حديث: ما هذا يا جابر ألحم ذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن جابر بن عبد الله، قال: أمر أبي بخزيرة، فصنعت، فحملتها إلى رسول الله ﷺ، فأتيته وهو في منزله، فقال: «ما هذا يا جابر، ألحم ذا؟» قلت: لا، ولكنها خزيرة، فأمر بها فقبضت، فلمّا رجعت إلى أبي قال: هل رأيت رسول الله ﷺ فقلت: نعم فقال: هل قال شيئًا؟ فقلت نعم: قال: «ما هذا يا جابر ألحم ذا؟» فقال أبي: عسى أن يكون رسول الله ﷺ قد اشتهى اللحم، فقام إلى داجن له فذبحها، ثمّ أمر بها فشويت، ثمّ أمرني فحملته إلى رسول الله ﷺ، فانتهيت إليه وهو في مجلسه ذلك، فقال: «ما هذا يا جابر؟» فقلت: يا رسول الله رجعت إلى أبي فقال: هل رأيت رسول الله ﷺ؟ فقلت: نعم فقال: هل قال شيئًا؟ قلت: نعم قال: «ما هذا ألحم ذا؟» فقال
أبي: عسى أن يكون رسول الله ﷺ قد اشتهى اللحم، فقام إلى داجن عنده، فذبحها ثمّ أمر بها فشويت، ثمّ أمرني فحملتها إليك، فقال رسول الله ﷺ: «جزى الله الأنصار عنا خيرًا، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة».

صحيح: رواه النسائيّ في الكبرى (٨٢٢٣) مختصرًا، والبزّار - كشف الأستار - (٢٧٠٧)، وأبو يعلى (٢٠٧٩، ٢٠٨٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٧٠٢٠) - واللّفظ له -، والحاكم (٤/ ١١١) كلّهم من طريق إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حَدَّثَنَا أبي، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله فذكره.

عن جابر بن عبد الله، قال: أمر أبي بخزيرة، فصنعت، فحملتها إلى رسول الله ﷺ، فأتيته وهو في منزله، فقال: «ما هذا يا جابر، ألحم ذا؟» قلت: لا، ولكنها خزيرة، فأمر بها فقبضت، فلمّا رجعت إلى أبي قال: هل رأيت رسول الله ﷺ فقلت: نعم فقال: هل قال شيئًا؟ فقلت نعم: قال: «ما هذا يا جابر ألحم ذا؟» فقال أبي: عسى أن يكون رسول الله ﷺ قد اشتهى اللحم، فقام إلى داجن له فذبحها، ثمّ أمر بها فشويت، ثمّ أمرني فحملته إلى رسول الله ﷺ، فانتهيت إليه وهو في مجلسه ذلك، فقال: «ما هذا يا جابر؟» فقلت: يا رسول الله رجعت إلى أبي فقال: هل رأيت رسول الله ﷺ؟ فقلت: نعم فقال: هل قال شيئًا؟ قلت: نعم قال: «ما هذا ألحم ذا؟» فقال
أبي: عسى أن يكون رسول الله ﷺ قد اشتهى اللحم، فقام إلى داجن عنده، فذبحها ثمّ أمر بها فشويت، ثمّ أمرني فحملتها إليك، فقال رسول الله ﷺ: «جزى الله الأنصار عنا خيرًا، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الشريف الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه عِبر ودروس عظيمة. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مع بيان الدروس المستفادة منه.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● خزيرة: طعام يُصنع من الدقيق واللبن أو الماء، وهو نوع من الأطعمة البسيطة التي لا تحتوي على لحم.
● ألحم ذا؟: أي: أهذا طعام فيه لحم؟ (استفهام إنكاري أو تعجبي).
● داجن: طائر من الطيور الداجنة التي تُربى في المنزل، كالدجاج أو الإوز أو غيرها.
● جزى الله الأنصار عنا خيرًا: أي أثابهم وجازاهم خير الجزاء على ما قدموه لنا من معونة ونصرة.


ثانياً. شرح الحديث:


يُخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن أباه – عبد الله بن عمرو بن حرام – أمره أن يصنع "خزيرة" (وهي طعام بسيط من الدقيق واللبن)، فصنعها جابر وحملها إلى النبي ﷺ وهو في منزله.
فلما رآها النبي ﷺ سأله: «ما هذا يا جابر، ألحم ذا؟» أي: هل هذا طعام فيه لحم؟ فأجاب جابر: لا، إنها خزيرة فقط (بدون لحم). فأمر النبي ﷺ بها فقُبضت (أي أُخذت منه ولم يأكل منها).
فلما عاد جابر إلى أبيه، سأله: هل رأيت رسول الله ﷺ؟ فقال: نعم. فقال: هل قال شيئًا؟ فقال جابر: نعم، قال: «ما هذا يا جابر ألحم ذا؟». ففهم الأب – عبد الله بن حرام – أن النبي ﷺ ربما كان يشتهي اللحم، فقام إلى داجن (طائر) عنده فذبحه وشواه، ثم أمر ابنه جابراً أن يحمله إلى النبي ﷺ.
فلما وصل جابر إلى النبي ﷺ وهو في مجلسه، سأله النبي ﷺ: «ما هذا يا جابر؟» فأخبره بما حصل مع أبيه، وأنه فهم من سؤاله الأول أنه يشتهي اللحم. فدعا النبي ﷺ للأنصار عامة، ولعبد الله بن حرام (أبي جابر) وسعد بن عبادة خاصة، فقال: «جزى الله الأنصار عنا خيرًا، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة».


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- حسن الظن بالنبي ﷺ وفهمه بعمق: حيث فهم عبد الله بن حرام من سؤال النبي ﷺ «ألحم ذا؟» أنه ربما كان يشتهي اللحم، فبادر إلى تلبية رغبته دون أن يصرح بها النبي ﷺ. وهذا من فقه الصحابة وحسن تفهمهم لأخلاق النبي ﷺ.
2- كرم النبي ﷺ وحياؤه: حيث لم يقل النبي ﷺ صراحة: "أنا أشتهي اللحم"، بل كان سؤاله بصيغة استفهام، مما يدل على كرم أخلاقه وحيائه من طلب شيء لنفسه.
3- بركة طاعة النبي ﷺ ومحبته: حيث بادر عبد الله بن حرام رضي الله عنه إلى تلبية رغبة النبي ﷺ فذبح طائره وأعد الطعام، فكانت النتيجة دعوة النبي ﷺ له بالخير والجزاء الحسن.
4- فضل الأنصار ومكانتهم: حيث دعا النبي ﷺ للأنصار عامة، وخص بالذكر عبد الله بن حرام وسعد بن عبادة، مما يدل على مكانتهم العالية عنده وعند الله.
5- التواضع في المأكل والمشرب: حيث قبل النبي ﷺ الطعام البسيط (الخزيرة) ولم يعترض على عدم وجود اللحم، لكن سؤاله كان للاستفسار فقط.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على مدى حرص الصحابة على إكرام النبي ﷺ وتقديم ما يسرّه، ولو بأبسط الأشياء.
- وفيه أيضاً بيان لأدب الصحابة مع النبي ﷺ، حيث لم يصرح جابر لأبيه بأن النبي ﷺ لم يأكل، بل نقل كلامه فقط، ففهم الأب المغزى.
- الدعاء للناس بالخير والثناء عليهم من أخلاق النبي ﷺ، وهو من أسباب المحبة والألفة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الفهم والاتباع لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ في الكبرى (٨٢٢٣) مختصرًا، والبزّار - كشف الأستار - (٢٧٠٧)، وأبو يعلى (٢٠٧٩، ٢٠٨٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٧٠٢٠) - واللّفظ له -، والحاكم (٤/ ١١١) كلّهم من طريق إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حَدَّثَنَا أبي، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وذكر الهيثميّ في «المجمع» (٩/ ٣١٧) وقال: «رواه البزّار ورجاله ثقات».
تنبيه: الأول: ورد الحديث عند النسائيّ والبزّار بلفظ «ولا سيما آل عمرو بن حرام» بدل «عبد الله بن عمرو بن حرام».
الثاني: سقط من إسناد الحاكم ذكر «حبيب بن الشهيد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما هذا يا جابر ألحم ذا

  • 📜 حديث: ما هذا يا جابر ألحم ذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما هذا يا جابر ألحم ذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما هذا يا جابر ألحم ذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما هذا يا جابر ألحم ذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب