نعى النبي ﷺ جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم

حديث: نعى النبي ﷺ جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم

عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ ﷺ نعى جعفرًا، وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم، وعيناه تذرفان.

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٦٣٠) عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس بن مالك، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ ﷺ نعى جعفرًا، وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم، وعيناه تذرفان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من جوانب الرحمة والعاطفة الإنسانية في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.

الحديث بلفظه:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم، وعيناه تذرفان.

1. شرح المفردات:

● نعى: أخبر بموتهم، وأظهر الحزن عليهم.
● جعفر: هو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، والمُلقب بـ"جعفر الطيار" أو "ذو الجناحين".
● زيد: هو زيد بن حارثة رضي الله عنه، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد تبناه قبل الإسلام.
● قبل أن يجيء خبرهم: أي قبل أن يصل الخبر الرسمي بقتلهما.
● تذرفان: تدمعان وتسيلان دموعًا.

2. شرح الحديث:

يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة رضوان الله عليهم بوفاة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة في معركة مؤتة قبل أن يصل إليهم الخبر بالطرق العادية، وكانت عيناه الشريفتان تفيضان بالدموع حزنًا عليهما.
السياق التاريخي:
وقع هذا الحديث في غزوة مؤتة (في جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة)، حيث أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا إلى مشارف الشام لمواجهة الروم وحلفائهم من القبائل العربية. وقد قُتل في هذه المعركة القادة الثلاثة للجيش: زيد بن حارثة (أول قائد)، ثم جعفر بن أبي طالب (ثاني قائد)، ثم عبد الله بن رواحة (ثالث قائد) رضي الله عنهم أجمعين.
الإعجاز النبوي:
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بوفاة جعفر وزيد قبل وصول الخبر يُعد من معجزاته صلى الله عليه وسلم، حيث أطلعه الله تعالى على الغيب في هذه الحادثة تأييدًا له وتصديقًا لنبوته.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- بيان إنسان النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يظهر رقة قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحنوه، وأنه لم يكن قاسي القلب، بل كان يبكي لحزنٍ أو فرحٍ أو خوفٍ من الله.
2- الحزن على فقد الأحبة ليس نقصًا: البكاء على الميت جائز شرعًا، وهو من الرحمة، لكن مع الصبر والاحتساب.
3- فضل جعفر وزيد رضي الله عنهما: مكانتهما العظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث نعاهما وبكى عليهما.
4- الإيمان بالغيب: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالحادثة قبل وقوعها دليل على صدق نبوته، وأن الله يطلعه على ما يشاء من غيبه.
5- قيمة الشهادة في سبيل الله: موتهما شهداء كان مصيرًا كريمًا، والبكاء عليهما لا ينافي الفرح بشهادتهما.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● سبب تسمية جعفر بـ"الطيار": قيل لأنه قطعت يداه في المعركة فحمل الراية بعضديه حتى قُتل، فأبدله الله بجناحين يطير بهما في الجنة.
● زيد بن حارثة: هو الوحيد من الصحابة الذي ذُكر اسمه في القرآن (في سورة الأحزاب) تخليدًا لذكراه وبيانًا لمكانته.
● موقف النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الشهداء: كان صلى الله عليه وسلم يذهب ليعزّي أهليهم ويدعو لأولادهم، مما يدل على الاهتمام برعاية أسر الشهداء.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في رقته وإنسانيته وإيمانه، وأن يجمعنا به في جنات النعيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٦٣٠) عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس بن مالك، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1202 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نعى النبي ﷺ جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم

📜 حديث: نعى النبي ﷺ جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نعى النبي ﷺ جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نعى النبي ﷺ جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نعى النبي ﷺ جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية