حديث: لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري: أنه أتى رسول الله ﷺ يوم الخندق، وهو يبايع الناس على الهجرة، فقال: يا رسول الله! بايع هذا. قال: «ومن هذا؟» قال: ابن عمي حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط. قال: فقال رسول الله ﷺ: «لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم، ولا تهاجرون إليهم، فوالذي نفس محمد ﷺ بيده، لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى، إلا لقي الله وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله، إلا لقي الله وهو يبغضه».

حسن: رواه أحمد (١٥٥٤٠)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٦٣٦ - ٢٦٣٨)، والطبراني في
الكبير (٣٣٥٦ - ٣٦٠١) كلّهم من طرق، عن عبد الرحمن بن الغسيل، قال: أخبرنا حمزة بن أبي أسيد - وكان أبوه بدريا -، عن الحارث بن زياد الساعدي قال: فذكره.

عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري: أنه أتى رسول الله ﷺ يوم الخندق، وهو يبايع الناس على الهجرة، فقال: يا رسول الله! بايع هذا. قال: «ومن هذا؟» قال: ابن عمي حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط. قال: فقال رسول الله ﷺ: «لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم، ولا تهاجرون إليهم، فوالذي نفس محمد ﷺ بيده، لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله ﵎، إلا لقي الله وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله، إلا لقي الله وهو يبغضه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح". وهو حديث صحيح بشواهده.

1. شرح المفردات:


● يوم الخندق: أي غزوة الخندق (وتسمى غزوة الأحزاب) التي وقعت في السنة الخامسة للهجرة.
● يبايع الناس على الهجرة: أي يأخذ منهم البيعة على الثبات والجهاد وعدم الفرار، وليس على الهجرة بالمعنى الخاص (نقل المكان) لأن الهجرة من مكة قد انقطعت بعد فتح مكة.
● حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط: الشك من الراوي في اسم ابن عمه.
● يهاجرون إليكم: أي يأتون إلى المدينة وينضمون إليكم، فالمدينة هي دار الهجرة والإيمان.
● حتى يلقى الله: أي حتى يموت.
● يُحبه / يبغضه: المحبة والبغضاء هنا تتعلق بالرضا والسخط الإلهي.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري أنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة الخندق، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس على الثبات والصبر والجهاد في هذا الموقف العصيب.
فعرض الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبايع ابن عمه، فسأله النبي عن هوية هذا الرجل، فلما عرف أنه من الأنصار الذين يسكنون المدينة أصلاً، قال له النبي صلى الله عليه وسلم كلمات عظيمة:
أولاً: لاحظ النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل من الأنصار المقيمين في المدينة، وليس من المهاجرين الذين تركوا ديارهم في مكة، فقال: "لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم، ولا تهاجرون إليهم". أي أن البيعة على الهجرة خاصة بالقادمين الجدد الذين يتركون دار الكفر، أما你们 الأنصار فأنتم في داركم وأرضكم، وقد بايعتم بيعة العقبة، ونصرة الإسلام واجبة عليكم بدون بيعة جديدة على الهجرة.
ثم انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى تأكيد مكانة الأنصار العظيمة في الإسلام، فأقسم بالله تعالى قائلاً: "فوالذي نفس محمد بيده، لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله، إلا لقي الله وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله، إلا لقي الله وهو يبغضه".
وهذا قسم عظيم من النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد أن محبة الأنصار علامة على الإيمان وكماله، وبغضهم علامة على النفاق ونقص الإيمان. فمن أحب الأنصار لِما قدموه للإسلام من نصرة وتضحية وإيواء، فإن هذه المحبة تدل على صحة إيمانه، فيكافئه الله بمحبته. ومن أبغضهم فإن ذلك ينم عن نفاق في قلبه، فيلقى الله وهو عليه غضبان.

3. الدروس المستفادة:


● مكانة الأنصار: الحديث يظهر المنزلة الرفيعة للأنصار في الإسلام، فهم الذين آووا ونصروا، وقد جعل الله محبتهم من علامات الإيمان.
● محبة أولياء الله: محبة الصالحين وأهل الإيمان من علامات محبة الله تعالى، وبغضهم من علامات النفاق.
● الوفاء للصالحين: يجب على الأمة أن تذكر فضائل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وتقدر تضحياتهم.
● القسم النبوي: يدل على عظم الأمر الذي أقسم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مكانة الأنبار ومحبتهم في الله.
● الهجرة المعنوية: بعد فتح مكة، انتقلت الهجرة من الانتقال المكاني إلى هجرة المعاصي والذنوب، كما في الحديث: "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه".

4. معلومات إضافية:


- الأنصار هم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين استجابوا لدعوة الإسلام، ونصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين.
- فضائل الأنصار كثيرة في القرآن والسنة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} [الحشر:9].
- هذا الحديث من الأحاديث التي تؤصل عقيدة الولاء والبراء في الإسلام، فمحبة المؤمنين وبغض الكافرين من أصول الإيمان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٥٤٠)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٦٣٦ - ٢٦٣٨)، والطبراني في
الكبير (٣٣٥٦ - ٣٦٠١) كلّهم من طرق، عن عبد الرحمن بن الغسيل، قال: أخبرنا حمزة بن أبي أسيد - وكان أبوه بدريا -، عن الحارث بن زياد الساعدي قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد الرحمن بن الغسيل فإنه حسن الحديث، وهو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري.
ورواه أحمد (١٧٩٣٧)، وابن حبَّان (٧٢٧٣)، والطَّبرانيّ في الكبير (٣٣٥٨، ٣٣٥٧) كلّهم من طريق محمد بن عمرو، عن سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعديّ، عن حمزة بن أبي أسيد قال: سمعت الحارث بن زياد صاحب رسول الله ﷺ قال: فذكره.
واقتصروا على ذكر حب الأنصار وبغضهم فقط.
وسعد بن المنذر هذا قال فيه الحافظ: إنه مقبول. وهو كذلك لأنه تابعه عبد الرحمن بن الغسيل كما تقدّم وذكره الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٨) وقال: «رواه أحمد والطَّبرانيّ بأسانيد ورجال بعضها رجال الصَّحيح غير محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 34 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم

  • 📜 حديث: لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب