حديث: بعير قد أعيا فلا يكاد يسير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سرعة جمل جابر بعد دعاء النبي ﷺ -

عن جابر بن عبد الله قال: غزوت مع رسول الله ﷺ فتلاحق بي النبي ﷺ، وأنا على ناضح لنا قد أعيا، فلا يكاد يسير، فقال لي: «ما لبعيرك؟» قال: قلت: عيى، قال: فتخلف رسول الله ﷺ فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها .. الحديث بطوله في قصة بيع الجمل.

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٦٧) ومسلم في المساقاة (١١٠: ٧١٥) كلاهما عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن المغيرة، عن الشعبي، عن جابر، فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: غزوت مع رسول الله ﷺ فتلاحق بي النبي ﷺ، وأنا على ناضح لنا قد أعيا، فلا يكاد يسير، فقال لي: «ما لبعيرك؟» قال: قلت: عيى، قال: فتخلف رسول الله ﷺ فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها .. الحديث بطوله في قصة بيع الجمل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه دلائل كثيرة على معجزات النبي ﷺ وبركاته، وعلى أخلاقه الكريمة في تعامله مع أصحابه.

أولاً. شرح المفردات:


● غزوت: خرجت للقتال في سبيل الله.
● تلاحق بي: لحق بي بعد أن تأخرت.
● ناضح: بعير يسقى عليه الماء، ويُستخدم للركوب أيضاً.
● أعيا: تعب وأصابه الإعياء.
● فزجره: صاح عليه أو زبره لتحريكه.
● قدامها: أمام الإبل، أي صار سريعاً يسير أمامها.


ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه كان في غزوة مع رسول الله ﷺ، وكان راكباً على بعير له ضعيف قد تعب وأعيا، حتى صار لا يستطيع السير بشكل طبيعي، فتأخر جابر عن الجيش.
فلحقه النبي ﷺ ورآه على هذه الحالة، فسأله بعطف واهتمام: «ما لبعيرك؟» أي ما شأنه وما الذي أصابه؟ فأخبره جابر بأنه قد أعيا وتعب.
فتخلف النبي ﷺ قليلاً عن الجيش، فزجَر البعير أي حثه على السير بصوت أو كلمة، ودعا له بالبركة والقوة. فاستجاب الله دعاء نبيه، فتحول حال البعير من الإعياء الشديد إلى القوة والنشاط، حتى صار يسير بين يدي الإبل قدامها، أي صار سريعاً جداً يتقدم جميع الإبل!
بل وذكر جaber في باقي القصة – التي أشرت إليها في سؤالك – أن البعير بقي بعد ذلك يعمل سنوات طويلة في قوة ونشاط، وكان لا يُجارى في السرعة والقدرة على التحمل.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- معجزة من معجزات النبي ﷺ: فهذا من دلائل نبوته، حيث استجاب الله دعاءه، فانقلب البعير من حالة الإعياء إلى القوة والسرعة الخارقة، واستمر ذلك سنوات.
2- اهتمام النبي ﷺ بأصحابه ورفقته: فلحقه وسأله عن حاله، ولم يتركه يتأخر وحده.
3- جواز الدعاء للحيوان والانتفاع به: دعا النبي ﷺ للبعير فانتفع به صاحبه سنوات طويلة.
4- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: كان بإمكان جابر أن يشتكي أو يستسلم، لكن النبي علمه بالأخذ بالسبب مع التوكل على الله.
5- بركة الدعاء: خصوصا دعاء النبي ﷺ، الذي لا يرد.


رابعاً. فوائد إضافية:


- القصة كاملة فيها أيضاً بيان رحمة النبي ﷺ وتيسيره على أصحابه، حيث ساعد جابراً في دينه وباعه بعيره بشرط ظريف (أن يركبه إلى المدينة).
- يستفاد منها أيضاً أهمية مشاركة القائد لجماعته والوقوف إلى جانب الضعيف منهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٦٧) ومسلم في المساقاة (١١٠: ٧١٥) كلاهما عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن المغيرة، عن الشعبي، عن جابر، فذكره.
ورواه البخاري في الشروط (٢٧١٨) ومسلم في المساقاة (١٠٩: ٧١٥) كلاهما من طريق آخر عن جابر وفيه: فلحقني النبي ﷺ فدعا لي وضربه، فسار يسيرًا لم يسر مثله. الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1184 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعير قد أعيا فلا يكاد يسير

  • 📜 حديث: بعير قد أعيا فلا يكاد يسير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعير قد أعيا فلا يكاد يسير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعير قد أعيا فلا يكاد يسير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعير قد أعيا فلا يكاد يسير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب