حديث: أحبكم والذي نفسي بيده إني لأحبكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن أنس أن رسول الله ﷺ خرج ذات يوم وهو معصوب الرأس قال: فتلقاه الأنصار، ونسائهم وأبنائهم فإذا هو بوجوه الأنصار فقال: «والذي نفسي بيده! إني لأحبكم» وقال: «إن الأنصار قد قضوا ما عليهم، وبقي ما عليكم، فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».

صحيح: رواه النسائي في الكبرى (٨٢٧٠)، وأحمد (١٢٩٥٠، ١٣١٣٧)، وأبو يعلى (٣٧٧٠، ٣٧٩٨)، وصحّحه ابن حبان (٧٢٦٦، ٧٢٧١) كلهم من طرق، عن حميد الطويل، أنه سمع أنس بن مالك يقول: فذكره.

عن أنس أن رسول الله ﷺ خرج ذات يوم وهو معصوب الرأس قال: فتلقاه الأنصار، ونسائهم وأبنائهم فإذا هو بوجوه الأنصار فقال: «والذي نفسي بيده! إني لأحبكم» وقال: «إن الأنصار قد قضوا ما عليهم، وبقي ما عليكم، فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم فيه منقبة عظيمة للأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم، ووصية نبوية كريمة في معاملتهم.

الحديث بلفظ آخر:


روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه خميصة سوداء، وعصابة دسماء، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله، لم نرَكَ خرجتَ البارحة! فقال: «عَرَضَ لي خاتمٌ من ذهب، فكرهت أن أتختم به، فألقيتُه، وإني لأنظر إليه وهو يلمع بين أصابعي». ثم قال: «والذي نفسي بيده، إنهم - يعني الأنصار - لَكَرِيمٌ، إني لأحبهم، وإني لأقول: اللهم ارزق الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار». ثم قال: «إن الأنصار قد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».


1. شرح المفردات:


● معصوب الرأس: أي عليه عصابة (وهي ما يُعصَب به الرأس، كالعمامة أو ما يشبهها)، وكان ذلك غالباً لعلة كصداع أو جرح.
● خميصة سوداء: الخميصة: كساء من صوف أو خزّ له أعلام، والسوداء:形容 سوادها.
● عصابة دسماء: الدَّمْث: هو السواد الذي فيه حمرة، أي أن العصابة سوداء.
● قضوا ما عليهم: أي أدَّوا ما وجب عليهم من حقِّ الله ورسوله والمؤمنين من النصرة والتضحية.
● بقي ما عليكم: أي بقي الحق الذي لهم عليكم، وهو الشكر والوفاء والاعتراف بفضلهم.
● أحسنوا إلى محسنهم: أكرمُوا من أحسن منهم وأطاع.
● تجاوزوا عن مسيئهم: اعفوا وصفحوا عن من أساء منهم أو قصر.


2. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه حال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخرج ذات يوم وقد عَصَبَ رأسه، لعلة أصابته، فاستقبله الأنصار رجالاً ونساءً وأطفالاً، فرأى في وجوههم علامات الحب والإخلاص والتفاني في طاعته ونصرته.
فانفطر قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم لهذا المشهد، وأقسم بالله - وهو لا يقسم إلا على أمر عظيم - مؤكداً حبه لهم، فقال: «والذي نفسي بيده! إني لأحبكم».
ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم مكانتهم ومنزلتهم، فقال: «إن الأنصار قد قضوا ما عليهم»، أي أنهم أدوا الحق الواجب عليهم في نصرته ونصرة الدين كاملاً غير منقوص، بل زادوا عليه بما تطوعوا به من أموالهم وأنفسهم.
«وبقي ما عليكم»، أي بقي الحق الذي لهم على غيرهم من المسلمين، وهو حق الوفاء والشكر والاعتراف بفضلهم، ورد الجميل، وأن يكونوا في مكانة التكريم والاحترام في قلوب المسلمين وعندهم.
ثم أعطى صلى الله عليه وسلم توجيهاً عملياً في كيفية التعامل معهم، فقال: «فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».
● «أحسنوا إلى محسنهم»: أي قابلوا إحسانهم بالإحسان، وأكرموا من برَّ منهم وأطاع.
● «تجاوزوا عن مسيئهم»: أي اصفحوا وسامحوا من أساء أو قصر منهم، ولا تنتقصوهم أو تهينوهم بسبب خطأ فردي، نظراً لما قدموه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين. وهذا من العدل والرحمة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- مكانة الأنصار: الحديث من أوضح الأدلة على فضل الأنصار ومكانتهم العالية في الإسلام، وأن لهم حقاً عظيماً على كل مسلم جاء بعدهم.
2- ضرورة الوفاء: الإسلام يحث على الوفاء للصالحين والمحسنين، ورد الجميل، وعدم نسيان فضل أهل الفضل.
3- العدل والرحمة في المعاملة: التوجيه النبوي الكريم يجمع بين مكافأة المحسن والصفح عن المسيء، تحقيقاً للعدل من ناحية، والرحمة والتآلف من ناحية أخرى.
4- حب النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: يظهر الحديث جانباً من جوانب حبه صلى الله عليه وسلم لأصحابه وتقديره لهم، وهو قدوة في القيادة الرحيمة.
5- القسم على تأكيد الحق: يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لتأكيد أهمية ما يقول وصدقه، مما يدل على عظم شأن المحبة والوفاء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الأنصار: هم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين آووا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروه.
- نزل في فضلهم آيات من القرآن، منها قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].
- هذا الحديث أصل عظيم في سياسة الأمور ومعاملة الناس، خاصة أولئك الذين لهم سابقة خير وفضل.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يوقر الصحابة ويحبهم، ويوفقنا للاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقه وحكمته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (٨٢٧٠)، وأحمد (١٢٩٥٠، ١٣١٣٧)، وأبو يعلى (٣٧٧٠، ٣٧٩٨)، وصحّحه ابن حبان (٧٢٦٦، ٧٢٧١) كلهم من طرق، عن حميد الطويل، أنه سمع أنس بن مالك يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
جاء في صحيح ابن حبان (٧٢٦٦) بلفظ: «ما هم بوجوه الأنصار يومئذ».
وقوله: «وبقي ما عليكم» أي مخاطبا لبعض المهاجرين الذين كانوا مع النبي ﷺ في ذلك الوقت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحبكم والذي نفسي بيده إني لأحبكم

  • 📜 حديث: أحبكم والذي نفسي بيده إني لأحبكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحبكم والذي نفسي بيده إني لأحبكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحبكم والذي نفسي بيده إني لأحبكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحبكم والذي نفسي بيده إني لأحبكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب