حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في فضائل الأنصار
صحيح: رواه أحمد (١١٥٤٧)، وعبد الرزاق (١٩٩١٨)، - ومن طريقه عبد بن حميد (٩١٥) - كلاهما من طريق معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النصي الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اجتمع أناس من الأنصار فقالوا: آثر علينا غيرنا، فبلغ ذلك النبي ﷺ فجمعهم، ثم خطبهم، فقال: «يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله. قال: «ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله. قال: «ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال: «ألا تجيبونني، ألا تقولون: أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفا فآمناك، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبُقران - يعني البقر - وتذهبون برسول الله، فتدخلونه بيوتكم، لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبة، وسلكتم واديا أو شعبة، لسلكت واديكم أو شعبتكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرةً، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».
1. شرح المفردات:
● آثر علينا غيرنا: أي فضل غيرنا علينا في العطاء والهبات.
● أذلة: جمع ذليل، أي ضعفاء مستضعفين.
● الضلال: ضد الهدى، أي على غير دين الحق.
● طريدا: مطارَدًا مُخرجًا من بلده.
● خائفًا: خائفًا على نفسه من القتل.
● الشاء: جمع شاة، أي الغنم.
● البقران: جمع بَقَرة، أي الإبل والبقر.
● أثرة: استئثارًا وظلمًا في الحقوق، أي أن يُؤْثَر غيركم عليكم في الأمور الدنيوية.
● الحوض: حوض النبي ﷺ في يوم القيامة الذي يشرب منه المؤمنون.
2. شرح الحديث:
وقع هذا الموقف بعد فتح مكة وتوزيع الغنائم، حيث أعطى النبي ﷺ من الغنائم和新 المسلمين (المؤلفة قلوبهم) لترغيبهم في الإسلام وتثبيت إيمانهم، ولم يعطِ الأنصار شيئًا، فوجد بعض الأنصار في أنفسهم شيئًا من ذلك، وقالوا: "آثر علينا غيرنا" أي فضل غيرنا علينا في العطاء.
فلما بلغ ذلك النبي ﷺ، جمعهم وخاطبهم بهذا الخطاب البليغ، الذي يذكرهم بنعم الله عليهم، ويبين لهم مكانتهم عنده، ويحذرهم مما سيلقونه من بعده.
● ذكر النعم: بدأ النبي ﷺ بذكر ثلاث نعم عظيمة أنعم الله بها على الأنصار:
1- نعمة العز بعد الذل: كانوا أذلة تحت سيطرة اليهود في المدينة، فأعزهم الله بالإسلام.
2- نعمة الهدى بعد الضلال: كانوا على الشرك والجهالة، فهداهم الله إلى الإسلام.
3- نعمة الغنى بعد الفقر: كانوا في حاجة وفقر، فأغنى الله قلوبهم بالإيمان وأرزاقهم بالفتوح.
● تذكيرهم بفضيلتهم: ثم وبخهم بلطف قائلاً: "ألا تجيبونني؟" أي ألا تذكرونني بفضيلتكم التي لم يشارككم فيها أحد، وهي إيواؤكم ونصرتكم لي عندما جئتكم طريدًا خائفًا. فكان ردهم الصمت تأدبًا مع النبي ﷺ.
● بيان مكانتهم: ثم بين لهم أن العطاء الدنيوي (الغنم والبقر) شيء تافه مقارنة بالشرف العظيم الذي حازوه، وهو أن يكون رسول الله ﷺ بين أظهرهم وفي بيوتهم. وهذا أعظم هبة وأجل عطية.
● التأكيد على محبته لهم: ثم أقسم بمشيئة الله على محبته لهم واختياره إياهم، فقال: "لو أن الناس سلكوا واديا... لسلكت واديكم"، أي لو اختلفت الطرق لاخترت طريقكم، ولولا نعمة الهجرة (التي جعلته من المهاجرين) لتمنى أن يكون من الأنصار.
● التحذير والتبشير: ختم ﷺ حديثه بتحذيرهم من الفتنة التي ستصيبهم بعد وفاته، وهي "الأثرة" (الاستئثار بالمناصب والمال دون استحقاق)، وأمرهم بالصبر على ذلك حتى يلقوه على الحوض، وهو بشارة عظيمة للصابرين منهم.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- التأدب مع النبي ﷺ: أدب الأنصار حيث لم يجيبوا النبي ﷺ عندما ذكر فضيلتهم، واكتفوا بتصديقه، وهذا من كمال أدبهم.
2- التربية النبوية: أسلوب النبي ﷺ في معالجة المشكلات بالتذكير بالنعم، وتبيين المكانة، وتهذيب النفوس، لا بالتعنيف والتوبيخ.
3- تفضيل الأمور الأخروية: التفريق بين العطاء الدنيوي الزائل والشرف الديني الباقي، وأن المؤمن يرضى بحظه من الدنيا إذا كان له عند الله مكان.
4- الصبر على الظلم: الأمر بالصبر على جور الولاة واستئثارهم بالحقوق، مع الثواب العظيم على ذلك (الورود على الحوض).
5- محبة النبي ﷺ لأصحابه: بيان ما كان عليه النبي ﷺ من حب ووفاء للأنصار الذين ناصروه وآووه.
6- الوفاء: وفاء النبي ﷺ للأنصار واعترافه بفضلهم وإحسانهم.
4. معلومات إضافية:
● السياق التاريخي: حدث هذا بعد غزوة حنين سنة 8 هـ، حيث وزع النبي ﷺ غنائم
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 90 حديثاً له شرح
- 1 انظروا قريشا فخذوا من قولهم وذروا فعلهم
- 2 لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله
- 3 أسرع أمتي بي لحاقا قوم عائشة
- 4 أذق أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا
- 5 إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش
- 6 خير نساء ركبن الإبل أحناه على يتيم وأرعاه على زوج
- 7 نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل،...
- 8 خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في...
- 9 خير نساء ركبن الإبل نساء قريش
- 10 خير نسوة ركبن الإبل صالح نساء قريش
- 11 الطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض
- 12 فيما نزلت: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
- 13 دعاء النبي للأنصار وأبنائهم بالمغفرة
- 14 خير بيوت الانصار بنو النجار ثم بنو عبد الاشهل
- 15 خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل
- 16 خير دور الأنصار دار بني النجار ثم عبد الأشهل
- 17 ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟
- 18 اقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم
- 19 أوصيكم بالأنصار
- 20 امرأة جاءت إلى النبي ومعها صبي فقال: إنكم أحب الناس...
- 21 اللهم أنتم من أحب الناس إلي
- 22 استغفار النبي ﷺ للأنصار وذراريهم ومواليهم
- 23 لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار
- 24 يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر
- 25 لو سلك الناس واديا أو شعبا لكنت مع الأنصار
- 26 لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار
- 27 شعاري الأنصار والناس دثاري
- 28 من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله
- 29 لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار
- 30 موعدكم حوضي آنيته أكثر من عدد نجوم السماء
- 31 أحبكم والذي نفسي بيده إني لأحبكم
- 32 من أحب الأنصار أحبه الله
- 33 لا يبغض الأنصار أحد يؤمن بالله واليوم الآخر
- 34 لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم
- 35 من أحب الأنصار فبحبي أحبهم
- 36 أكرموا كريم الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم
- 37 الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
- 38 اللهم اغفر للأنصار ولذراري الأنصار
- 39 اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار
- 40 منعناكم مما نمنع منه أنفسنا فما لنا قال لكم الجنة
- 41 ما هذا يا جابر ألحم ذا
- 42 أقرئ قومك السلام فإنهم أعفة صبر
- 43 احفظوني في الأنصار
- 44 امرأة نزلت بين بيتين من الأنصار أو بين أبويها
- 45 من أخاف الأنصار فقد أخاف ما بين هذين
- 46 لا عيش إلا عيش الآخرة
- 47 لا عيش إلا عيش الآخرة فأكرم الأنصار والمهاجرة
- 48 المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق وينقلون التراب على متونهم
- 49 اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار
- 50 إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي
معلومات عن حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر
📜 حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








