قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن إنكار البعث في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَقَالُوٓاْ إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ ﴾ [الأنعام: 29]
طوبى لمَن عرَف أن الحياة الحقيقيَّة هي الحياةُ الآخرة، فلها يعمل ولأجلها يعيش. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ ﴾ [يونس: 7]
لتكُن هِمَّتُك عالية، وغايتُك المَرجُوَّة سامية، فلا تَرضَ لنفسك بحياةٍ ناقصةٍ مكدَّرةٍ زائلةٍ، بل اطلب لها حياةً باقيةً، صافيةً كاملة. البهجةُ بالحياة الدنيا والرضا بها والتوغُّل في مُلهِياتها يَصرِف عن الاستعداد للآخرة بمقدارِ ذلك الابتهاج والرضا واللهو. إن رجاءَ لقاءِ الله واستشعارَ الانتقالِ إليه يزهِّدُ العبدَ في الدنيا ويرغِّبُه في الآخرة. مَن لا يخاف اللهَ دأبُه الغَفلةُ عن آيات ربِّه التي فيها نَجاتُه وسعادته، لكنَّه ليس بغافل عن الشهَوات والشبُهات التي فيها هلاكه وشقاؤه! |
﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ﴾ [يونس: 15]
إنها لآياتٌ بيِّنات لا خَفاءَ فيها، ولا عيبَ يعتريها، فمن حادَ عنها فباغٍ أو جاحدٌ أو متكبِّر. مَن يُؤمن بالآخرة ولا يزالُ يذكرُها، ويستحضرُ لقاءَ ربِّه ولا يغيبُ عنه، فذاك الذي ينتفعُ بآياتِ مولاه تعالى. أيها الداعيةُ؛ لا تجامِل في سبيل الحقِّ، ولا تستَجِب لمن يطلبون منك تبديل شريعةِ الله وتحريفَها لتُوافقَ أهواءهم. سُننُ رسولِ الله ﷺ كلُّها آتيةٌ بوحي، وهي إذا ثبت وصحَّ إسنادها تَلزمُ لزومَ القرآن. مَن استحضرَ الخوفَ من اللهِ تعالى أبعدَه خوفُه عن معصية ربِّه، وكيف يعصيه مَن يعظِّمه ولا يأمَنُ عقابَه؟! يومُ القيامةِ يومٌ عظيم، لِطُوله وكثرةِ شدائده وفصلِ الأقضية فيه، وصدورِ الأحكام النهائيَّة في عَرَصاته، فما أجدرَ العاقلَ بالخوف منه! |
﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ﴾ [يونس: 18]
لا ترجُ غيرَ خالقك، ولا تخشَ سوى ربِّك، فإن غيرَه لن يملِك لك ضَرًّا ولا نفعًا، إلا ما شاء الله. لن تبلغَ المعبوداتُ أن تضُرَّ من شاء اللهُ حمايتَه من الضَّرِّ، أفليسَ من يمنعُ الضَّرَّ عن عباده هو الأحقَّ بالشكر؟! إن كانت عبادةُ غيرِ اللهِ ليست نافعةً أصحابَها؛ فإن عبادةَ الله تعالى بلا شكٍّ ستنفعُ أهلَها في العاجل والآجل. عجيبٌ كيف يصرُّ عبَّادُ الأصنام على الاستمرار في عبادتها، مع اعترافهم الدائم بأن المتصرِّفَ هو اللهُ تعالى وحدَه! ليس لما يعبُد الناسُ من دون الله عنده يدٌ، ولا نوعُ تصرُّفٍ، فمن طلبَ رضا هؤلاء الوُسطاء بعبادتهم فقد ظنَّ بالله ظنَّ السَّوء. اللهُ تعالى أقربُ إلى عباده مِن حاجته إلى شُفعاءَ يوصلونهم إليه، وأعظمُ من أن يكون له وُسَطاءُ يُزكُّون الناسَ لديه. تعالى ربُّنا أن يجهلَ أحوالَ خَلقه حتى يخبرَه بها أحد! لقد جَهلَ مقامَ الربوبيةِ والألوهية مَن شبَّهَ ربَّ العالمين بعبيده من الملوك الجاهلين العاجزين وغيرِهم. |
﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ ﴾ [يونس: 45]
إذا حقَّقتَ مُدَّة الدنيا لم تجدها إلا (الآنَ) الذي هو فصلُ الزمانين فقط، أمَّا ما مضى وما لم يأتِ فمعدومانِ كما لم يكن؛ فمَن أضلُّ ممَّن يبيع باقيًا خالدًا بمدَّةٍ هي أقلُّ من طَرْفة عين؟! ما أسوأَ اليقَظةَ المتأخِّرة! ولكن ما أحسنَها لو كانت في الدنيا، حيث يمكنُ تدارُك التقصير! |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۗ وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ ﴾ [هود: 7]
الخالقُ لكلِّ شيء من غير شيء، قادرٌ على إعادة المكلَّفين بعد موتهم، فيجازيهم على أفعالهم؛ إنه عظيمُ الشأن، حكيم التدبير لشؤون خلقه. احرِص أن تكونَ أحسنَ عملًا قبل أن تكونَ أكثرَ عملًا، فإن العمل بإخلاص واتِّباع يُبارَك فيه وإن قلَّ، والعمل بلا إخلاص واتِّباع يُمحَق ولو كثُر. |
﴿۞ وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الرعد: 5]
كيف يُنكر قدرةَ الله على بعثِ الموتى مَن نظرَ إلى عجائبِ فعلِ الله في الحياة؛ أفلا تهدي الناسَ تلك الآياتُ إلى تصديقِ قدرة الله على إحيائهم بعد الممات؟ كم من متعجِّبٍ من شيء هو أحقُّ بأن يُتعجبَ من تعجُّبه، لقيام ذلك الانفعال النفسي لديه من غير سببٍ صحيح يُوجِبه. الذين أطلقوا لأنفسهم العِنانَ في الدنيا لترتعَ في مساخط الله حيث شاءت، يُساقون يومَ القيامة في الأغلال، وعليهم سحائبُ القهر والإذلال، فمَن لم يَغُلَّ هواه في الدنيا غُلَّ في الآخرة. |
﴿وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِ وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِمُ ٱلۡمَثُلَٰتُۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الرعد: 6]
لا يحملنَّ تأخيرُ العقوبة عن العاصي على اعتقادِ صحَّة ما هو فيه، فإنما هو إمهالٌ وحِلمٌ من الله، وفيمَن سبقَ موعظةٌ لمَن اتَّعظ. معرفة أسماء الله وصفاته تجعل العبدَ معتدلَ السير على جناحَي الخوف والرجاء. هل تأمَّلتَ كيف تسبق مغفرتُه عقوبتَه، فتعلمَ أن رحمتَه سبحانه تسبق غضبَه، وهل لاحظتَ كيف تتقدَّم التربيةُ الغفرانَ والمؤاخذة، لتعلمَ أن في كليهما للعباد تهذيبًا وتربية وتأديبًا. |
﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦٓۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞۖ وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]
حين تُغلَقُ القلوبُ بمغاليقِ الإعراض والصدود، ترى أن الآياتِ البيِّنات التي تَهديها لم تَنزل عليها، مع أنها قد وصلت إلى بابها، ولكنها لم تَفتح لها طريقًا. عمل الأنبياءِ وأتباعِهم تبليغُ ما جاء عن الله، والتحذيرُ من مخالفة ذلك، وبيانُ البراهين، لا الإتيان بها وَفقَ أهواء الناس. لولا أن الناسَ لا تَصلُح حياتُهم إلا بدعاة، ما اختصَّ سبحانه كلَّ قوم بهُداة. |
﴿إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ فَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٞ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ ﴾ [النحل: 22]
لا ينفكُّ الإيمانُ بالله تعالى عن الإيمانِ بالبعث والجزاء، فهناك تتجلَّى حكمتُه، ويظهرُ عدلُه، سبحانه وتعالى. إن المؤمنَ بالآخرة له قلبٌ مطمئنٌّ بوحدانيةِ الله، يَطلبُ الدلائل ولا ينكرُ البرهان، ويخضعُ للحقِّ ولا يستكبر عنه. |
﴿لَا جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ ﴾ [النحل: 23]
لن يحظى متكبرٌ بمحبة الله، فإن الله لا يحب إلا المتواضعين الخاضعين لجلاله. مَرَّ الحسينُ بنُ عليٍّ رضي الله عنهما على مساكينَ يأكلون، فدَعوه فأجابهم وأكلَ معهم، وتلا: ﴿إنه لا يحب المستكبرين﴾ ، ثم دعاهم إلى منزله، فأطعمَهم وأكرمَهم. |
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡ قَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [النحل: 24]
من أهل الباطل مَن لا يجدون في الوحي ولا فيمَن أنزله أيَّ مَطعَن، فيجعلون حربهم في إنكار مجيئه من عند الله، وفي وصفه بأوصافٍ كاذبة تنفِّر الناس عنه. |
﴿لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25]
ما أثقلَ الأوزارَ حين يحملها صاحبُها كاملةً غيرَ منقوصة! فكيف بمَن يزيد على ذلك ويحمل من أوزار غيره؟! ما أسوأ حالَ داعي الضلال يومَ المآل! فقد ضلَّ وأضلَّ، فحمل إثمَ نفسه، وإثمَ مَن ضلَّ بإضلاله. لفقدِ العلم النافع ضررٌ كبير، يؤدِّي إلى الضلال والإضلال، وحمل السيِّئات والأوزار. |
﴿وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَا يَبۡعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُۚ بَلَىٰ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 38]
عجبًا لمَن يُظهر تعظيمَ الله تعالى بالقَسَم باسمه، ولكن على عقيدةٍ تؤمن بعجزه سبحانه عن بعث الأموات! فأيُّ تعظيمٍ هذا؟! قد ألزم الله نفسَه ببعث الأموات لعدله وحكمته، وهو الذي لا مُلزِمَ له سبحانه، أتراه يدَعُ هذا الحقَّ الذي عليه؟! حين يجهل العبدُ عقيدةَ البعث والنشور، فإنه يستمرُّ في الضلال والفجور، لذلك كثُرت الآياتُ الدالَّة على قدرته سبحانه على إحياء عباده؛ لئلَّا يغفُلوا عنه. |
﴿لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ ﴾ [النحل: 39]
أتُراه سبحانه يدَع كلَّ مخالف للحقِّ ممَّن يدَّعي لنفسه الادِّعاءاتِ الكاذبة، ويفتري على أهل الحقِّ الافتراءات الباطلة؟! كلا، بل سيبعثهم جميعًا ليوم عظيم يُظهر فيه حقَّ المحقِّ وباطلَ المُبطِل، فلا يختلف في الحقِّ أحدٌ بعد ذلك. إن لم يعلمِ الكافرون مدى كذبهم في الدنيا فسيعلمونه يوم المعاد؛ ففي الدنيا قد يظنُّون أنهم صادقون فيما هم فيه مشركون. |
﴿وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا ﴾ [الإسراء: 49]
لقد جهل أشدَّ الجهل من قاسَ قدرةَ المخلوق الضعيف العاجز على قدرة القويِّ القادر، فأيُّ عاقل ينكر أظهرَ الأشياء؟! |
﴿۞ قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا ﴾ [الإسراء: 50]
مَن قدَر على الخلق من غير مثال، فإنه قادرٌ على بعث مَن خلق على كلِّ حال، سواءٌ كنتم بشرًا من تراب أو حجرٍ أو حديد، فإن المبدأ واحد: القادر على الابتداء قادرٌ على الإعادة. المكذِّب إذا أُلزم بحجَّة، أو قطع شبهتَه برهان، انتقل إلى المحاججة بشبهةٍ أخرى حتى يقرِّر باطلَه، وأنَّى لحقٍّ أن يصلَ قلبًا يسعى صاحبُه جاهدًا لقطع كلِّ طريق إليه؟! ليس في تعيين وقت القيامة فائدة، وإنما الفائدةُ في الإقرار به وإثباته، وإلا فكلُّ آتٍ قريب. ما أجملَ أسلوبَ القرآن الكريم في الحوار! إنه الحوارُ الهادئ، الذي لا غِلظةَ فيه ولا فظاظة. |
﴿أَوۡ خَلۡقٗا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِي صُدُورِكُمۡۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ فَسَيُنۡغِضُونَ إِلَيۡكَ رُءُوسَهُمۡ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا ﴾ [الإسراء: 51]
مَن قدَر على الخلق من غير مثال، فإنه قادرٌ على بعث مَن خلق على كلِّ حال، سواءٌ كنتم بشرًا من تراب أو حجرٍ أو حديد، فإن المبدأ واحد: القادر على الابتداء قادرٌ على الإعادة. المكذِّب إذا أُلزم بحجَّة، أو قطع شبهتَه برهان، انتقل إلى المحاججة بشبهةٍ أخرى حتى يقرِّر باطلَه، وأنَّى لحقٍّ أن يصلَ قلبًا يسعى صاحبُه جاهدًا لقطع كلِّ طريق إليه؟! ليس في تعيين وقت القيامة فائدة، وإنما الفائدةُ في الإقرار به وإثباته، وإلا فكلُّ آتٍ قريب. ما أجملَ أسلوبَ القرآن الكريم في الحوار! إنه الحوارُ الهادئ، الذي لا غِلظةَ فيه ولا فظاظة. |
﴿يَوۡمَ يَدۡعُوكُمۡ فَتَسۡتَجِيبُونَ بِحَمۡدِهِۦ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾ [الإسراء: 52]
ليس ثَمَّةَ غطرسةٌ يوم القيامة، بل سيطلب الناسُ الإجابةَ بأنفسهم مسرعين في القيام؛ طاعةً لله وانصياعًا لأمره، فلله الكبرياءُ والعُلوُّ، وله الحمد والثناء. الأعمار الطويلة للأفراد والأمم وللدنيا كلِّها لن تكونَ إلا في خانة (القليل) في ذلك اليوم الطويل. |
﴿ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدًا ﴾ [الإسراء: 98]
مَن آمن أن المعاقِبَ عدلٌ، ورأى عِظَم العقوبة، علم عِظَم الذنب وبشاعته، فلا تستخفَّ بكفر الكافرين بآيات الله يوم جزائه. |
﴿وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفّٗا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدٗا ﴾ [الكهف: 48]
لا يزال المجال أمامَك رحبًا لاستدراك التقصير وإصلاح المُعوَجِّ ما دام فيك عقلٌ يعي ونفَس يتردَّد، فالزَم بابَ التوبة والاستغفار، فإنه نعمَ الباب. لا تستهِن بصغائر الأعمال؛ فإن الناس تضِجُّ يوم القيامة من آثارها، كما تضِجُّ يومها من كبارها. قال قَتادة: (اشتكى القومُ الإحصاء، ولم يشتَكِ أحدٌ ظلمًا، فإيَّاكم والمحقَّراتِ من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكَه). |
﴿يَٰٓأَبَتِ لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ عَصِيّٗا ﴾ [مريم: 44]
تحت ستار الهوى تكون عبادة الشيطان، فلو فطن متَّبعو وساوسه وتزيينه أن ذلك من جملة عبادته، ما رضي بعضُهم بهذا المنحدر لنفسه. أمَا لو علم العاصي مقدارَ رحمة الله به لاستحيا من معصيته، فمَن كان عظيمَ الرحمة بالإنسان أيستحقُّ أن يواجَه بالعناد والعصيان؟ |
﴿ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمۡ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحۡمَٰنِ عِتِيّٗا ﴾ [مريم: 69]
في موقف الحشر يُنتزع أشدُّ العصاة يوم القيامة انتزاعًا شديدًا، فيُجعل نكالًا لغيره من المعذَّبين، قبل أخذه إلى العذاب المُهين. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ ﴾ [الحج: 5]
كم فيما يراه الناس ويألفونه ويمرون به دون وعيٍ ولا انتباه، ما لو تدبروه وتأملوه لوجدوا فيه دلائل قدرة الله تعالى وعظمته التي تسوقهم عند التأمل إلى توحيده وطاعته. كيف يتسربُ إلى نفس العاقل شكٌّ في البعث، وقد جاءت الدلائل المستفيضة عليه في الأنفس والآفاق؟! تواضع لربك ولا تتطاول على بني جنسك، فقد عرفت أول خلقك الضعيف، وتعرف نهاية عمرك القصير، فأي شيء يدعوك إلى الغرور؟! الله جلَّ جلاله قادرٌ على أن يجعل خلقنا كله في كلمة (كن) دون تنقُّلٍ في مراحل من الخلق، ولكنه سبحانه يبيِّن لنا كمالَ حكمته، وعظيم قدرته، وإبداع خلقه، وسَعة رحمته، فما أعظمه من بيان! إن كان الرحمُ قرارَ النطفة، والتراب قرار الجثة، فإن مَن أخرج النطفة طفلًا لقادرٌ على أن يخرج رميم الجثة خلقًا آخر يوم الحشر. هل يُعقل أن يمدَّ الله هذا الإنسان، ويبلِّغه التمام، وهو في ذلك يأمره وينهاه، ثم يقبضه ويتوفاه، ثم تنتهي القصة، فلا رجعة بعد ذلك؟! هي الحياة تأخذ من العبد كلَّ يومٍ شيئًا، وتستردُّ منه ما كانت أعطته، حتى يصل إلى أرذل مراحل حياته، بعد أن كان امتدادها يزيد في علمه وعقله، وقوته وصحته، وخَلقه وخُلقه. إنما أنتَ تحت تصرُّفِ الله تعالى وعنايته؛ متى شاء علَّمك ما لم تكن تعلم، ومتى شاء أنساك ما كنت تعلمه. بين الآدمي والنبات قاسم مشترك في بدء الأمر ونهايته، تؤخذ منه العبرة؛ فالنبات يكون في نقصان، فما يزال ينمو بقدرة الله حتى يتم، فكذلك الآدمي يَرقى من نقصٍ حتى يبلغ الكمال. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّهُۥ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَأَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الحج: 6]
ألا تَهديك دلائلُ الخلق التي تراها بعينيك إلى أن الله تعالى هو الحقُّ، وأنه يحيي الموتى، وأن الساعة آتية، وأنه قادر على كل شيء؟ هل تفكَّرت في الحياة بعد الموت، وبقيام الساعة بعد الدنيا، وبيوم النشور بعد القبور، فماذا قدَّمت لنفسك لتنجوَ في تلك الأحوال من الأهوال؟ |
﴿وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ ﴾ [الحج: 7]
ألا تَهديك دلائلُ الخلق التي تراها بعينيك إلى أن الله تعالى هو الحقُّ، وأنه يحيي الموتى، وأن الساعة آتية، وأنه قادر على كل شيء؟ هل تفكَّرت في الحياة بعد الموت، وبقيام الساعة بعد الدنيا، وبيوم النشور بعد القبور، فماذا قدَّمت لنفسك لتنجوَ في تلك الأحوال من الأهوال؟ |
﴿وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَٰطِ لَنَٰكِبُونَ ﴾ [المؤمنون: 74]
الأنبياء أنصح الخلق للخلق، فقد أرشدوهم إلى الصراط المستقيم الذي به نجاتهم في حاضرهم ومآلهم، دون أن يطمعوا في جاههم أو مالهم، فثواب الله عندهم أعظم من ذلك. في الخروج عن منهج الرسل الكرام ضياعٌ في المجاهل المُهلكة، والمسالك الوعْرة، فمَن أراد الوصول إلى المقصِد المأمول، فأقرب طريق إليه هو صراط الله المستقيم. |
﴿بَلۡ قَالُواْ مِثۡلَ مَا قَالَ ٱلۡأَوَّلُونَ ﴾ [المؤمنون: 81]
يُعــرض المشركــون عــن تدبر آيات الله تعالى الكونية والشرعية، ولا يُعملون عقولهم، وإنما يقلِّدون آباءهم، ولو تدبروا فانتفعوا وتركوا التقليد لهُدوا إلى التوحيد. |
﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 89]
عجبًا لقوم يعترفون بكمال أوصاف الله، ثم يتجهون إلى جمادات لا تضرُّ ولا تنفع، ولا حياة لها ولا منها! وكيف يُخدعون عن الحق الذي هو توحيد الله تعالى وهم يعترفون بأنه الخالق الرازق، المحيي المميت، المالك لكل شيء؟! |
﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]
تأبى حكمةُ الله وعدلُه ورحمته ولطفه أن يكونَ خلقه للناس عبثًا، بل قضى بأن يكونَ هنالك يومٌ يرجِع فيه الخلائق جميعًا إليه سبحانه، ليُحِقَّ الحقَّ ويُبطِلَ الباطل. لا يدَع الملِك العظيم سبحانه وتعالى عباده همَلًا دون حساب وجزاء، فملكُه جل وعلا قد قام على الحقِّ والرحمة، والعدل والحكمة. العرش أعظم المخلوقات، والله تعالى هو ربه ومالكه، فمَن الإنسانُ أمام ذلك المخلوق حتى يظن أنه سيُعجز اللهَ أو ينجو من حسابه؟! |
﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴾ [الفرقان: 11]
حين لم يؤمنوا بالساعة قصُرت أنظارهم على الحظوظ الدنيوية، وظنُّوا أن الكرامة ليست إلا في نَيلها، فلمَّا خلا رسولُ الله ﷺ من تلك الأعراض كذَّبوه واتهموه، أفبهذا يُردُّ الحقُّ لو كانوا يريدون الحق؟ الكفر باليوم الآخر سببٌ لكلِّ البلايا وأنواع الكفر والجحود؛ لأن مطامع العقلاء محصورةٌ في جلب النفع ودفع الضَّر، والذي لا يصدِّق بيوم القيامة لا يرغب في خير، ولا يخاف من شرٍّ في ذلك اليوم؛ فهو لا ينزجر عن شيء؛ ولذا كان التكذيب بالبعث من أشنع أنواع الكفر بالله جلَّ وعلا. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ ﴾ [النمل: 4]
حينما تخلو القلوب من الإيمان بالآخرة تُقبل على المعاصي فتستحسنها كأنها طاعات، وتكره القرُبات كأنها لديها سيئات! ما من مُعرضٍ عن منهج الله سبحانه وتعالى إلا وهو متخبِّطٌ خبطَ مَن لا بصيرة له، فلا تراه ذا رأي سديد، ولا عمل رشيد. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ ﴾ [النمل: 5]
أيُّ خسارة للمرء أعظم من خسارته لنفسه في الآخرة، حينما أرداها في سوء العذاب في الدنيا؟! |
﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ ﴾ [النمل: 65]
يوم البعث حقيقة لا شك فيها، ولا يعلم وقت مجيئها إلا عالمُ الغيب وحده، وليس للمعبودات الباطلة ولا لعابديها علمٌ بوقت بعثهم وقيامهم من قبورهم. |
﴿بَلِ ٱدَّٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ ﴾ [النمل: 66]
حينما جثم ظلام الكفر على قلوبهم محا عن بصائرهم رؤية دلائل القيامة، فصاروا بها شاكِّين، ولبراهينها مكذبين. |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبٗا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ ﴾ [النمل: 67]
عجبًا من ابن آدم الذي نسي أن أصله من تراب، وأنكر أن يعود حيًّا بعد موته، فأنكر النهاية وتناسى البداءة! |
﴿لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَٰذَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [النمل: 68]
سبحان الله كيف صار أمر البعث اليقين أساطير الأولين في نظر المكذبين؛ مع أنه الخبر الصادق المتواتر الذي وعدت به الرسل عليهم السلام أممَها! |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحۡمَتِي وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [العنكبوت: 23]
شتَّان بين المؤمن والكافر، فالمؤمن لا يزال يطمع في رحمة ربِّه في دنياه وآخرته، والكافر لا يسترحم اللهَ في دنياه، ولا يطمع في رحمته حين يرى ما أُعدَّ له في أُخراه. مَن رحمه الله في الدنيا بتوفيقه لطاعته كان من أهل رحمته في الآخرة، ومَن سخط عليه الله في حياته كان من اليائسين من رحمته يوم لقائه. لا نجاةَ من الخلود في العذاب للكافر بآيات الله ولقائه، اليائسِ من رحمته، وأما المؤمن -وإن دخل النار بذنوبه- فقد تدركه رحمة الله، فيخرج منها لحسن رجائه بربه. |
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ ٱلۡأٓخِرَةِ فَأُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ ﴾ [الروم: 16]
ما أضعفَ أهلَ النار وما أذلَّهم! يوم يُساقون إليها سَوقًا، ويُحضَرون إليها قسرًا، دون أن يملكوا للقوَّة التي تقودهم إلى عذابها دفعًا. |
﴿وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوۡجٞ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا كُلُّ خَتَّارٖ كَفُورٖ ﴾ [لقمان: 32]
حين يضطرب البحر وتصبح الفُلك كالريشة الحائرة في الخضَمِّ الهائل، تتعرَّى النفوس من القوَّة الخادعة، وتتجرَّد من القدرة الموهومة، فتظهر الفطرةُ من غير حوائل متَّجهةً إلى ربِّها وحده لا شريك له. مَن يجحد بآيات الله جلَّ وعلا بعد تلك المشاهد الكونية الهائلة، وإنجاء الله له من الهلكة المحققة، فوصفُ شدَّة الغدر والكفر أليقُ به. |
﴿وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [السجدة: 10]
كيف يستبعد عاقلٌ على ربِّه الذي خلقه من العدم أن يحييَه بعد موته للبعث والنشور؟ |
﴿۞ قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11]
لن يَغفُل ملَكُ الموت عن قبض روح عبدٍ حين أجله، وكيف يغفل عنه وذلك عمله الذي وكَّله ربُّه تعالى به؟ مَن أيقن أن له مصيرًا سيعود إليه ويحاسَب على ما قدَّم في سالف زمنه، فلن يغفُلَ عن الاستعداد لذلك المعاد، فكيف إذا كان المصير إلى الربِّ القدير، المحاسِب على الكبير والصغير؟ |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ﴾ [سبأ: 3]
ما أشنعَ التكذيبَ بأمرٍ يردُّ الله تعالى على المكذبين به ردًّا عظيمًا، حتى يُقسمَ بنفسه المقدَّسة على ذلك! لو تفرَّقت العظام وتمزقت الأجسام، فإن الله تعالى عالمَ الغيب يعلم أين ذهبت وأين تفرَّقت، فيجمعها من أيِّ مكان صارت فيه، ويُرجعها إليه، فسبحان مَن لا تخفى عليه خافية! الله تعالى وحده أحاط علمًا بالجزئيَّات والكليَّات، والعظائم والمُحقَّرات، وأثبتها في كتاب مبين، وبعد ذلك يكون الجزاء على أعمال العباد بالثواب أو العقاب. |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلۡ نَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ يُنَبِّئُكُمۡ إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍ ﴾ [سبأ: 7]
استغرَبوا منكرين إعادةَ الإنسان بعد البِلى، وإحياء الله للموتى! ولم يفكروا بأن مَن خلقهم من العدم هو القادر على بعثهم من الرِّمَم. |
﴿أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ ﴾ [سبأ: 8]
لا يقيم العاقل وزنًا لأقوال أهل الباطل، بل يزيده تخبُّطهم واضطرابهم وتهافتهم على الحقِّ ثباتًا، وللباطل وأهله معرفةً ودرايةً. سبحان الله تعالى! أصار المبطلون يغارون على الله فيدَّعون تنزيهه عن افتراء المفترين، وهم أهل الافتراء والتكذيب؟! إذا دُعي امرؤ إلى الصلاح والرشاد، ونبذ الهوى والفساد، فاتهم داعيه إلى ذلك بالفِرية والجنون، فهو مغرق في الجهالة، ومُبعِد أيَّ بُعد في الضلالة. مَن يرمي المهتديَ بالضلال يكون هو الضال، ومن يجعل الهاديَ ضالًّا فهو أبعد وأضل، فأيَّ ضلال وصل إليه مَن يتَّهم سيِّدَ الهداة والمهتدين بالكذب على ربَّه؟! |
﴿أَفَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَىٰ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِن نَّشَأۡ نَخۡسِفۡ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ نُسۡقِطۡ عَلَيۡهِمۡ كِسَفٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّكُلِّ عَبۡدٖ مُّنِيبٖ ﴾ [سبأ: 9]
مَن قدَر على خلق الأجرام العظام، لا يُعجزه إعادة ما بَليَ من الأجسام. لو أراد مَن يملك السماواتِ والأرضَ أن يسخِّرَهما في عقاب عباده العاصين له لفعل، فكيف يأمنون خسفًا من الأرض أو عذابًا ساقطًا من السماء، وقد فعل بقارون وأصحاب الأيكة ما قد علموا. كلَّما كان العبد أعظمَ إنابة إلى الله كان انتفاعه بآياته أكبر، فإنه بتوجُّه إرادته إلى ربِّه، وجعلِ هَمِّه الاشتغالَ بمرضاته؛ يصير نظره إلى مخلوقاته نظَر فكرة وعبرة. |
﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ﴾ [يس: 78]
فنَّد القرآن شُبَه المشكِّكين، وأجاب عن تشكيك الملحدين، وردَّ أباطيل المكذِّبين، وحسبُنا به حُجَّةً دامغة، تعلو ولا يُعلى عليها. إن الذي خلق الخلق وعلم مبتدأهم ومنتهاهم، وما سيصيرون إليه بعد فنائهم لقادرٌ على بعثهم وردِّهم، فمنهم مستعدٌّ للجزاء، وغافلٌ عن القضاء. |
﴿وَقَالُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٌ ﴾ [الصافات: 15]
ليس أشنعَ من العمى عن الحقِّ سوى تشويهِ صورته ووَصْمه بكلِّ سُبَّة شنيعة لدى مبغضيه. |
﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ ﴾ [الصافات: 19]
ما أمرُ البعث على الله بكبير، ولكنَّه على المكذِّبين به إذا عاينوه عسير، فإنما هي صيحةٌ واحدة تبعثهم من أجداثهم مسرعين. |
﴿فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ ﴾ [الصافات: 50]
لمَّا فرَغ أهل الجنَّة من الشواغل والقواطع أخذوا يتذاكرون وهم في تمام النعمة كيف سلَّمهم الله من البلاء، ودفع عنهم النقمة. |
﴿أَفَمَا نَحۡنُ بِمَيِّتِينَ ﴾ [الصافات: 58]
إذا كان لذكر الأشياء المحبوبة لذَّة، فما الظنُّ بذكر نعمة الخلود في جنَّات النعيم؛ حيث لا ينقطع عن أهلها الرَّخاء، وهم أبدًا في سرور ورِفاء؟! ما أعظمَ الفوزَ برضا الله تعالى! فمعه يندفع عن العبد كلُّ محذور، ويحصُل له كلُّ خير موفور؛ ﴿فمَن زُحزِحَ عن النَّار وأدخِلَ الجنَّةَ فقد فاز﴾ . |
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [فصلت: 6]
التواضع يرفعُك عند الله، ويقرِّبك من عباد الله، أوَليس لك قُدوة في رسول الله؟ لقد علَّمه ربُّه التواضعَ، ورفعه به مكانًا عليًّا، فما أحسنَ حالَ الداعية حين يتواضع في ردِّه على المخالفين، ويخاطبهم بمنطق الفطرة، ويبيِّن لهم الحقَّ المبين. الاستقامة على أمر الله لا تكــون إلا بنقــاء التوحيـد وإخلاص العبادة، ثمَّ الاستغفار لما قد يشوب العملَ من قصور، وما يصيب صاحبَه من فتور. عن قَتادة قال: (كان يُقال: الزكاة قنطرةُ الإسلام، مَن قطعها واجتازها فقد برئ ونجا، ومَن لم يقطعها فقد خسر وهلَك). مَن أيقن بزوال الدنيا وفنائها، وخلود الآخرة وبقائها، لم يمنع حقًّا أوجبه الله عليه، بل جعل من أدائه له طُهرةً لنفسه، ونماءً لإيمانه وإخلاصه. |
﴿ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [فصلت: 7]
التواضع يرفعُك عند الله، ويقرِّبك من عباد الله، أوَليس لك قُدوة في رسول الله؟ لقد علَّمه ربُّه التواضعَ، ورفعه به مكانًا عليًّا، فما أحسنَ حالَ الداعية حين يتواضع في ردِّه على المخالفين، ويخاطبهم بمنطق الفطرة، ويبيِّن لهم الحقَّ المبين. الاستقامة على أمر الله لا تكــون إلا بنقــاء التوحيـد وإخلاص العبادة، ثمَّ الاستغفار لما قد يشوب العملَ من قصور، وما يصيب صاحبَه من فتور. عن قَتادة قال: (كان يُقال: الزكاة قنطرةُ الإسلام، مَن قطعها واجتازها فقد برئ ونجا، ومَن لم يقطعها فقد خسر وهلَك). مَن أيقن بزوال الدنيا وفنائها، وخلود الآخرة وبقائها، لم يمنع حقًّا أوجبه الله عليه، بل جعل من أدائه له طُهرةً لنفسه، ونماءً لإيمانه وإخلاصه. |
﴿أَلَآ إِنَّهُمۡ فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمۡۗ أَلَآ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطُۢ ﴾ [فصلت: 54]
سُبحان ربِّنا من إله عظيم عليم! فبقدرته سيجمع العبادَ للحساب، وبعلمه وإحاطته بأعمالهم سيُثيبهم أو يعاقبهم. |
﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ ﴾ [الدخان: 34]
يستبعدون النشورَ وينكرونه، ولو تفكَّروا لتيقَّنوا أن البعث من بعد الحياة أهونُ من ابتدائها من عدَم. الإيمان بالغيب ركنٌ عظيم من أركان الإيمان، فمَن آمن به أيقن أن البعث حقٌّ ولن يكونَ في الدنيا، بل هو كائنٌ في الآخرة. |
﴿إِنۡ هِيَ إِلَّا مَوۡتَتُنَا ٱلۡأُولَىٰ وَمَا نَحۡنُ بِمُنشَرِينَ ﴾ [الدخان: 35]
يستبعدون النشورَ وينكرونه، ولو تفكَّروا لتيقَّنوا أن البعث من بعد الحياة أهونُ من ابتدائها من عدَم. الإيمان بالغيب ركنٌ عظيم من أركان الإيمان، فمَن آمن به أيقن أن البعث حقٌّ ولن يكونَ في الدنيا، بل هو كائنٌ في الآخرة. |
﴿فَأۡتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [الدخان: 36]
يستبعدون النشورَ وينكرونه، ولو تفكَّروا لتيقَّنوا أن البعث من بعد الحياة أهونُ من ابتدائها من عدَم. الإيمان بالغيب ركنٌ عظيم من أركان الإيمان، فمَن آمن به أيقن أن البعث حقٌّ ولن يكونَ في الدنيا، بل هو كائنٌ في الآخرة. |
﴿أَهُمۡ خَيۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعٖ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ﴾ [الدخان: 37]
الإجرام طريق الهلاك، ولا إجرامَ أكبرُ من الكفر وتكذيب الرسُل فيما جاؤوا به، فمَن حمل هذا الإجرام فلينتظر الهلاكَ في أقرب طريق. |
﴿وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ [الجاثية: 24]
حسِبوا أن الحياة أرحامٌ تدفع وأرض تَبلع، فجعلوا الدنيا همَّهم، عليها يقتتلون، وفيها يتنافسون، ولها يسعَون، وخلفها يركضون. نهى النبيُّ ﷺ عن سبِّ الدهر فقال: «قال الله عزَّ وجلَّ: يؤذيني ابنُ آدمَ يسُبُّ الدهرَ وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلِّب الليلَ والنهار»، فالدهر لا يصنع شيئًا، بل هو ظرفٌ زمنيٌّ يصنع فيه الله ما يشاء سبحانه. مَن علَّق مصيره على الظنِّ، ولجَّ في غياباته، فلن يجنيَ سوى الحسرة والندامة، عندما يُفاجأ بنقيض ما كان يظنُّه. |
﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [الجاثية: 25]
دائمًا يَجنَح الكافرون إلى الحُجَج التي تُظهر جرأتهم على الله تعالى، فإنهم يعلمون أن الله هو الذي خلقهم، ومَن خلق قادرٌ أن يعيدَ مرَّةً أخرى. يريد الكافرون أن يَطمِسوا أنوار الحقِّ بحُجَج منقطعة واهية، هي أضعف من أن تقومَ أمام قوَّة الحقِّ وعلوِّه وظهوره. |
﴿قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 26]
سبحان الله العظيم القدير الذي يحيي الخلقَ للدنيا، ثمَّ يُخرجهم بالموت عنها، ثمَّ يبعثهم أجمعين لحياة أخرى، فمَن آمن بهذه الحقائق أعدَّ لآخرته زادَ التقوى. |
﴿وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيهَا قُلۡتُم مَّا نَدۡرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ ﴾ [الجاثية: 32]
لمَّا أنكر الكافرون قيامَ الساعة لم يأت في حياتهم العملُ لما بعد الموت، فركَنوا إلى الدنيا، واطمأنُّوا بها، فمزَّقوا دينهم، وخسروا آخرتهم. |
﴿وَٱلَّذِي قَالَ لِوَٰلِدَيۡهِ أُفّٖ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيٓ أَنۡ أُخۡرَجَ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلۡقُرُونُ مِن قَبۡلِي وَهُمَا يَسۡتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ فَيَقُولُ مَا هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الأحقاف: 17]
(أفٍّ) كلمة قليلةُ الأحرف، لكنها عظيمةُ الأثر؛ فوَقعُها في آذان الوالدين شديد، ومنظر الولد وهو يَنطِق بها في عيون الأبوين مؤلم، أمَّا أثرها في قلبيهما فلا يَعرِف قدرَه إلا مَن سمعها من ولد عاق! يا مَن يعُقُّ والديه، تذكَّر يوم بعثِك وحشرك من قبرك. ماذا تقول لربِّك الذي أنعم عليك بوالديك، فقابلتَ هذه النعمةَ بعقوقهما والإساءة إليهما؟! إنك مهما حاولت أن تصفَ شفقةَ الوالدين على ولدهما، وحُنُوَّهما عليه، ورِفقَهما به، فلن تستطيع أبدًا، فهما لا يفتأان يدعوان الله له بالهداية والنجاة برغم عقوقه لهما، فظالمٌ مَن عقَّهما وتأفَّف منهما، وأظلمُ منه مَن كذَّب الحقَّ الذي يدعوانه إليه. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ خَٰسِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 18]
ما أعظمَ خسارةَ مَن كان للحقِّ من المكذِّبين، ولوالديه من العاقِّين! وما أسوأ رُفقتَه يوم القيامة في نار جهنَّم مع ضُلَّال الإنس والجنِّ أجمعين! |
﴿أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡيَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰۚ بَلَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الأحقاف: 33]
مَن خلق السموات والأرض بهذا الإحكام لا يُعجِزه شيء، وهذا من أدلَّة استحقاقه للعبوديَّة؛ لأن العاجز لا يَصِحُّ أن يكون إلهًا معبودًا. |
﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ ﴾ [ق: 3]
الإيمانُ بالبعث ثمرةٌ من ثمار الإيمان بالله تعالى وبحكمته وعدله وسائر صفات كماله. لا يُنكر البعثَ إلا من عميَ عن غاية الحياة، ولم ينظُر إليها بعين العقل والحكمة. |
﴿رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ ﴾ [ق: 11]
من عظيم رحمة الله أنه لم يَقصِر رزقَه على المؤمنين الطائعين، ولكنَّه تكفَّل برزق عباده أجمعين، ولو كانوا كافرين مكذِّبين. أفاضَ الله الكريم على خَلقه بصُنوف الخير والرزق، ولكن قليلٌ من عباده الشَّكور. إن الذي أخرج من النَّواة النخلَ، وأحيا الأرضَ بعد موتها لقادرٌ على إحياء الناس للحساب، فاعتبروا يا أولي الأبصار. العاقل من تفكَّر في تصريف الله لكونه، وتأمَّل بديعَ صفاته، وكمالَ قُدرته. |
﴿أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ ﴾ [ق: 15]
إنَّ إحياء الناس بعد موتهم أهونُ يقينًا من ابتداء خلقهم من عدَم، ولكن هيهاتَ أن يُبصرَ هذا من جُعل على أعينهم غِشاوة! اتِّباعُ الشَّهَوات وهوى النفس يصدُّ الإنسانَ عن إدراك أظهر الحقائق. |
﴿إِنَّكُمۡ لَفِي قَوۡلٖ مُّخۡتَلِفٖ ﴾ [الذاريات: 8]
تناقضُ الآراء دليلٌ على فسادها وبُطلانها؛ لأنَّ الحقَّ لا يتناقض. مَن زاغَ عن الحقِّ أزاغَ الله قلبَه فصرفَه عن الهداية والتوبة، ومَن طلبَ الحقَّ وُفِّقَ إليه، وأُعينَ على الثبات عليه. |
﴿وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ ﴾ [الواقعة: 47]
الركونُ إلى الإلف وطول المشاهدة يصرف المرءَ عن إبصار الحقائق، ويحمله على رفض الأدلَّة والبراهين الظاهرة. من طريقة أهل الباطل في التشغيب على الحقِّ استحضارُ الأمثلة التي تُخادع العقلَ وتزيِّف الحقيقة. |
﴿هَٰذَا نُزُلُهُمۡ يَوۡمَ ٱلدِّينِ ﴾ [الواقعة: 56]
المخالفون لمنهج الله والمارقون من هَديه أهلٌ لكلِّ تهكُّم وازدراء، فبُشراهم يومَ القيامة نزُلُ القهر والاستياء! |
﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الواقعة: 74]
أنَّى تلفَّتَ قلبُك وجالَ بصرُك وقف على شواهدَ ناطقةٍ بكمال قدرة الله وتناهي عظمته، فأدم التسبيحَ بحمده والتمجيدَ لفضله. إذا ما ركعتَ أيها المؤمنُ في صلاتك فاستحضِر مع ذكر الركوع أمرَ الله تعالى: ﴿فسبِّح باسمِ ربِّكَ العَظيم﴾ فإنَّ ذلك أدعى لخُشوع قلبكْ وحُضور فكرك. |
﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ﴾ [التغابن: 7]
أيها المؤمنُ، إنَّ البعث حقيقةٌ كائنة لا محالة، وما من أحد إلا وسيكلِّمه الله ليس بينه وبينه تَرجُمان، فأعدَّ لهذا المشهد عملًا يُزلفك من رضا مولاك. كيف لا يكون البعثُ على الله هيِّنًا يسيرًا، وقد خلق الكونَ كلَّه على عظَمته من عدَم، أفيُعجزه بعثُ البشَر خلقًا جديدًا من رِمَم؟! |
﴿وَأَنَّهُمۡ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا ﴾ [الجن: 7]
أنكرَت الجنُّ البعثَ والحساب كإنكار كثير من الإنس، ولمَّا سمعوا القرآنَ اهتدَوا وأقرُّوا بما كانوا يُنكرون، فهلَّا يقرُّ به جميعُ البشَر! |
﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ﴾ [المدثر: 46]
إيَّاك أن تكون إمَّعة، إن أحسن الناسُ أحسنتَ، وإن أساؤوا وخاضوا في كلِّ باطلٍ أسأتَ وخُضتَ معهم، فإنَّ ذلك من أسباب الهلاك البعيد! مع التكذيب بيوم القيامة تختلُّ جميع الموازين؛ فلا يَميزُ المكذِّب بين حقٍّ وباطل، ويَضيقُ في حسِّه مجالُ الحياة فيقتصر على الدنيا دون الآخرة. |
﴿حَتَّىٰٓ أَتَىٰنَا ٱلۡيَقِينُ ﴾ [المدثر: 47]
الموت يقطع كلَّ شكٍّ ويُنهي كلَّ رَيب، إنه هاذمُ اللذَّات، ومفرِّق الجماعات، الذي لا يدَعُ مجالًا لتوبةٍ ولا ندَم، فيا فوزَ مَن أصلح قبل أن يأتيَه اليقين. |
﴿كـَلَّاۖ بَل لَّا يَخَافُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ ﴾ [المدثر: 53]
لو أنَّ قلوبهم استشعرَت حقيقةَ الآخرة لكان لهم شأنٌ آخرُ غير شأنهم هذا الذي هم عليه؛ من نفورهم من الحقِّ ومن الدعوة إلى الله. |
﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ ﴾ [القيامة: 3]
إن الذي خلق بَنانَ الإنسان وخصَّ كلًّا منها ببَصمة لا يشترك فيها أحد، لهو قادرٌ على إحياء الموتى وبعثهم للحساب، فهنيئًا لمن استعدَّ. قال ابنُ عبَّاس: (لو شاء الله لجعل بَنانَ الإنسان كخُفِّ البعير أو حافر الحمار، ولكن جعله خلقًا سويًّا حسنًا يقبض به ويبسُط). فتبارك الله أحسنُ الخالقين. |
﴿يُنَبَّؤُاْ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذِۭ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ [القيامة: 13]
حتى آثارُ عملك الباقية ستُسأل عنها وتُحاسَب يوم تلاقي الله، فاحرِص أن تخلِّفَ أثرًا جميلًا؛ من ذرِّيةٍ صالحة، أو صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفَع به. |
﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36]
ما يَميزُ الإنسانَ من الحيَوان هو شعورُه بهدفٍ من حياته، وغايةٍ من وجوده، فإن عَمِيَ عنهما كان هو والأنعامُ سواء! كثيرٌ من الظالمين يموتون ولم ينتصف المظلومُ منهم، فكان لا بدَّ من بعثٍ يُجازى بعده الناسُ، وينتصف بعضُهم من بعض، وذلك تمامُ العدل. |
﴿أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ ﴾ [القيامة: 40]
حنانَيكَ أيها المتجبِّر، فإنما خُلقتَ من نُطفةٍ حقيرة وماءٍ مَهين، فعلامَ تُنازع ربَّك الكبرياء؟! هلَّا لله تواضَعت، وللحقِّ خضَعت! امنَح نفسَك وَقفة تأمُّل بين حينٍ وآخرَ في بداية خَلقك وأصل نشأتك، وإنها لكفيلةٌ أن تضعَ قاطرةَ فؤادك على مسارها الصحيح. |
﴿ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ ﴾ [المرسلات: 29]
فات الأوان، لقد أضعتُم الفرصَ وما أكثرَها للتَّوبة والإنابة، فالآن هبُّوا للقاء مصيركم المحتوم الذي طالما كذَّبتموه وارتبتُم فيه! ليس في جهنَّم من الظلِّ إلا اسمُه، أمَّا حقيقتُه فدُخانٌ خانق، ولهيبٌ حارق، تنكيلًا بالمكذِّبين، وانتقامًا من المضلِّين. |
﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ﴾ [المرسلات: 34]
اصحُ أيها السَّاهي اللاهي، وانتبه للخطر المُحدق؛ فإنَّ شرر النار في جهنَّم قد بلغ الغايةَ في الضَّخامة والارتفاع، فما ظنُّك بالنار نفسها؟! |
﴿يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِي ٱلۡحَافِرَةِ ﴾ [النازعات: 10]
العيون التي كانت تنظر شَزْرًا للعباد وترمُقهم بتعالٍ واستكبار، ما بالها اليومَ قد غشِيَها الذلُّ والهوان؟ لم يُغن عنها مالٌ ولا جاه! |
﴿أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ ﴾ [النازعات: 11]
العيون التي كانت تنظر شَزْرًا للعباد وترمُقهم بتعالٍ واستكبار، ما بالها اليومَ قد غشِيَها الذلُّ والهوان؟ لم يُغن عنها مالٌ ولا جاه! |
﴿قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ ﴾ [النازعات: 12]
حين يعجِزُ المُبطلون عن البرهان وتنقطع الحُجَّة لديهم، يلجؤون للسُّخريَّة والتكذيب، واستبعاد البعث والجزاء. عجبًا لمَن خلقَه الله من عدَم، ثم تراه يجادل في البعث والنشور، ولو عقَلوا لعلموا أنَّ إعادة الخلق من عظامٍ بالية أهونُ من الخَلق الأوَّل؟ أعظم السَّفَه السُّخريَّة بأبيَن الحقائق وأشدِّ الحوادث خطرًا وهَولًا، وهل أعظمُ من النشور ومواقف الحساب؟! |
﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ ﴾ [النازعات: 13]
هي زجرةٌ واحدة تبعث الخلقَ من قبورهم سِراعًا، ليصكَّ مسامعَهم نداء الله تعالى: ﴿لمَنِ المُلكُ اليوم﴾ ؟ فوَيلٌ لمَن كان نازع الله في مُلكه. |
﴿فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ ﴾ [النازعات: 14]
ما أقساها من لحَظات؛ حين يصير العبادُ فوق الأرض بعد أن تحلَّلَت أجسادُهم وذابت في تُرابها ﴿فوَيلٌ لِلَّذينَ كفَرُوا مِن مَشهَدِ يومٍ عَظيم﴾ . |
﴿كـَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ ﴾ [الانفطار: 9]
التكذيبُ بالآخرة من أعظم أسبابِ الكُفران، والجُرأة على العِصيان، فأيُّ شيء يردَع المكذِّبَ عن غَيِّه؟ استحضارُك الدائم حركةَ أقلام الحفَظة الكاتبين، ويقينُك باطِّلاعهم على أقوالك وأعمالك، كفيلٌ باستحيائك منَ الله ثم منهم. |
﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ﴾ [المطففين: 10]
لا يكتمل إيمانُ العبد حتى يؤمنَ باليوم الآخر، فإنه يحمل الإنسانَ على محاسبة نفسه ومراقبة عمله، قبل أن يُحاسَبَ ويُناقش. لولا التكذيبُ بالآخرة والغفلةُ عنها لما أحدث عبدٌ ذنبًا، ولا طفَّف مطفِّفٌ في كَيلٍ ولا وزن، فويلٌ لمَن ظلم نفسَه بعدوانه الأثيم. |
﴿ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ ﴾ [المطففين: 17]
ماذا ينتظر المُعرضونَ عن الله ودينه إلَّا أن يكونَ مصيرَهم الجحيم؟ هلَّا ارعَوَوا من قبلُ واتَّبعوا سبيل الرَّشاد! |
﴿إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ﴾ [الانشقاق: 14]
لو تفكَّر كلُّ عاقلٍ في عاقبة أفعاله، لبكى بدلَ الدموع دما، حزنًا وندما؛ من جرَّاء ما اقترف بحقِّ ربِّه من ذنوبٍ ومعاص، ولكنَّه عمى القلوب! كلَّما فترَت عن الطاعات همَّتُك، وإلى المعاصي دعَتكَ نفسُك، فذكِّرها بالآخرة، وبأنها إلى ربِّها راجعة، فذاك أعظمُ ما يوقظ القلوب. |
﴿بَلَىٰٓۚ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِيرٗا ﴾ [الانشقاق: 15]
مآلُكَ إلى الله أيها العبدُ شئتَ أو أبيت، وهو خبيرٌ بأحوالك، بصيرٌ بأعمالك، فاتَّقِ الله في نفسِك، لتكونَ من الفالحين. |
﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعۡدُ بِٱلدِّينِ ﴾ [التين: 7]
أيُّ شيء يحملك أيها الإنسانُ على التكذيب بالحساب والجزاء؛ وقد خلقك الله في أحسن تقويم، وأراك من عجيب صُنعِه، وعظيم قدرتِه؟! |
﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ ﴾ [التين: 8]
تشبَّث أيها المسلمُ بدين ربِّك، فإنَّ أحكم الحاكمين أدرى بما يُصلحك وما فيه خيرُك، فلا تحِد عنه فتهلك. |
﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ ﴾ [الماعون: 1]
التكذيب بيوم الحساب والجزاء والغفلةُ عنه، يُميت في القلب الخشيةَ من الله والرحمةَ للخلق؛ إذ لا يَرقُب صاحبُه ثوابًا ولا عقابًا! |
﴿فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ ﴾ [الماعون: 2]
دَيدَنُ المكذِّبين بالجزاء، الغِلظةُ والجفاء، فمَن ضيَّع حقَّ الله تعالى كان لحقوق العباد أضيَع، فأنَّى له أن يرحمَ اليتيم، أو يرأفَ بالمسكين؟! مَن لم تهتزَّ نفسُه بالرحمة لحال اليتيم الضعيف والمسكين البئيس، فلأيِّ شيءٍ تهتزُّ؟ فلنستحضِر جميعًا قولَ نبيِّنا ﷺ: «الراحمونَ يرحَمُهم الرَّحمن، ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحَمْكم مَن في السَّماء». عجبًا لمَن لا يكتفي بترك مواساة الضُّعفاء حتى يحثَّ غيرَه على جفائهم وحِرمانهم؛ ﴿الَّذينَ يَبخَلُونَ ويأمُرُونَ النَّاسَ بالبُخلِ﴾ . |
﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ ﴾ [الماعون: 3]
دَيدَنُ المكذِّبين بالجزاء، الغِلظةُ والجفاء، فمَن ضيَّع حقَّ الله تعالى كان لحقوق العباد أضيَع، فأنَّى له أن يرحمَ اليتيم، أو يرأفَ بالمسكين؟! مَن لم تهتزَّ نفسُه بالرحمة لحال اليتيم الضعيف والمسكين البئيس، فلأيِّ شيءٍ تهتزُّ؟ فلنستحضِر جميعًا قولَ نبيِّنا ﷺ: «الراحمونَ يرحَمُهم الرَّحمن، ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحَمْكم مَن في السَّماء». عجبًا لمَن لا يكتفي بترك مواساة الضُّعفاء حتى يحثَّ غيرَه على جفائهم وحِرمانهم؛ ﴿الَّذينَ يَبخَلُونَ ويأمُرُونَ النَّاسَ بالبُخلِ﴾ . |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
سريع الحساب الجنة التقوى اسم الله الرحمن النفي الافتراء على الله ورسوله القرض الغرور خيانة امرأة نوح وامرأة لوط الشفاعة
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب