حديث: الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأنصار

عن أسيد بن حضير قال: قال رسول الله ﷺ: «الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس يكثرون، وهو يقلون، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».

حسن: رواه النسائيّ في الكبرى (٨٢٦٦)، والطَّبرانيّ في الكبير (١/ ١٧٣) كلاهما من طريق محمد بن معمر البحراني، قال: حَدَّثَنِي حرمي بن عمارة، عن أسيد بن حضير قال: فذكره.

عن أسيد بن حضير قال: قال رسول الله ﷺ: «الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس يكثرون، وهو يقلون، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث فضائل الأنصار رضي الله عنهم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● الأنصار: هم أهل المدينة المنورة من الأوس والخزرج الذين ناصروا رسول الله ﷺ وآووه.
● كرشي: الكَرِش هو الجوف أو البطن، ويُقصد به هنا أقرب الناس إليه وأخصهم، فكما أن الطعام يذهب إلى الكرش ويختفي فيه ويصبح جزءاً من الجسد، فهم كذلك.
● عيبتي: العِيبة (بكسر العين) هي الوعاء الذي يُحفظ فيه أفضل المتاع وأثمنه، يُخفي الإنسان فيه أحب وأغلى ما عنده. فكأنه ﷺ يقول: الأنصار هم موضع سري وأمانتي وأحب الناس إليّ.
● يقلون: أي عددهم قليل نسبياً مقارنة بغيرهم من القبائل.
● محسنهم: من أحسن في عمله وتصرفه.
● مسيئهم: من أخطأ أو قصر.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن المكانة الفريدة التي يتمتع بها الأنصار في قلبه، فيشبههم بأقرب الأشياء إليه وأخفيها عليه، وهي كرشه (جوفه) وعيبته (صندوق سره وكنزه). وهذا تشبيه بليغ يفيد الحب الخالص والقرب الشديد والاختصاص.
ثم يذكر حقيقة واقعية، وهي أن الناس (أي القبائل العربية الأخرى) سيكثرون بعد الفتح، بينما يبقى الأنصار على عددهم القليل نسبياً. وهذا ليس عيباً فيهم، بل هو مدح لهم، فهم الأساس والقلب، وغيرهم الكثيرون تبع لهم.
ثم يأتي الأمر النبوي الحكيم الموجه لجميع المسلمين من غير الأنصار، وخاصة القادمين الجدد بعد الفتح: "فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم". فهو يأمرنا بأن:
1- نقبل من محسنهم: أي نكافئ المحسن منهم ونشكره ونقدر إحسانه، ونأخذ منه ونتقبل منه.
2- نتجاوز عن مسيئهم: أي نعفو عن المُخطئ منهم، ونصفح عن زلته، ولا نؤاخذه بكل صغيرة وكبيرة، نظراً لما لهم من فضل وسابقة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة الأنصار: الحديث من أوضح الأدلة على المكانة العظيمة للأنصار في الإسلام، وأن حبهم من الإيمان، وبغضهم من النفاق. وقد أوصى بهم النبي ﷺ في غير ما حديث.
2- الوفاء للصالحين: ضرورة الوفاء لأهل الفضل والإحسان، وعدم نسيان جميلهم ومكانتهم لمجرد مرور الزمن أو كثرة الوافدين الجدد.
3- التعامل بحكمة مع أخطاء أهل الخير: من كان له سابق فضل وإحسان، فإن من حقه أن يُنظر إلى إحسانه، ويُغفر له خطؤه، ولا يُهتك ستره لأجل هفوة.
4- العدل والإنصاف: ليس في الحديث دعوة إلى تغطية أخطاء الأنصار إذا كانت كبيرة أو متعمدة، بل هو دعوة إلى التجاوز عن الهفوات والصغائر، أما الكبائر فشأنها آخر، والحديث فيمن أساء إساءة يمكن التجاوز عنها.
5- تقديم الأصلح والأفضل: ليس الكثرة دليلاً على الفضل، فقلة الأنوزار لم تنقص من فضلهم، بل زادتهم مكانة عند الله ورسوله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من وصية النبي ﷺ للأنصار قبل وفاته، وهو يدل على حرصه على حفظ مكانتهم بعد أن كثر الناس ودخلت tribes العرب في الإسلام.
- الأنصار هم الذين تحملوا تبعات الدعوة في مرحلتها الصعبة، وآووا النبي ﷺ والمهاجرين، ونصروا الإسلام بدمائهم وأموالهم.
- من تأمل في سيرة الصحابة وجد أن非 الأنصار كانوا يوقرون الأنوزار ويقدمونهم في الأمور، وفاءً لوصية النبي ﷺ.
أسأل الله أن يرزقنا حب صحابة رسول الله ﷺ جميعاً، وأن نقتدي بهم في إيمانهم وإحسانهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ في الكبرى (٨٢٦٦)، والطَّبرانيّ في الكبير (١/ ١٧٣) كلاهما من طريق محمد بن معمر البحراني، قال: حَدَّثَنِي حرمي بن عمارة، عن أسيد بن حضير قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن معمر البحراني وحرمي بن عمارة فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

  • 📜 حديث: الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب