حديث: كان للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي فوضع يده عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حنين الجذع

عن جابر بن عبد الله قال: كان جذع يقوم إليه النبي ﷺ، فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار، حتى نزل النبي ﷺ فوضع يده عليه.

صحيح: رواه البخاري في الجمعة (٩١٨) عن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: أخبرني يحيى بن سعيد، قال: أخبرني ابن أنس، أنه سمع جابر بن عبد الله، فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: كان جذع يقوم إليه النبي ﷺ، فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار، حتى نزل النبي ﷺ فوضع يده عليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تُظهر معجزة من معجزات النبي ﷺ، وتدل على صدق نبوته، وعلى ما أكرمه الله به من الخوارق التي تُعرف بالمعجزات. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كَانَ جِذْعٌ يَقُومُ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ، فَلَمَّا وُضِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ سَمِعْنَا لِلْجِذْعِ مِثْلَ أَصْوَاتِ الْعِشَارِ، حَتَّى نَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ."
رواه البخاري في صحيحه.

شرح المفردات:


● جذع: هو عمود من الخشب كان النبي ﷺ يخطب عليه قبل أن يصنع له المنبر.
● يقوم إليه: أي يعتمد عليه أو يخطب عنده.
● المنبر: هو المكان المرتفع الذي صنع للنبي ﷺ ليراه الناس حين يخطب.
● أصوات العشار: العشار هي النوق الحوامل التي أقترب ولادها، وهي تئنّ وتصوت من شدة الألم والشوق إلى ولدها. وشبه صوت الجذع بذلك لشدة حزنه وبكائه.
● فوضع يده عليه: أي مسحه بيده الشريفة ليهدأ ويَسكُن.

شرح الحديث:


كان النبي ﷺ في المسجد النبوي يخطب إلى جذع (عمود من الخشب) يستند إليه، فلما صُنع له المنبر وارتقى عليه للخطبة، حنّ الجذع وشوقًا إلى النبي ﷺ، وسمع الصحابة صوتًا يشبه أنين الناقة الحامل التي تئن من فراق ولدها أو من شدة الحنين. فلما نزل النبي ﷺ من على المنبر بعد الخطبة، أتى إلى الجذع ووضع يده الشريفة عليه فسكن.

الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات معجزة للنبي ﷺ: هذه الحادثة من المعجزات المحسوسة التي أيد الله بها نبيه، حيث أنطق الله الجماد فشهد للنبي ﷺ بالرسالة، وحنّ إليه لفراقه.
2- عظم منزلة النبي ﷺ: حتى الجماد يحن إليه ويشتاق لقياه، فكيف بالبشر الذين عرفوا فضله ورسالته؟
3- إظهار رحمة النبي ﷺ وشفقته: حيث نزل من على المنبر ومسح على الجذع ليهدأ، وهذا يدل على رأفته حتى بالجماد.
4- أن الله قادر على كل شيء: فأنطق الجذع، وهو من الجمادات، وهذا دليل على قدرة الله تعالى المطلقة.
5- التأسي بالنبي ﷺ في الرحمة واللين: فالنبي ﷺ لم يهمل الجذع بل اهتم به وسكّنه، مما يعلمنا الرفق بالجميع حتى في الأمور غير المألوفة.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث متفق على صحته، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
- بعض الروايات تضيف أن الجذع كان يسمع منه صوتًا كصوت الصبي، وأنه ظل يئن حتى انشق.
- استمر الجذع في مكانه إلى عهد معاوية رضي الله عنه، ثم حفظ في غرفة في المسجد النبوي حتى احترق المسجد في أحد الحرائق، فاحترق معه.
- هذه المعجزة تدل على أن الله تعالى أكرم نبيه بإظهار الخوارق حتى في الجمادات، مما يزيد المؤمنين إيمانًا ويقينًا.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حب نبيه ﷺ، والاقتداء به في كل أمر، وأن يزيدنا إيمانًا ويقينًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجمعة (٩١٨) عن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: أخبرني يحيى بن سعيد، قال: أخبرني ابن أنس، أنه سمع جابر بن عبد الله، فذكره.
ورواه في علامات النبوة (٣٥٨٤) من وجه آخر عن جابر بن عبد الله أن النبي ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار، أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: «إن شئتم» فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي ﷺ فضمه إليه، تئن أنين الصبي الذي يسكّن قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.
ورواه في علامات النبوة (٣٥٨٥) من وجه آخر عن جابر قال: «كان المسجد مسقوفًا على جذوع من نخل، فكان النبي ﷺ إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر وكان عليه
فسمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار حتى جاء النبي ﷺ فوضع يده عليها فسكتت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1177 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي فوضع يده عليه

  • 📜 حديث: كان للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي فوضع يده عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي فوضع يده عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي فوضع يده عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي فوضع يده عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب