حديث: لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أنه ليس بفظ غليظ

عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ مكتوب في الانجيل لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح.

صحيح: رواه ابن سعد (١/ ٣٦٣) وإسحاق بن راهويه (١٦١١، ١٦١٠) وصححه الحاكم (٢/ ٦١٤) كلهم من طرق عن العيزار بن حريث، عن عائشة قالت فذكرته.

عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ مكتوب في الانجيل لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث الشريف الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يصف لنا خلق النبي ﷺ العظيم كما ورد في الإنجيل، وهو من الأحاديث التي تبين مكانته ﷺ في الكتب السماوية السابقة. وإليك الشرح المفصل:

الحديث بلفظه:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن رسول الله ﷺ مكتوب في الإنجيل: لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح".

1. شرح المفردات:


● مكتوب في الإنجيل: أي مذكور وموسوم بصفاته في كتاب الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام.
● لا فظ: الفظ هو الشخص الغليظ القلب، القاسي في تعامله، الذي لا يراعي مشاعر الآخرين.
● ولا غليظ: الغليظ هو الشخص الخشن في كلامه وتصرفاته، الذي لا لين عنده.
● ولا صخاب في الأسواق: الصخاب هو الشخص الكثير الصياح والضجيج، الذي يرفع صوته في الأسواق والمجالس بغير حق.
● ولا يجزي بالسيئة مثلها: أي لا يكافئ الإساءة بمثلها، بل يتجاوز عنها.
● ولكن يعفو ويصفح: العفو هو التجاوز عن الذنب وترك المعاقبة عليه، والصفح هو الإعراض عن الإساءة مع إظهار الجميل وترك العتاب.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يبين أن صفات النبي ﷺ كانت مذكورة في الكتب السماوية السابقة، ومنها الإنجيل، حيث وصف بأنه ليس بفظ ولا غليظ في تعامله مع الناس، بل كان ليناً رحيماً، لا يرفع صوته في الأسواق ولا يتصرف تصرفاً غير لائق، ولا يكافئ الإساءة بمثلها، بل يعفو ويصفح عن الناس.
وهذا الوصف يتطابق تماماً مع ما نعرفه من سيرته ﷺ، حيث كان خلقه القرآن، يمثل أعلى درجات الرحمة واللين والحلم، حتى مع أعدائه.

3. الدروس المستفادة منه:


● الرفق واللين في التعامل: فالنبي ﷺ لم يكن فظاً ولا غليظاً، وهذا يدعونا إلى التحلي باللين والرفق في معاملاتنا.
● اجتناب الصخب والضجيج: خاصة في الأماكن العامة كالأسواق، مما يدل على أدب النبي ﷺ وحسن تصرفه.
● العفو والصفح: فالنبي ﷺ كان يعفو ويصفح حتى عن من أساء إليه، وهذا من أعلى درجات الإيمان والحلم.
● التأكيد على نبوة محمد ﷺ: حيث أن صفاته كانت مذكورة في الكتب السابقة، مما يؤكد صدق نبوته.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
- هذه الصفات كانت من أسباب دخول الناس في الإسلام، حيث رأوا في النبي ﷺ قدوة في الأخلاق والسلوك.
- ينبغي للمسلم أن يتخلق بهذه الأخلاق، وأن يجعل النبي ﷺ قدوته في كل شيء.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقتدي برسول الله ﷺ في أخلاقه وأعماله، وأن يعيننا على التحلي بمكارم الأخلاق.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن سعد (١/ ٣٦٣) وإسحاق بن راهويه (١٦١١، ١٦١٠) وصححه الحاكم (٢/ ٦١٤) كلهم من طرق عن العيزار بن حريث، عن عائشة قالت فذكرته.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
و«العيزار» بفتح أوله وسكون التحتانية - بن حريث العبدي، أخرج له مسلم وحده دون
البخاري وهو ثقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 962 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق

  • 📜 حديث: لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب