حديث: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: بنو النجار، ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل، ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج، ثم الذين يلونهم بنو ساعدة».
ثم قال بيده، فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيده، ثم قال: «وفي كل دور الأنصار خير».

متفق عليه: رواه البخاري في الطلاق (٥٣٠٠)، ومسلم في فضائل الصحابة (١٧٧: ٢٥١١) كلاهما عن قتيبة، حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس قال: فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: بنو النجار، ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل، ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج، ثم الذين يلونهم بنو ساعدة».
ثم قال بيده، فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيده، ثم قال: «وفي كل دور الأنصار خير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو سَاعِدَةَ». ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ، فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ».


1. شرح المفردات:


● دور الأنصار: "الدور" جمع "دار"، والمقصود هنا القبائل أو العشائر أو البطون. فـ "دار بني فلان" تعني قبيلتهم أو حيّهم.
● الأنصار: هم أهل المدينة المنورة من الأوس والخزرج الذين نصروا رسول الله ﷺ وآووه.
● بنو النجار، بنو عبد الأشهل... إلخ: هذه أسماء قبائل من الأنصار.
● يَلُونَهُمْ: أي يتلوهم في المرتبة والفضل، أو يجاورونهم في السكن.
● فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ: حركة يدوية توضيحية؛ حيث قبض أصابعه (ضمها) ثم بسطها ونشرها، كحركة الرامي عندما يهمُّ برمي السهم (حيث يقبض على السهم والقوس ثم يبسط يده عند الرمي). وهذه الحركة لها معنى بلاغي عظيم كما سيأتي.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ أصحابه أنه سيعلمهم بأفضل قبائل الأنصار مرتبة حسب فضلها وسابقتها في الإسلام ونصرته ﷺ.
● بدأ ﷺ ببنو النجار: وهم أخوال النبي ﷺ (فآمنة بنت وهب أم الرسول ﷺ من بني النجار)، وكانت دارهم أول دار نزل بها رسول الله ﷺ عندما قدم المدينة، وفيها بنى مسجده الشريف. وقدموا له أروع مثال في التضحية والفداء، حيث عرضوا عليه أن يهدموا بيوتهم ليوسعوا للمسجد، فرفض ﷺ وأخذ منهم الأرض بأجر. فهذا القرب من النبي ﷺ ونصره منذ اللحظة الأولى جعل لهم فضلاً ومزيّة.
● ثم ذكر ﷺ القبائل التي تليها في الفضل: بنو عبد الأشهل (من الأوس)، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة. وهذا ترتيب تفاضلي based على سابقتهم في الإسلام، وجهادهم، وإيمانهم، وقوة نصرتهم للدين.
● ثم جاءت الإشارة الحكيمة باليد: حركة قبض الأصابع ثم بسطها كالرامي لها معنيان عظيمان:
1- التأكيد على الترتيب والتفاضل: فكأنه ﷺ عدّ هذه الفضائل بإصبعه وقبض عليها، مؤكداً أن هذا الترتيب حقيقي وواقعي.
2- التوازن وعدم إلغاء فضل الآخرين: فبعد أن بين التفاضل، بسط يده كالرامي، وهذا إشارة إلى أن الخير منتشر في جميع قبائل الأنصار، لا يختص بهؤلاء فقط. فكأنه يقول: نعم، هذه الأفضل، ولكن الخير موجود في الجميع. وهذه من حكمته ﷺ وعدله ورحمته، حتى لا يحصل حسد أو تنافس غير محمود بين القبائل.
● قوله ﷺ: «وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ»: هذه الخاتمة هي تلخيص للفكرة. فهي تثبت فضل الجميع، مع الاعتراف بوجود التفاضل الذي هو سنة إلهية في الخلق.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الإقرار بسنة التفاضل: فالناس يتفاضلون في الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وهذا أمر واقع لا ينكره إلا جاهل أو حاسد. قال تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} (الأحقاف: 19).
2- العدل والإنصاف: النبي ﷺ لم يلغ فضل أحد، فبعد أن ذكر الأفضل، عمم الخير على الجميع، وهذا من عدله ﷺ وحكمته في قيادة المجتمع ووحدة الصف.
3- الحكمة في المدح: عند مدح مجموعة أو أفراد، ينبغي أن يكون المدح بحكمة لا تثير الحسد أو تقسّي القلوب، بل تزيد الجميع حماساً للخير.
4- فضل الأنصار: الحديث يظهر عظيم منزلة الأنصار رضي الله عنهم عند الله ورسوله، فهم الذين تحملوا مسؤولية النصرة والإيواء، وقد برّوا بعهدهم أعظم البرّ.
5- التواضع وعدم التفاخر بالأنساب: التفاضل هنا ليس بالنسب المجرد، بل بصحبة النبي ﷺ ونصرته والسابقة إلى الإسلام. فالمعيار هو العمل والإيمان، لا مجرد الانتساب.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تظهر فضل الأنصار وخصائصهم، والتي
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطلاق (٥٣٠٠)، ومسلم في فضائل الصحابة (١٧٧: ٢٥١١) كلاهما عن قتيبة، حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس قال: فذكره.
ورواه أبو هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ، وهو في مجلس عظيم من المسلمين: «أحدثكم بخير دور الأنصار؟» قالوا: نعم يا رسول الله. قال رسول الله ﷺ: «بنو عبد الأشهل» قالوا: ثم من؟ قال: «ثم بنو النجار» قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: «ثم بنو الحارث بن الخزرج» قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: «ثم بنو ساعدة» قالوا: ثم من؟ يا رسول الله، قال: «ثم في كل دور الأنصار خير» فقام سعد بن عبادة مغضبا. فقال: أنحن آخر الأربع؟ حين سمى رسول الله ﷺ دارهم. فأراد كلام رسول الله ﷺ. فقال له رجال من قومه: اجلس. ألا ترضى أن سمى رسول الله ﷺ داركم في الأربع الدور التي سمى؟ فمن ترك فلم يسم أكثر ممن سمى، فانتهى سعد بن عبادة عن كلام رسول الله ﷺ.
رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥١٥) من طريقين عن يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد -، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: قال أبو سلمة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود سمعا أبا هريرة يقول: فذكره.
ورواه أحمد (٧٦٢٨) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن مسعود أنهما سمعا أبا هريرة يقول: فذكره بمثله.
ثم ذكر بعده فقال: قال معمر: أخبرني ثابت وقتادة أنهما سمعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث إلا أنه قال: «بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل».
أي بالترتيب الذي في حديث أنس المروي عنه في الصحيحين وغيرهما وهو الصواب.
ولذا رجّح غير واحد من أهل العلم تقديم بني النجار علي بني عبد الأشهل.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «خير ديار الأنصار بني النجار».
رواه الترمذي (٣٩١٢) عن أبي السائب سلم بن جنادة قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
ثم رواه بنفس الإسناد عقبة لكن بلفظ: «خير الأنصار بنو عبد الأشهل».
ومجالد: هو ابن سعيد الهمداني «ضعيف».
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟

  • 📜 حديث: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب