأن يعتذر بأدب، كأن يقول "إني صائم" أو ما شابه، من غير أن يجرح شعور من قدمه.

الدروس المستفادة والعبر:


1- التأدب مع نعم الله: الحديث درس في شكر النعم وعدم احتقارها أو ذمها، فكل طعام هو من رزق الله ومنته.
2- الذوق الرفيع في التعامل: يعلمنا النبي ﷺ أدب الرفض المهذب، فليس من الأدب أن نجرح مشاعر من يقدم لنا طعاماً، حتى لو لم يعجبنا.
3- التوسط وعدم التكلف: لم يكن النبي ﷺ يتكلف في طعامه، يأكل ما تيسر ويشرب ما توفر، من غير عيب أو تذمر.
4- التقوى في القول والعمل: ترك العيب هو تقوى لله، لأنه امتناع عن الكلام الذي قد يكون فيه احتقار لنعمة من نعم الله.
5- التعليم العملي: النبي ﷺ لم ينهَ عن عيب الطعام فقط، بل كان قدوة عملية، يطبق هذا الخلق في كل لحظة.

معلومات إضافية:


- هذا الخلق النبوي يشمل جميع النعم، ليس الطعام فقط، بل اللباس والمركب وغيرها.
- من الآداب المستفادة: إذا دُعيت إلى طعام فلا تعيبه، بل اشكر ربك وشكر من قدمه لك.
- هذا الحديث يربي في المسلم الامتنان والشكر الدائم، ويبعده عن دواعي الجحود والنكران.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخلق واتباع سنة نبيه ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٥٦٣) ومسلم في الأشربة (١٨٧: ٢٠٦٤) كلاهما من طريق الأعمش عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 978 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط

  • 📜 حديث: ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب