حديث: مُحَمَّدٌ يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جود النبي ﷺ وكثرة عطائه

عن أنس قال: ما سئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، قال: فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة.
وفي رواية: أن الرجل سأل النبي ﷺ غنمًا بين جبلين، فأعطاه إياه .. الحديث. وفيه قال أنس: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها.

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٥٧: ٢٣١٢) عن عاصم بن النضر التميمي، حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) حدثنا حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه قال: فذكره.

عن أنس قال: ما سئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، قال: فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة.
وفي رواية: أن الرجل سأل النبي ﷺ غنمًا بين جبلين، فأعطاه إياه .. الحديث. وفيه قال أنس: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يحمل في طياته دروساً عظيمة وفوائد جليلة في الدعوة إلى الإسلام والتعامل مع الناس، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● ما سُئل على الإسلام شيئاً إلا أعطاه: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أحداً جاءه مسلماً أو يريد الإسلام وطلب منه شيئاً من حطام الدنيا.
● غنماً بين جبلين: أي قطيعاً كبيراً من الغنم ملأ ما بين جبلين، وهذا يدل على كرم عطائه صلى الله عليه وسلم.
● لا يخشى الفاقة: أي لا يخاف الفقر أو الحاجة؛ لأنه يعطي بوثوق من الله تعالى بالرزق.
● ما يريد إلا الدنيا: أي أن نيته الأولى من الدخول في الإسلام كانت للحصول على متاع الدنيا.
● حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها: أي أن الله يفتح قلبه للإسلام فيصير إيمانه وحبه للدين أغلى عنده من كل شيء.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه ـ وهو خادم النبي صلى الله عليه وسلم ـ عن جود النبي وكرمه صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يرد أحداً جاءه يريد الإسلام وطلب منه عطاءً دنيوياً، بل كان يعطيه مما آتاه الله من فضله ليكون ذلك سبباً في هدايته وقوة إيمانه.
وفي هذه القصة بالذات، أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه غنماً كثيرة حتى أن عددها ملأ ما بين جبلين، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم هذا العطاء الجزيل دون تردد أو بخـل. فرجع هذا الرجل إلى قومه ويدعوهم إلى الإسلام قائلاً: "يا قوم أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء لا يخشى الفاقة". أي أن عطاءه صلى الله عليه وسلم ليس عطاء بخيل يخاف الفقر، ولا عطاء متكبر، وإنما هو عطاء الواثق برزق الله تعالى، الواعي لدوره في دعوة الناس إلى الله.
ثم يختم أنس رضي الله عنه هذه القصة بعبرة عظيمة فيقول: "إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها". وهذا من أعظم ما في الحديث، حيث يبين لنا أن الله تعالى يقبل التوبة ويعظم الإيمان حتى ممن دخل في الإسلام لأجل دنيا، فيُصيّر الله قلبه مفعماً بحب الإيمان حتى يصير الإسلام أحب إليه من الدنيا كلها.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة: حيث استخدم صلى الله عليه وسلم المال والهدية وسيلة للدعوة إلى الله، وهذا من حسن السياسة ومراعاة أحوال الناس، فليس كل الناس يدخلون في الإسلام لأسباب روحية محضة في البداية.
2- الكرم والجود سبب للهداية: فكرم النبي صلى الله عليه وسلم كان سبباً في إسلام الرجل ثم في إسلام قومه، وهذا يدل على أن الداعية يجب أن يكون كريماً سخياً بما آتاه الله.
3- الثقة بالله وعدم الخوف من الفقر: قوله: "يعطي عطاء لا يخشى الفاقة" درس عظيم في التوكل على الله واليقين بأن العطاء لا ينقص المال بل يزيده.
4- قبول التوبة وإن كانت النية دنيوية: الله تعالى يقبل من عباده حتى لو كانت نيتم في البداية دنيوية، ثم يزكي الإيمان في قلوبهم ويجعلهم من المحبين لله ورسوله.
5- تحويل القلوب: الله قادر على أن يحول القلب من حب الدنيا إلى حب الآخرة، وهذا من فضله تعالى على عباده.

رابعاً. فوائد إضافية:


- هذا الحديث يدل على فضل إنفاق المال في سبيل الله والدعوة إليه.
- فيه إشارة إلى قبول الإسلام من كل من نطق بالشهادتين وإن كان مقصوده دنيوياً، ولا يجوز لنا أن ننظر في قلوب الناس.
● التدرج في التربية الإيمانية، حيث يبدأ الإنسان بحب الدنيا ثم يرتقي إلى حب الله ورسوله.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحبون الإسلام وأهله، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٥٧: ٢٣١٢) عن عاصم بن النضر التميمي، حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) حدثنا حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه قال: فذكره.
والرواية الأخرى عند مسلم أيضا في الفضائل (٥٨: ٢٣١٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 973 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مُحَمَّدٌ يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ

  • 📜 حديث: مُحَمَّدٌ يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مُحَمَّدٌ يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مُحَمَّدٌ يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مُحَمَّدٌ يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب