حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن أبي سعيد الخدري قال: اجتمع أناس من الأنصار فقالوا: آثر علينا غيرنا، فبلغ ذلك النبي ﷺ فجمعهم، ثم خطبهم، فقال: «يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله. قال: «ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله. قال: «ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال: «ألا تجيبونني، ألا تقولون: أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفا فآمناك، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبُقران - يعني البقر - وتذهبون برسول الله، فتدخلونه بيوتكم، لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبة، وسلكتم واديا أو شعبة، لسلكت واديكم أو شعبتكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرةً، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».

صحيح: رواه أحمد (١١٥٤٧)، وعبد الرزاق (١٩٩١٨)، - ومن طريقه عبد بن حميد (٩١٥) - كلاهما من طريق معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: اجتمع أناس من الأنصار فقالوا: آثر علينا غيرنا، فبلغ ذلك النبي ﷺ فجمعهم، ثم خطبهم، فقال: «يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله. قال: «ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله. قال: «ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال: «ألا تجيبونني، ألا تقولون: أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفا فآمناك، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبُقران - يعني البقر - وتذهبون برسول الله، فتدخلونه بيوتكم، لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبة، وسلكتم واديا أو شعبة، لسلكت واديكم أو شعبتكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرةً، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النصي الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اجتمع أناس من الأنصار فقالوا: آثر علينا غيرنا، فبلغ ذلك النبي ﷺ فجمعهم، ثم خطبهم، فقال: «يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله. قال: «ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله. قال: «ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟» قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال: «ألا تجيبونني، ألا تقولون: أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفا فآمناك، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبُقران - يعني البقر - وتذهبون برسول الله، فتدخلونه بيوتكم، لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبة، وسلكتم واديا أو شعبة، لسلكت واديكم أو شعبتكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرةً، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».


1. شرح المفردات:


● آثر علينا غيرنا: أي فضل غيرنا علينا في العطاء والهبات.
● أذلة: جمع ذليل، أي ضعفاء مستضعفين.
● الضلال: ضد الهدى، أي على غير دين الحق.
● طريدا: مطارَدًا مُخرجًا من بلده.
● خائفًا: خائفًا على نفسه من القتل.
● الشاء: جمع شاة، أي الغنم.
● البقران: جمع بَقَرة، أي الإبل والبقر.
● أثرة: استئثارًا وظلمًا في الحقوق، أي أن يُؤْثَر غيركم عليكم في الأمور الدنيوية.
● الحوض: حوض النبي ﷺ في يوم القيامة الذي يشرب منه المؤمنون.


2. شرح الحديث:


وقع هذا الموقف بعد فتح مكة وتوزيع الغنائم، حيث أعطى النبي ﷺ من الغنائم和新 المسلمين (المؤلفة قلوبهم) لترغيبهم في الإسلام وتثبيت إيمانهم، ولم يعطِ الأنصار شيئًا، فوجد بعض الأنصار في أنفسهم شيئًا من ذلك، وقالوا: "آثر علينا غيرنا" أي فضل غيرنا علينا في العطاء.
فلما بلغ ذلك النبي ﷺ، جمعهم وخاطبهم بهذا الخطاب البليغ، الذي يذكرهم بنعم الله عليهم، ويبين لهم مكانتهم عنده، ويحذرهم مما سيلقونه من بعده.
● ذكر النعم: بدأ النبي ﷺ بذكر ثلاث نعم عظيمة أنعم الله بها على الأنصار:
1- نعمة العز بعد الذل: كانوا أذلة تحت سيطرة اليهود في المدينة، فأعزهم الله بالإسلام.
2- نعمة الهدى بعد الضلال: كانوا على الشرك والجهالة، فهداهم الله إلى الإسلام.
3- نعمة الغنى بعد الفقر: كانوا في حاجة وفقر، فأغنى الله قلوبهم بالإيمان وأرزاقهم بالفتوح.
● تذكيرهم بفضيلتهم: ثم وبخهم بلطف قائلاً: "ألا تجيبونني؟" أي ألا تذكرونني بفضيلتكم التي لم يشارككم فيها أحد، وهي إيواؤكم ونصرتكم لي عندما جئتكم طريدًا خائفًا. فكان ردهم الصمت تأدبًا مع النبي ﷺ.
● بيان مكانتهم: ثم بين لهم أن العطاء الدنيوي (الغنم والبقر) شيء تافه مقارنة بالشرف العظيم الذي حازوه، وهو أن يكون رسول الله ﷺ بين أظهرهم وفي بيوتهم. وهذا أعظم هبة وأجل عطية.
● التأكيد على محبته لهم: ثم أقسم بمشيئة الله على محبته لهم واختياره إياهم، فقال: "لو أن الناس سلكوا واديا... لسلكت واديكم"، أي لو اختلفت الطرق لاخترت طريقكم، ولولا نعمة الهجرة (التي جعلته من المهاجرين) لتمنى أن يكون من الأنصار.
● التحذير والتبشير: ختم ﷺ حديثه بتحذيرهم من الفتنة التي ستصيبهم بعد وفاته، وهي "الأثرة" (الاستئثار بالمناصب والمال دون استحقاق)، وأمرهم بالصبر على ذلك حتى يلقوه على الحوض، وهو بشارة عظيمة للصابرين منهم.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- التأدب مع النبي ﷺ: أدب الأنصار حيث لم يجيبوا النبي ﷺ عندما ذكر فضيلتهم، واكتفوا بتصديقه، وهذا من كمال أدبهم.
2- التربية النبوية: أسلوب النبي ﷺ في معالجة المشكلات بالتذكير بالنعم، وتبيين المكانة، وتهذيب النفوس، لا بالتعنيف والتوبيخ.
3- تفضيل الأمور الأخروية: التفريق بين العطاء الدنيوي الزائل والشرف الديني الباقي، وأن المؤمن يرضى بحظه من الدنيا إذا كان له عند الله مكان.
4- الصبر على الظلم: الأمر بالصبر على جور الولاة واستئثارهم بالحقوق، مع الثواب العظيم على ذلك (الورود على الحوض).
5- محبة النبي ﷺ لأصحابه: بيان ما كان عليه النبي ﷺ من حب ووفاء للأنصار الذين ناصروه وآووه.
6- الوفاء: وفاء النبي ﷺ للأنصار واعترافه بفضلهم وإحسانهم.


4. معلومات إضافية:


● السياق التاريخي: حدث هذا بعد غزوة حنين سنة 8 هـ، حيث وزع النبي ﷺ غنائم
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١٥٤٧)، وعبد الرزاق (١٩٩١٨)، - ومن طريقه عبد بن حميد (٩١٥) - كلاهما من طريق معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر

  • 📜 حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب