حديث: أكرموا كريم الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ: أن النَّبِيّ ﷺ قام يومئذ خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد، ثمّ قال: «إنكم يا معشر المهاجرين! تزيدون، وإن الأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، أكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم، فإنهم قد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم».

صحيح: رواه أحمد (٢١٩٥١) عن عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (١٩٩١٧) - عن معمر، قال: قال الزهري: وأخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك - وكان أبوه أحد الثلاثة الذين تيب عليهم -،
عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ أنه قال: فذكره.

عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ: أن النَّبِيّ ﷺ قام يومئذ خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد، ثمّ قال: «إنكم يا معشر المهاجرين! تزيدون، وإن الأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، أكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم، فإنهم قد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ: أن النَّبِيّ ﷺ قام يومئذ خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد، ثمّ قال: «إنكم يا معشر المهاجرين! تزيدون، وإن الأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، أكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم، فإنهم قد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم».


1. شرح المفردات:


● يومئذ: أي يوم أحد أو بعدها.
● عيبتي: العِيبة -بكسر العين- هي الوعاء الذي يحفظ فيه الإنسان أثمن ما عنده، وشُبّهت الأنصار بذلك لأن النبي ﷺ لجأ إليهم ووجد عندهم الحماية والنصرة.
● أويت إليها: أي لجأت واعتصمت بها.
● قضوا الذي عليهم: أدّوا ما وجب عليهم من النصرة والوفاء.
● بقي الذي لهم: ما وعدهم الله به من الثواب والأجر لم يتم أداؤه لهم بعد، فهو باقٍ في الآخرة.


2. شرح الحديث:


وقع هذا الخطاب النبوي الكريم بعد غزوة أحد، التي استشهد فيها سبعون من خيار الصحابة، معظمهم من الأنصار. فقام النبي ﷺ خطيبًا في الناس، حامدًا الله ومثنيًا عليه، ومستغفرًا للشهداء.
ثم وجه خطابه إلى المهاجرين، فأخبرهم بحقيقة ديموغرافية مهمة، وهي أن صفوف المهاجرين ستزيد بمن يقدم من مكة أو elsewhere، بينما الأنصار لن يزيد عددهم، لأنهم أهل المدينة ولم يأتهم مدد من خارجها.
ثم امتدح النبي ﷺ الأنصار أعظم مدح، ووصفهم بأنهم "عيبتي التي أويت إليها"، أي هم موئله ومخزنه وملجؤه الذي يحفظه ويصونه، فقد آووه ونصروه ووقفوا معه بكل ما يملكون.
ثم أوصى النبي ﷺ جميع المسلمين، وخاصة المهاجرين، بوصيتين عظيمتين تجاه الأنصار:
1- "أكرموا كريمهم": أي احترموا أهل الفضل والخير منهم، وأعطوهم مكانتهم.
2- "وتجاوزوا عن مسيئهم": اصفحوا وتسامحوا مع من يخطئ أو يقصر منهم، ولا تنتقصوهم لأجل هفوة.
وعلل ﷺ هذه الوصية بأمرين:
● "فإنهم قد قضوا الذي عليهم": فقد أدوا ما عليهم من واجب النصرة والتضحية بكل إخلاص.
● "وبقي الذي لهم": فجزاؤهم الكامل وأجرهم العظيم محفوظ عند الله تعالى، سيوفيهم إياه في الدار الآخرة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الاعتراف بالجميل ورد الفضل لأهله: النبي ﷺ يذكر فضل الأنصار ويُقرّ به في ملأ عام، ليكون قدوة في الوفاء والعرفان بالجميل.
2- الحكمة في معاملة الناس: التفريق في المعاملة بين الكريم والمسيء، فالكريم يُكرم والمسيء يُعذر ويُغفر له.
3- التعليل والحكمة من الأحكام: النبي ﷺ يعلل وصيته بحكمة بالغة، ليقنع العقل ويرضي القلب.
4- الثناء على أهل الفضل: من السنة الثناء على الصالحين وذكر مناقبهم، تشجيعًا لهم وعبرة لغيرهم.
5- العدل والإنصاف: بيان أن الجزاء عند الله، فمن أدى ما عليه فله الحق أن ينتظر فضل الله وجزاءه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● رواية الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
● مكانة الأنصار: كان للأنصار دور عظيم في نصرة الإسلام، وقد نزلت فيهم آيات قرآنية تمدحهم، كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} [الحشر: 9].
● الوفاء للأنصار: استمر النبي ﷺ في تذكير المسلمين بفضل الأنصار حتى في آخر خطبة له في حجة الوداع.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٩٥١) عن عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (١٩٩١٧) - عن معمر، قال: قال الزهري: وأخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك - وكان أبوه أحد الثلاثة الذين تيب عليهم -،
عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ أنه قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثميّ: رجاله رجال الصَّحيح.
تنبيه: وقع في إسناد عبد الرزّاق «عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه». وسقط من مطبوعة الطبرانيّ ذكر «رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ».
ورواه أحمد في مسنده (١٦٠٧٥)، وفي الفضائل (١٤١٢) عن أبي اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزّهري، قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري - وهو أي أبوه - أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه أخبره بعض أصحاب النَّبِيّ ﷺ قال: فذكره.
قوله: «الأنصار عيبتي» أي خاصتي وموضع سري، والعرب تكني القلوب والصدور بالعياب لأنها مستودع السرائر. النهاية (٣/ ٢٧٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكرموا كريم الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم

  • 📜 حديث: أكرموا كريم الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أكرموا كريم الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أكرموا كريم الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أكرموا كريم الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب