حديث: النبي ﷺ يخطب إلى جذع فتحول إلى المنبر فحن الجذع.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حنين الجذع

عن ابن عمر قال: كان النبي ﷺ يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحنّ الجذع، فأتاه فمسح يده عليه.

صحيح: رواه البخاري في علامات النبوة (٣٥٨٣) عن محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان، حدثنا أبو حفص -واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء- قال: سمعت نافعا، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر قال: كان النبي ﷺ يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحنّ الجذع، فأتاه فمسح يده عليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث إثبات كرامات الأولياء ومعجزات النبي ﷺ، وقد رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
● الراوي: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
● المصدر: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام)، والإمام أحمد في مسنده، والترمذي وغيرهم.
● الصحة: حديث صحيح متفق على صحته.


ثانياً. شرح المفردات:


● يخطب: أي يلقي خطبة الجمعة أو العيد.
● جذع: هو عمود من خشب النخل كان يقوم عليه النبي ﷺ حين يخطب قبل صنع المنبر.
● اتخذ المنبر: أي صُنع له منبر من خشب له درجات.
● تحول إليه: انتقل من الخطبة على الجذع إلى الخطبة على المنبر.
● حنّ الجذع: اشتاق وحنّ كحنين الناقة لولدها، وصدر منه صوت يشبه الأنين.
● فأتاه: جاء النبي ﷺ إلى الجذع.
● فمسح يده عليه: ليطيب نفسه ويسكّنه.


ثالثاً. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ في المسجد النبوي يخطب للناس يوم الجمعة وهو مستند إلى جذع نخلة، لأنه لم يكن هناك منبر. فلما كثر الناس واشتدت الحاجة إلى أن يراه الجميع، أُمر بصنع منبر له من خشب له ثلاث درجات.
فلما كان يوم الجمعة التالي، صلى النبي ﷺ ثم صعد المنبر ليخطب، وترك الجذع الذي كان يخطب إليه- فحنّ الجذع حنينًا شديدًا اشتاقًا إلى رسول الله ﷺ ووجدانًا لفراقه، حتى سمعه كل من في المسجد. فتحرك واشتاق كما يشتاق الإنسان أو الحيوان إلى حبيبه.
فنزل النبي ﷺ من على المنبر، وتوجه إلى الجذع وضمه إليه ومسح عليه بيده الشريفة ليهدئ من روعه ويسكّن من شوقه، فسكن الجذع وهدأ.
وفي رواية أخرى عند الترمذي: "فإنه الآن لو لم ألتزمه لحنّ إلى يوم القيامة".


رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات كرامة الأولياء (المعجزة للنبي، والكرامة للولي): هذه الحادثة من معجزات النبي ﷺ التي أيده الله بها، والتي تدل على صدق نبوته، فجماد لا يعقل يتأثر بفراقه ويشتاق إليه بإذن الله تعالى.
2- علو منزلة النبي ﷺ ومحبته: دلّ حنين الجذع على المكانة العظيمة التي كان يحظى بها النبي ﷺ في قلوب الخلق جميعًا، حتى الجمادات، فما بالنا بقلوب المؤمنين؟ فهو يوجب علينا مضاعفة محبته وتوقيره.
3- رحمة النبي ﷺ وشفقته: نزول النبي من على المنبر ليهدئ الجذع ويمسح عليه يدل على رحمته الشاملة بجميع المخلوقات، كبيرها وصغيرها، عاقلها وجمادها.
4- أن الجمادات تسبح الله وتوحده: فهي مخلوقة مسخرة بتسخير الله، وقد جعل الله فيها من الأسرار ما يعجز البشر عن إدراكه، وهي تشعر وتتأثر بإذن الله تعالى، قال الله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44].
5- التواضع ولين الجانب: فعل النبي ﷺ هذا مع الجذع يعلمنا التواضع والرحمة حتى مع ما لا يحسّ في نظر الناس.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
● مصير الجذع: يُذكر في بعض الآثار أن الجذع حفظ تحت المنبر حتى بلي، أو أنه دفن في مكان في المسجد النبوي.
● حكمة صنع المنبر: كانت حكمة الله تعالى في صنع المنبر وإحداث هذه المعجزة لتكون دليلاً مرئياً ومحسوساً لكل من في المسجد على نبوة محمد ﷺ.
● الاستدلال بالحديث: يستدل العلماء بهذا الحديث على إثبات صفة المحبة لله تعالى على الوجه اللائق به، فإذا كان الجماد قد أحب النبي ﷺ، فالله أولى بأن يكون محباً لعباده المؤمنين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في علامات النبوة (٣٥٨٣) عن محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان، حدثنا أبو حفص -واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء- قال: سمعت نافعا، عن ابن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1178 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يخطب إلى جذع فتحول إلى المنبر فحن الجذع.

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يخطب إلى جذع فتحول إلى المنبر فحن الجذع.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يخطب إلى جذع فتحول إلى المنبر فحن الجذع.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يخطب إلى جذع فتحول إلى المنبر فحن الجذع.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يخطب إلى جذع فتحول إلى المنبر فحن الجذع.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب