حديث: ألا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم وترجعون برسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الدعاء للأنصار والمهاجرين بالصلاح، والمغفرة، والبركة، والنصر، والإكرام

عن أنس يقول: قالت الأنصار يوم فتح مكة، وأعطى قريشا: والله! إن هذا لهو
العجب، إن سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا ترد عليهم، فبلغ ذلك النَّبِيّ ﷺ فدعا الأنصار، قال: فقال: «ما الذي بلغني عنكم؟» وكانوا لا يكذبون، فقالوا: هو الذي بلغك، قال: «أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ لو سلكت الأنصار واديا، أو شعبا، لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٧٧٨)، ومسلم في الزّكاة (١٠٥٩ - ١٣٤) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي التياح قال: سمعت أنسا يقول: فذكره.

عن أنس يقول: قالت الأنصار يوم فتح مكة، وأعطى قريشا: والله! إن هذا لهو
العجب، إن سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا ترد عليهم، فبلغ ذلك النَّبِيّ ﷺ فدعا الأنصار، قال: فقال: «ما الذي بلغني عنكم؟» وكانوا لا يكذبون، فقالوا: هو الذي بلغك، قال: «أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ لو سلكت الأنصار واديا، أو شعبا، لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم المعنى، عميق الدلالة، يحمل في طياته دروسًا بليغة في الإيمان والوفاء والحكمة النبوية.

أولاً. شرح المفردات:


● الأنصار: هم أهل المدينة المنورة الذين ناصروا رسول الله ﷺ وآووه.
● يوم فتح مكة: أي عند فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة.
● أعطى قريشًا: أي أن النبي ﷺ أعطى غنائم فتح مكة لقريش، وهم الذين كانوا أعداءه قبل ذلك.
● تقطر من دماء قريش: أي أن سيوفهم لا تزال ملوثة بدماء قريش من المعارك السابقة.
● شعبًا: الوادي أو المنخفض بين الجبال.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن الأنصار -وهم الذين نصروا الإسلام واستقبلوا النبي ﷺ في المدينة- تفاجأوا يوم فتح مكة عندما وزع النبي ﷺ الغنائم على قريش، وهم الذين حاربوه طويلاً، فقالوا متعجبين: "والله إن هذا لعجب! كيف نعطي الغنائم لأعدائنا الأمس، بينما سيوفنا لا تزال تقطر من دمائهم؟!"
فلما بلغ النبي ﷺ كلامهم، جمعهم وسألهم: "ما الذي بلغني عنكم؟" وكانت صفتهم الصدق، فاعترفوا بما قالوه. هنا جاء الرد الحكيم من النبي ﷺ الذي يوضح معنى التضحية والإيثار: "ألا ترضون أن يذهب الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وتذهبون برسول الله ﷺ إلى بيوتكم؟" ثم أكد لهم محبته ووفاءه لهم بقوله: "لو سلكت الأنصار واديًا أو شعبًا، لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم"، أي أن قلبي معكم، وطريقي هو طريقكم.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحكمة النبوية في التعامل: النبي ﷺ لم يعنف الأنصار، بل فهم مشاعرهم ووجههم بلطف.
2- تفضيل الروح على المادة: الغنائم مال زائل، ولكن صحبة النبي ﷺ ونصرته هي الكنز الحقيقي.
3- الوفاء والاعتراف بالجميل: النبي ﷺ لم ينس فضل الأنصار، بل جعلهم في مكانة خاصة في قلبه.
4- الإيثار والتضحية: الدرس الأكبر هو أن المؤمن يقدم المصلحة العامة على مصلحته، ويؤثر الآخرين على نفسه.
5- قيمة الصدق: عندما سألهم النبي ﷺ، صدقوه ولم يكذبوا، وهذه من صفات المؤمن الحق.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يظهر الذكاء الاجتماعي للنبي ﷺ في إدارة المشاعر وتربية الأمة.
- الغنائم التي أعطيت لقريش كانت جزءًا من سياسة تأليف القلوب وجذبهم إلى الإسلام.
- الأنصار هم نصرة الإسلام الحقيقيون، وقد مدحهم الله في القرآن بقوله:
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9].

فهذا الحديث يعلمنا أن القيم الإيمانية أهم من المكاسب المادية، وأن الوفاء والحب في الله هما أساس العلاقات الناجحة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٧٧٨)، ومسلم في الزّكاة (١٠٥٩ - ١٣٤) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي التياح قال: سمعت أنسا يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم وترجعون برسول الله

  • 📜 حديث: ألا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم وترجعون برسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم وترجعون برسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم وترجعون برسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم وترجعون برسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب