حديث: نَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تكثير الماء

عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ. كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ
فَنَزَحْنَاهَا، فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً، فَبَلَغِ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَأَتَاهَا، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ مَضْمَض وَدَعَا، ثُمَّ صبَّهُ فِيهَا فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابَنَا.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤١٥٠) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: فذكره.

عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ. كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ
فَنَزَحْنَاهَا، فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً، فَبَلَغِ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَأَتَاهَا، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ مَضْمَض وَدَعَا، ثُمَّ صبَّهُ فِيهَا فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابَنَا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن البراء قال: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ. كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا، فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً، فَبَلَغِ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَأَتَاهَا، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ مَضْمَض وَدَعَا، ثُمَّ صبَّهُ فِيهَا فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابَنَا.


1. شرح المفردات:


● تَعُدُّونَ: تظنون وتعتبرون.
● الْفَتْحَ: النصر والتمكين.
● بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ: البيعة التي رضي الله عنها وأثنى على أصحابها في القرآن.
● الْحُدَيْبِيَةِ: مكان قرب مكة، بينه وبينها حوالي 22 كم.
● بِئْرٌ: مصدر للماء.
● نَزَحْنَاهَا: استخرجنا كل مائها حتى نضب.
● شَفِيرِهَا: حافتها أو طرفها.
● أَصْدَرَتْنَا: أخرجت لنا الماء بوفرة.
● رِكَابَنَا: دوابنا التي نركبها.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه أن الناس يتحدثون عن فتح مكة كأعظم فتح في الإسلام، وهو indeed كان فتحًا عظيمًا، لكن الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان في الحديبية يرون أن تلك البيعة كانت فتحًا مبينًا ونصرًا عظيمًا، وذلك لأنها كانت تمهيدًا للفتوحات التي جاءت بعدها.
ثم يصف البراء رضي الله عنه ما حدث في ذلك اليوم: كان عدد المسلمين مع النبي صلى الله عليه وسلم ألفًا وأربعمائة صحابي. وكانت الحديبية مكانًا به بئر واحدة، فلما نزلوا بها استقوا كل مائها حتى لم يبق فيها قطرة واحدة، مما سبب عطشًا شديدًا للجيش.
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبر نضوب البئر، جاء إليها وجلس على حافتها، ثم طلب إناءً من ماء فتوضأ منه ومضمض فاه (أي تمضمض)، ثم دعا الله تعالى بما شاء من الدعاء، ثم صب ما تبقى من الماء في الإناء داخل البئر.
فلم تمض فترة قصيرة حتى فاضت البئر بالماء العذب بكمية هائلة، فاستقى منها الجيش كله وأرووا دوابهم حتى شبعوا جميعًا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تفاضل النعم والفتوحات: بيان أن النصر والفتح يأتيان بأشكال مختلفة، فبيعة الرضوان كانت نصرًا معنويًا وعقيديًا مهّد لفتح مكة المادي.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالدعاء فقط، بل أخذ بالأسباب (بالتوضؤ وصب الماء) ثم دعا الله، فجمع بين الأسباب الشرعية والدعاء.
3- بركة النبي صلى الله عليه وسلم: المعجزة الحسية التي حدثت ببركة دعائه ومسه، حيث تفجرت البئر بعد أن كانت ناضبة.
4- قوة الإيمان والثقة بالله: الموقف يعلم المسلمين أن القلة والعطش لا يقفان أمام توفيق الله ونصره لأوليائه.
5- مكانة الصحابة: بيان فضل الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة، وأن الله رضي عنهم ومدحهم في القرآن.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- نزلت في بيعة الرضوان آية في القرآن: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
- كانت بيعة الرضوان في سنة 6 هـ، وفتح مكة في سنة 8 هـ.
- الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أعلى درجات الصحة.
- الحديبية سميت بذلك باسم الشجرة أو البئر التي كانت في ذلك المكان.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا فهم سنة نبيه والعمل بها.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١٥٠) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1152 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ

  • 📜 حديث: نَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب