حديث: احفظوني في الأنصار
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في فضائل الأنصار
حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (٥٣٩٤)، عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، قال: حَدَّثَنَا الوليد بن شجاع، قال: حَدَّثَنَا عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس بن مالك قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يبين مكانة الأنصار وفضلهم، وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، وغيرهم. وهو حديث صحيح بشواهده ومجموع طرقه.
### ثانياً. شرح المفردات
● تركة: ما يتركه الإنسان بعد موته، من مال أو متاع أو شيء ذي قيمة.
● وضِيعة: (بكسر الضاد) الضعفة والفقراء والمحتاجون الذين لا عشيرة لهم تقوم بأمرهم وتدافع عنهم. وقيل: هم الأتباع والأعوان الذين يعتمد عليهم.
● الأنصار: هم أهل المدينة المنورة من الأوس والخزرج الذين ناصروا رسول الله ﷺ وآووه وأصحابه.
### ثالثاً. شرح الحديث
معنى الحديث النبوي الشريف يتضح في النقاط التالية:
1- "ألا إن لكل نبي تركة وضيعة": يخبرنا النبي ﷺ بحقيقة كونية إلهية، وهي أن كل نبي من أنبياء الله تعالى يترك بعد موته شيئين:
● تركة: وهي الميراث المادي أو المعنوي الذي يخلفه وراءه لأمته.
● وضِيعة: وهم الفئة الضعيفة المحتاجة من أمته، أو الأتباع المخلصين الذين كانوا عوناً له ونصيراً.
2- "وإن تركتي وضيعتي الأنصار": يخصص النبي ﷺ هذه القاعدة العامة بنفسه، فيعلن لأصحابه وللأمة من بعدهم أن:
● تركتي: أي الميراث الذي أتركه لكم هو الأنصار. فلم يترك النبي ﷺ مالاً ولا ديناراً ولا درهماً، بل ترك أعظم رأس مال: رجالاً مؤمنين مخلصين هم الأنصار، فهم الثروة الحقيقية للأمة.
● وضيعتي: أي الفئة التي تحتاج إلى الرعاية والكفالة والحماية بعدي هم الأنصار، فهم الذين تحملوا تبعات الدعوة، وفتحوا بيوتهم وأموالهم لله ورسوله، وتخلوا عن كثير من مصالحهم من أجل نصرة الإسلام.
3- "فاحفظوني فيهم": هذا أمرٌ من النبي ﷺ ووصية غالية لأمته كلها، وخاصة للقادمين بعد الهجرة (المهاجرين ومن جاء بعدهم). والمعنى:
● احفظوا حقوقهم: بأن توفوهم ما استحقوه من المودة والبر والإنصاف.
● اكفلوهم: بأن تقوموا برعايتهم والدفاع عنهم وإعانتهم إذا احتاجوا.
● اعترفوا بفضلهم: فلا تنسوا فضلهم السابق في نصرة الدين.
● لا تؤذوهم: بحرمانهم من حق، أو التقصير في شكرهم، أو إيذائهم بقول أو فعل.
وفي هذا التعبير "احفظوني فيهم" دلالة عظيمة على حب النبي ﷺ لهم، فكأنه يقول: "من أراد أن يحفظني ويبر قسمي فليبرهم وليحفظ حقوقهم".
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- مكانة الأنصار: يوضح الحديث المنزلة السامية للأنصار في الإسلام، وأن محبتهم وموالاتهم والإحسان إليهم من علامات الإيمان وحب النبي ﷺ.
2- الوفاء للصالحين: الإسلام دين الوفاء، يوصي بالاعتراف بفضل أهل الفضل وعدم نسيان تضحياتهم، حتى للأجيال القادمة.
3- التركة المعنوية: أعظم ما يتركه الرجل الصالح هو تربية جيل صالح، وليس جمع المال. فالأنصار كانوا تركة النبي ﷺ الحقيقية للأمة.
4- رعاية الضعفاء والمخلصين: على المجتمع المسلم أن يرعى أولئك الذين ضحوا في سبيل بناءه وحمايته، فهم أحق الناس بالرعاية والكفالة.
5- الوصية بالأنصار: كانت هذه الوصية من النبي ﷺ تحذيراً من حصول أي تقصير في حق الأنصار في المستقبل، وهو ما حدث بالفعل في بعض المواقف بعد وفاته ﷺ، فجاءت وصيته لتصحيح المسار.
خامساً:
معلومات إضافية- استجاب الصحابة رضي الله عنهم لهذه الوصية خير استجابة. فكان الخلفاء الراشدون وغيرهم يفضلون الأنصار في العطاء ويستشيرونهم ويحفظون مكانتهم.
- من أقوال عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهورة: "أوصيكم بالأنصار خيراً، فإنهم شعاري وأهل نصرتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم".
- هذا الحديث هو أحد الأحاديث الأساسية التي بنى عليها العلماء فضل الأنصار ومكانتهم، وأن محبتهم إيمان، وبغضهم نفاق.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحبون من أحب الله ورسوله، ويوالون أولياءه، ويعترفون بفضل أهل الفضل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الرجال فإنه حسن الحديث وكذلك عمر بن حفص بن ثابت أبو سعيد ويقال: أبو سعد قال عنه أبو حاتم «لا بأس بحديثه» الجرح والتعديل (٩/ ٣٧٩).
وذكره الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٢) وقال: «رواه الطبرانيّ في الأوسط وإسناده جيد».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 90 حديثاً له شرح
- 18 اقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم
- 19 أوصيكم بالأنصار
- 20 امرأة جاءت إلى النبي ومعها صبي فقال: إنكم أحب الناس...
- 21 اللهم أنتم من أحب الناس إلي
- 22 استغفار النبي ﷺ للأنصار وذراريهم ومواليهم
- 23 لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار
- 24 يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر
- 25 لو سلك الناس واديا أو شعبا لكنت مع الأنصار
- 26 لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار
- 27 شعاري الأنصار والناس دثاري
- 28 من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله
- 29 لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار
- 30 موعدكم حوضي آنيته أكثر من عدد نجوم السماء
- 31 أحبكم والذي نفسي بيده إني لأحبكم
- 32 من أحب الأنصار أحبه الله
- 33 لا يبغض الأنصار أحد يؤمن بالله واليوم الآخر
- 34 لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم
- 35 من أحب الأنصار فبحبي أحبهم
- 36 أكرموا كريم الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم
- 37 الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
- 38 اللهم اغفر للأنصار ولذراري الأنصار
- 39 اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار
- 40 منعناكم مما نمنع منه أنفسنا فما لنا قال لكم الجنة
- 41 ما هذا يا جابر ألحم ذا
- 42 أقرئ قومك السلام فإنهم أعفة صبر
- 43 احفظوني في الأنصار
- 44 امرأة نزلت بين بيتين من الأنصار أو بين أبويها
- 45 من أخاف الأنصار فقد أخاف ما بين هذين
- 46 لا عيش إلا عيش الآخرة
- 47 لا عيش إلا عيش الآخرة فأكرم الأنصار والمهاجرة
- 48 المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق وينقلون التراب على متونهم
- 49 اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار
- 50 إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي
- 51 ستلقون بعدي أثرة فاصبروا
- 52 عن زيد بن أرقم: الأنصار اتبعونا فادع الله أن يجعل...
- 53 لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار
- 54 يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي
- 55 يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم
- 56 ألا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم وترجعون برسول الله
- 57 يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 58 من يضم أو يضيف هذا ضيف رسول الله ﷺ
- 59 القبول من محسن الأنصار والعفو عن مسيئهم
- 60 خدمة الصاحب كما كانت الأنصار تخدم النبي ﷺ
- 61 بل سمانا الله
- 62 إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل
- 63 الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم في ثوب واقتسموه
- 64 غدا نلقى الأحبه محمد وحزبه
- 65 غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله
- 66 اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله
- 67 غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله
معلومات عن حديث: احفظوني في الأنصار
📜 حديث: احفظوني في الأنصار
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: احفظوني في الأنصار
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: احفظوني في الأنصار
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: احفظوني في الأنصار
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








