دعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه

حديث: دعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه

عن عروة أن النبي ﷺ أعطاه دينارًا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه.

صحيح: رواه البخاري في علامات النبوة (٣٦٤٢) عن علي بن عبد الله، أخبرنا سفيان، حدثنا شبيب بن غرقدة قال: سمعت الحي يحدّثون، عن عروة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه دروس وعبر في الأمانة والبركة والتجارة الحلال، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

الحديث باختصار:

يروي عروة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ أعطاه دينارًا (عملة ذهبية) لِيَشتري له شاة، فاشترى عروة شاتين بسعر جيد، ثم باع إحداهما بدينار، فأصبح معه دينار (رأس المال) وشاة (الربح)، فأعطى النبيَّ الدينارَ والشاة، فدعا له النبي بالبركة في تجارته.

1. شرح المفردات:

● دينار: عملة ذهبية كانت متداولة في ذلك الزمن.
● شاة: نعجة أو خروف، والمراد هنا الحيوان المأكول.
● البركة: النماء والزيادة والخير الذي يضعه الله في الشيء.
● لو اشترى التراب لربح فيه: كناية عن أن البركة صارت ملازمة له في جميع معاملاته، حتى في الشيء التافه الذي لا قيمة له.

2. شرح الحديث:

أعطى النبي ﷺ عروة بن الزبير دينارًا ليشترى له شاة يأكلها أو يذبحها، فذهب عروة إلى السوق، ووجد صفقةً حسنة، حيث استطاع أن يشتري شاتين بدينار واحد (ربما لأن البائع كان بحاجة إلى البيع سريعًا، أو كانت هناك ظروف جعلت السعر منخفضًا).
ثم فكّر عروة بحكمة وتجارة، فباع إحدى الشاتين بدينار، فأصبح معه دينار (وهو رأس المال الذي أخذه من النبي) وشاة (هي الربح الصافي)، فأعطى النبيَّ الدينارَ والشاة.
فأعجب النبي ﷺ بأمانة عروة وذكائه وتقواه، فدعا له saying: "اللهم بارك له في بيعه" أي في تجارته وبيعه وشرائه.
وقد استجاب الله دعوة نبيه، فصار عروة -رضي الله عنه- إذا تاجر في شيء ربح فيه، حتى لو كان شيئًا تافهًا لا يُربح فيه عادةً.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- الأمانة: عروة كان أمينًا على مال النبي ﷺ، لم يخنه، بل تصرف بأمانة كاملة وأعطاه رأس ماله وزيادة.
2- الذكاء والتجارة الحلال: خرج عروة من الصفقة بربح صافي دون غش أو خداع، بل بفطنة تجارية.
3- بركة الدعاء: خاصة دعاء النبي ﷺ، فإنه مستجاب، فدعوته لعروة بالبركة تحققت.
4- الحكمة في الإنفاق: النبي ﷺ علمنا كيف نستثمر الأموال حتى في الأمور البسيطة.
5- الاستفادة من الفرص: عروة انتهز فرصة السعر الجيد ليعود بالنفع على النبي وعلى نفسه.
6- التجارة الطيبة: التجارة الحلال مباركة، وقد ضرب النبي وأصحابه أروع الأمثلة في ذلك.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" والإمام أحمد وغيرهما، وهو حسن.
- عروة بن الزبير هو أحد فقهاء المدينة السبعة، وهو ابن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهم-، وكان معروفًا بالتقوى والعلم.
- القصة تدل على أن البركة الحقيقية come من الله، ولكن بالأسباب المشروعة والدعاء.
أسأل الله أن يبارك في أموالنا وأعمالنا، وأن يجعلنا من المتقين الأمناء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في علامات النبوة (٣٦٤٢) عن علي بن عبد الله، أخبرنا سفيان، حدثنا شبيب بن غرقدة قال: سمعت الحي يحدّثون، عن عروة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1183 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه

📜 حديث: دعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية