حديث: لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله ﷺ: «لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار».

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٥٣٦٥) عن محمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا أحمد بن سيار المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، قال: حدثنا أبو حمزة السكري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: فذكره.

عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله ﷺ: «لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه منقبة عظيمة للأنصار، رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما.

نص الحديث:


عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار».


أولاً. شرح المفردات:


* لَوْلَا: أداة شرط تفيد الامتناع، أي: لولا وجود سبب الهجرة وحصولها...
* الهجرة: هي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة المنورة، والتي كانت حدثاً فارقاً في تاريخ الإسلام.
* كُنتُ امْرَءًا مِنَ الْأَنْصَارِ: كنت سأكون رجلاً من قبائل الأنصار، وهم أهل المدينة (الأوس والخزرج) الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآووه.


ثانياً. شرح الحديث:


معنى كلام النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أن الله تعالى قدّر لي الهجرة من مكة إلى المدينة، وجعلني مهاجراً، لكنت أتمنى وأحب أن أكون واحداً من رجال الأنصار".
وهذا لا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى ألا تكون هجرة، حاشاه، فالهجرة أمر إلهي عظيم، بل هو تعظيم لشأن الأنصار وبيان لمكانتهم العظيمة عنده صلى الله عليه وسلم. فهو يخبر عن شدة محبته لهم وفضيلتهم عنده، لدرجة أنه لو لم يكن قد سبق له وصف "المهاجر" بسبب هجرته، لكان يتمنى أن ينسب إلى هذه الجماعة المباركة (الأنصار).
فهو تشريف عظيم للأنصار، حيث قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه بهم محبةً وثناءً، وكأنه يقول: مكانتكم عندي عظيمة، ومنزلتكم رفيعة، لدرجة أنني أتمنى أن أكون منكم.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظيم منزلة الأنصار: يوضح الحديث المكانة السامية التي كان يحتلها الأنصار في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلهم العظيم في نصرتهم للإسلام والمسلمين. فهم الذين آووه ونصروه وواسوه بأموالهم وأنفسهم.
2- التواضع النبوي: في هذا القول يتجلى تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه، حيث يرفع من شأن أصحابه ويبين فضلهم، مع أنه سيد الخلق وإمامهم.
3- الحث على محبة الصالحين والاعتراف بفضلهم: النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نكن المحبة والاحترام لأهل الفضل والإيمان، ونشكرهم على معروفهم ونصرتهم لدين الله.
4- الهجرة فضل عظيم: في المقابل، فإن قوله "لولا الهجرة" يبين أن للهجرة ومكانة المهاجرين فضلاً عظيماً أيضاً، فقد شرفهم الله بهذا الوصف (المهاجرين) الذي اقترن بوصف الأنصار في القرآن الكريم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 100].
5- الاعتدال والإنصاف: النبي صلى الله عليه وسلم ينصف كل فريق ويبين فضله دون أن ينتقص من فضل الآخر، فالمهاجرون لهم فضل الهجرة وتحمل المشاق، والأنصار لهم فضل النصرة والإيواء.


رابعاً. معلومات إضافية:


* الأنصار: هم سكان المدينة من قبيلتي الأوس والخزرج، الذين استجابوا لدعوة الإسلام وناصروا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عند هجرتهم، وسُمّوا بذلك لأنهم نصروا الله ورسوله.
* قال الله تعالى في فضلهم: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].
فالحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ونسأل الله أن يحشرنا في زمرته، ويجزى الأنصار والمهاجرين عنا خير الجزاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٥٣٦٥) عن محمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا أحمد بن سيار المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، قال: حدثنا أبو حمزة السكري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن أبي خيثمة هو محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ذكره الخطيب في تاريخه (١/ ٣٠٣) وقال: كان فهمًا عارفًا. وترجمه الذهبي في تاريخه (٢٢/ ٢٢٦). ووصفه بأنه حافظ وبقية رجاله ثقات.
وعبد الله بن عثمان: هو ابن جبلة المروزي الملقب بعبدان.
وأبو حمزة السكري: اسمه محمد بن ميمون المروزي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار

  • 📜 حديث: لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب