حديث: من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أحب الأنصار أحبه الله عز وجل، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله عز وجل».

صحيح: رواه النسائي في الكبرى (٨٢٧٤)، وأحمد (١٦٩٢٠، ١٦٩١٩، ١٦٨٧١)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٢٣)، والطبراني في الكبير (٢٩/ ٣١٨) كلهم من طريق سعد بن إبراهيم، عن الحكم بن ميناء، أن يزيد بن جارية، أخبره أنه كان جالسا في نفر من الأنصار، فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم، فقالوا: كنا في حديث من حديث الأنصار فقال معاوية: ألا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله ﷺ؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكره.

عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أحب الأنصار أحبه الله ﷿، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونسمع. هذا حديث عظيم الشأن، جليل القدر، ورد في فضل الأنصار ومكانتهم، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:

الحديث بلفظه:


عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أَبْغَضَهُ اللَّهُ».
(أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


* الأنصار: هم قبيلتا الأوس والخزرج من أهل المدينة المنورة، الذين ناصروا رسول الله ﷺ وآووه ووقفوا معه ودعوته.
* أحب: نَصَرَ وَوَالَى وَوَدَّ.
* أبغض: عادى وكره وحقد.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث العلاقة الوثيقة بين محبة الله تعالى للعبد وبين محبة ذلك العبد للأنصار رضي الله عنهم. فمحبة الأنصار ليست مجرد عاطفة عابرة، بل هي علامة على الإيمان وصدق المحبة لله ورسوله، لأن محبتهم تابعة لمحبة الله ورسوله.
* "من أحب الأنصار أحبه الله": أي أن من تكن في قلبه محبة صادقة لهؤلاء الصحابة الكرام الذين كانوا عوناً للدين وحصناً للإسلام، فإن هذه المحبة دليل على خيرية قلبه وصدق إيمانه، فيستحق بذلك محبة الله تعالى له، وهي أعلى مراتب القرب والكرامة.
* "ومن أبغض الأنصار أبغضه الله": أي أن من يكن في قلبه بغض أو كره أو حقد تجاه الأنصار، فإن هذا البغض دليل على نفاق قلبه ومرضه، لأنه أبغض من أحب الله ورسوله ونصرهما، فاستحق بذلك بغض الله تعالى ومقته، وهي منزلَةٌ وخيمة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم منزلة الأنصار عند الله ورسوله: فهم الذين تحملوا أعباء الدعوة ونصروا الإسلام بدمائهم وأموالهم، وكانوا السند الأول للرسول ﷺ والمهاجرين.
2- محبة الصحابة رضي الله عنهم أصل من أصول العقيدة: ومحبة الأنصار جزء من هذه المحبة، وهي دليل على محبة الله ورسوله، وبغضهم دليل النفاق.
3- الجزاء من جنس العمل: فكما أحب العبدُ من أحب الله، أحبه الله، وكما أبغض من أحبه الله وأولياءه، أبغضه الله.
4- الحث على موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه: ومحبة الأنصار من موالاتهم، وبغضهم من معاداة أولياء الله.
5- التحذير من بغض أي من الصحابة: فبغض الأنصار خاصة، أو بغض أي صحابي بما فيهم الخلفاء الراشدون وغيرهم، من صفات أهل الأهواء والضلال.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* سبب فضل الأنصار: تميزوا بإيمانهم العميق، وتضحياتهم الجسيمة، حيث آثروا إخوانهم المهاجرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وقاسموهم ديارهم وأموالهم.
* موقف المنافقين منهم: كان المنافقون يبغضون الأنصار لأنهم كانوا حصن الإسلام في المدينة، فجاء هذا الحديث ليكشف عن حقيقة القلوب.
* الأنصار هم أساس المجتمع الإسلامي الأول: فهم الذين هيأوا الأرضية لقيام الدولة الإسلامية في المدينة، وكانوا نواة الجيش الفاتح.
* الحديث يدل على أن محبة الأنصار سبب لمحبة الله للعبد: وهذا فضل عظيم ومنة كبرى.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا محبته ومحبة رسوله ﷺ ومحبة من أحبه، وأن يعيذنا من بغضه وبغض أوليائه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (٨٢٧٤)، وأحمد (١٦٩٢٠، ١٦٩١٩، ١٦٨٧١)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٢٣)، والطبراني في الكبير (٢٩/ ٣١٨) كلهم من طريق سعد بن إبراهيم، عن الحكم بن ميناء، أن يزيد بن جارية، أخبره أنه كان جالسا في نفر من الأنصار، فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم، فقالوا: كنا في حديث من حديث الأنصار فقال معاوية: ألا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله ﷺ؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
يزيد بن جارية ويقال: يزيد بن جارية الأنصاري المدني وثّقه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات.
وأما قول الحافظ ابن حجر: «مقبول» فليس بمقبول. وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 28 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله

  • 📜 حديث: من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب