حديث: لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله ﷺ ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله ﷺ قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار شيء، قال: «فأين أنت من ذلك يا سعد؟» قال: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، وما أنا؟ قال: «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة»، قال: فخرج سعد، فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، قال: فجاء رجال من المهاجرين، فتركهم، فدخلوا، وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، قال: فأتاهم رسول الله ﷺ فحمد الله وأثنى عليه، بالذي هو له أهل، ثم قال: «يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟»، قالوا: بل الله ورسوله أمن وأفضل. قال: «ألا تجيبونني يا معشر الأنصار!» قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله المن
والفضل. قال: «أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدَقتم وصُدِّقتم، أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا، تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار! أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده! لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا، وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم! ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار» قال: فبكى القوم، حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا، ثم انصرف رسول الله ﷺ وتفرقوا.

حسن: رواه أحمد (١١٧٣٠)، وابن أبي شيبة (٣٨١٥٢)، وأبو يعلى (١٠٩٢) مختصرا، كلهم من طريق محمد بن إسحاق قال: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله ﷺ ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله ﷺ قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار شيء، قال: «فأين أنت من ذلك يا سعد؟» قال: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، وما أنا؟ قال: «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة»، قال: فخرج سعد، فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، قال: فجاء رجال من المهاجرين، فتركهم، فدخلوا، وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، قال: فأتاهم رسول الله ﷺ فحمد الله وأثنى عليه، بالذي هو له أهل، ثم قال: «يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟»، قالوا: بل الله ورسوله أمن وأفضل. قال: «ألا تجيبونني يا معشر الأنصار!» قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله المن
والفضل. قال: «أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدَقتم وصُدِّقتم، أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا، تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار! أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده! لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا، وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم! ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار» قال: فبكى القوم، حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا، ثم انصرف رسول الله ﷺ وتفرقوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُبرز حكمة النبي ﷺ في التعامل مع المشاعر الإنسانية، وتربيته لأصحابه على الإيثار والرضا بقسمة الله.

أولاً. شرح المفردات:


● العطايا: ما أعطاه النبي ﷺ من الغنائم والأموال.
● الفيء: الأموال التي حصل عليها المسلمين بدون قتال.
● وجدوا في أنفسهم: غضبوا أو تأثروا داخليًا.
● القولة: الكلام الذي يتناقله الناس.
● الحظيرة: مكان مُعدّ للاجتماع، كساحة أو فناء.
● أخضلوا لحاهم: بللوها بالدموع حتى ابتلت.
● لعاعة من الدنيا: شيء تافه وقليل من متاع الدنيا.


ثانيًا. شرح الحديث:


1- الموقف الأولي: بعد توزيع النبي ﷺ للغنائم على بعض قبائل قريش والعرب لتأليف قلوبهم، لم يعطِ الأنصار شيئًا، فشعروا بغضب داخلي، وتكلم بعضهم بأن النبي ﷺ قد فضّل قومه عليهم.
2- تدخل سعد بن عبادة: وهو من زعماء الأنصار، ذهب إلى النبي ﷺ وأخبره بمشاعر الأنصار، فرد عليه النبي ﷺ بسؤال حكيم: "فأين أنت من ذلك يا سعد؟" ليعرف موقفه، فأجاب بأنه واحد منهم.
3- اجتماع الأنصار: طلب النبي ﷺ من سعد جمع الأنصار في مكان واحد، ورفض دخول غيرهم ليكون الخطاب خاصًا بهم.
4- خطاب النبي ﷺ: جاءهم النبي ﷺ وحمد الله، ثم ذكرهم بنعم الله عليهم:
- أتاهم ضلالاً فهداهم الله.
- فقراء فأغناهم الله.
- متعادين فألف الله بين قلوبهم.
فأقرّوا بذلك.
5- تذكيرهم بمواقفهم: قال ﷺ: "لو شئتم لقلتم فلصَدَقتم: أتيتنا مكذّبًا فصدقناك، مخذولاً فنصرناك، طريدًا فآويناك، عائلاً فآسيناك". وهذا بيان لفضل الأنصار ومنزلتهم.
6- الموازنة بين الدنيا والآخرة: قال ﷺ: "أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير (أي متاع الدنيا) وترجعون برسول الله في رحالكم؟"، أي أن بقاء النبي ﷺ معهم هو أعظم من أي عطاء دنيوي.
7- الدعاء للأنصار: دعا النبي ﷺ للأنصار وأبنائهم وأبناء أبنائهم بالرحمة، مما أثار مشاعرهم فبكوا حتى بلّوا لحاهم، وأعلنوا رضاهم بقسمة النبي ﷺ.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حكمة القيادة: النبي ﷺ تعامل بالمشكلة بحكمة، فلم يُهمل مشاعر الأنصار، بل ناقشهم بشكل مباشر وشفاف.
2- التذكير بالنعم: في لحظة الغضب أو الاستياء، يُذكر الإنسان بنعم الله عليه ليهدأ قلبه.
3- الإيثار والرضا: الرضا بقسمة الله ورسوله أفضل من التعلق بالدنيا.
4- فضل الأنصار: الحديث يبرز مكانة الأنصار ودورهم في نصر الإسلام.
5- قوة البيان النبوي: استخدم النبي ﷺ أسلوبًا مؤثرًا ليصل إلى قلوبهم ويُذكّرهم بقيمة الإيمان والنبي فوق كل متاع دنيوي.


رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- فيه جواز جمع الناس للتذكير والموعظة، وفضيلة حل المشكلات بالحوار.
- بيان أن النبي ﷺ كان عادلاً وحكيمًا في توزيع الأموال، حيث أعطى من يحتاج إلى التأليف ليقوى الإسلام، ووكل الأنصار إلى إيمانهم.
أسأل الله أن يرزقنا حب النبي ﷺ والاقتداء به، وأن يجعلنا من الراضين بقضائه وقسمه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١٧٣٠)، وابن أبي شيبة (٣٨١٥٢)، وأبو يعلى (١٠٩٢) مختصرا، كلهم من طريق محمد بن إسحاق قال: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار

  • 📜 حديث: لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب