حديث: من أحب الأنصار أحبه الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله».

حسن: رواه أحمد (١٠٥٠٨، ١٠٨٢٠)، والبزار (٧٩٢٣، ٧٩٥٩)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٢١)، وأبو يعلى (٧٣٦٧) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أَبْغَضَهُ اللَّهُ».
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3783)، والإمام مسلم في صحيحه (رقم 75).


1. شرح المفردات:


* الْأَنْصَار: هم قبيلتا الأوس والخزرج من أهل المدينة المنورة، الذين نصروا رسول الله ﷺ ودعوته، وآووه وإخوانهم من المهاجرين، وواسوهم بأموالهم وبيوتهم. سُمُّوا بذلك لِنُصْرَتِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَالْمُسْلِمِينَ.
* أَحَبَّ: نَصَرَه وَوَالَاهُ وَوَدَّهُ بِقَلْبِهِ، وَقَدَّرَ فَضْلَهُ.
* أَبْغَضَ: عَادَاهُ وَكَانَ لَهُ فِي قَلْبِهِ حِقْدٌ وَكَرَاهِيَةٌ.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يضع ميزاناً إلهياً لقلوب المؤمنين، ويبين أن محبة الأنصار ونصرتهم ليست مجرد عاطفة عابرة، بل هي علامة على الإيمان وصدق المحبة لله ورسوله.
* «مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللَّهُ»: أي أن من تكن محبة الأنصار في قلبه لِما لهم من فضل عظيم في نُصْرَةِ الدِّينِ وَرَسُولِهِ، فإن هذه المحبة دليل على صحة إيمانه وإخلاصه، فيستحق بذلك محبة الله تعالى له، وهي أعلى مراتب القرب والكرامة.
* «وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أَبْغَضَهُ اللَّهُ»: ومن كره الأنصار أو احتقَرَهم أو نَقَصَ من قَدْرِهِمْ، فإن هذه البغضة دليل على خبث في قلبه ونفاق، فَيَسْتَحِقُّ بِذَلِكَ بُغْضَ اللهِ وَغَضَبَهُ، وهو من أشد العقوبات.
والحكمة من ذلك:
أن محبة الأنصار تابعة لمحبة رسول الله ﷺ، فهم أحبابه وأنصاره، فمن أحبهم فقد أحب من أحبه رسول الله، ومن أبغضهم فقد أبغض من أحبه رسول الله، ومقتضى الإيمان حب ما يحبه الله ورسوله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- محبة أهل الفضل والإيمان: وجوب محبة الصالحين وأهل الفضل الذين لهم سابقية في خدمة الدين، ومحبتهم من محبة الله ورسوله.
2- الأنصار قدوة: يجب على المسلمين تقدير أهل الفضل والعلم والدعاة والعاملين للإسلام، والاعتراف بجميلهم، والدفاع عن أقدارهم.
3- علامة الإيمان والنفاق: جعل الله محبة الأنصار معياراً لصدق الإيمان، وبغضهم علامة على النفاق أو ضعف الإيمان، كما في الحديث الآخر: «آيَةُ الْمُنَافِقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ الْمُؤْمِنِ حُبُّ الأَنْصَارِ» (رواه البخاري).
4- الترابط بين القلوب والأعمال: أن أعمال القلوب من حب وبغض لها ثوابها وعقابها عند الله، فهي أساس الأعمال.
5- الوفاء والاعتراف بالجميل: الإسلام يدعو إلى الوفاء لمن له فضل، والاعتراف بجميل المحسنين، والأنصار لهم أعظم الجميل على الأمة الإسلامية جمعاء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* فضل الأنصار عظيم جداً، وقد نزل القرآن بمدحهم في عدة مواضع، مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].
* أوصى النبي ﷺ بالأنصار خيراً حتى في آخر لحظات حياته، فقال: «أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي» أي هم الأقرب إليه والأخص به.
* هذا الحب لا يعني تعصُّباً قبلياً، بل هو حبٌّ لِما قاموا به من نصرة للدين، فمن كان له مثل فضلهم فله مثل حُرمتهم ومحبتهم.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يحبون من أحبه الله ورسوله، ويبغضون من أبغضه الله ورسوله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٠٥٠٨، ١٠٨٢٠)، والبزار (٧٩٢٣، ٧٩٥٩)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٢١)، وأبو يعلى (٧٣٦٧) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة فإنه حسن الحديث.
وقال الهيثمي: إسناده جيد «المجمع» (١٠/ ٣٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 32 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحب الأنصار أحبه الله

  • 📜 حديث: من أحب الأنصار أحبه الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحب الأنصار أحبه الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحب الأنصار أحبه الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحب الأنصار أحبه الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب