حديث: الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم في ثوب واقتسموه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل الأشعريين

عن أبي موسى قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثمّ اقتسموه بينهم في إناء واحد بالتسوية، فهم مني وأنا منهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الشركة (٢٤٨٦)، ومسلم في فضائل الصّحابة (٢٥٠٠) كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، ثنا حمّاد بن أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: فذكره.

عن أبي موسى قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثمّ اقتسموه بينهم في إناء واحد بالتسوية، فهم مني وأنا منهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده والعبر المستفادة منه.

الحديث بلفظه كما ورد:


عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ».
(رواه البخاري في صحيحه، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأحمد)


أولاً. شرح المفردات:


● الأشعريين: هم قبيلة من اليمن، ينسبون إلى أشعر بن أدد، وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه منهم.
● أرملوا: أي نفد زادهم وطعامهم، وأصابهم الجوع والفقر. والإرْمَالُ: الفقر وقلَّة الزاد.
● في الغزو: أي في سفر الجهاد في سبيل الله.
● قل طعام عيالهم: أي قلَّ الطعام عند أهليهم وذريتهم في المدينة.
● جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد: أي وضعوا كل ما يملكون من طعام ومال في ثوب واحد ليجمعوه.
● ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية: أي قسم الطعام بينهم بالتساوي والعدل من إناء واحد، لا يفضل أحد على آخر.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة جميلة وأخلاق عالية تميزت بها قبيلة الأشعريين، وهي التعاون والتآخي والتضامن في أوقات الشدة.
فإذا كانوا في غزوٍ ونفد زادهم، أو كان أهلوهم في المدينة يعانون من قلة الطعام، فإنهم يجمعون كل ما يملكونه من طعام في ثوب واحد، ثم يقسمونه بينهم بالتساوي من إناء واحد، لا يستأثر أحد منهم بشيء دون الآخر، بل يتعاونون ويتقاسموا ما عندهم بالعدل.
وهذا يدل على قوة الترابط والتعاون بينهم، وعدم الأنانية أو حب الذات، حتى في أحلك الظروف.
ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بقوله: «فهم مني وأنا منهم»، وهي منزلة عظيمة، تشير إلى قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ومحبتهم له، ومحبته لهم، واشتراكهم في صفات الكرم والتعاون والتضحية.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل التعاون والتضامن: الحديث يحث على التعاون في أوقات الشدة، والتضامن بين المسلمين، وعدم التفرق أو الأنانية.
2- التساوي في المعاملة: تقسيم الطعام أو المال بالتساوي بين الجميع يدل على العدل والمساواة، وهي من قيم الإسلام العظيمة.
3- قوة الترابط الاجتماعي: إظهار القبيلة أو الجماعة كجسد واحد يتألم لألم أخيه ويساعده في الشدة.
4- الاقتداء بالأشعريين: ينبغي للمسلمين أن يقتدوا بهذه الصفات الحميدة، خاصة في الأزمات.
5- محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الخير: قوله «فهم مني وأنا منهم» يدل على عظم منزلة من تحلى بهذه الأخلاق، وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم.
6- الجمع بين الجهاد في سبيل الله والاهتمام بالأهل: الاهتمام بأهل الغزاة وإعانتهم في الغيبة من صفات المؤمنين الصالحين.


رابعاً. فوائد إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر جانباً من أخلاق الصحابة رضي الله عنهم، وتعاونهم وتآخيهم.
- فيه توجيه للمسلمين بأن يكونوا يداً واحدة، خاصة في أوقات الأزمات والمحن.
- قوله صلى الله عليه وسلم: «فهم مني وأنا منهم» من أعظم الفضائل التي يمكن أن ينالها المسلم، بأن يكون قريباً من النبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والصفات.


الخلاصة:


هذا الحديث يبرز صفة التعاون والتضامن بين المسلمين، خاصة في أوقات الشدة، ويحث على التساوي والعدل في تقسيم الموارد، ويبين المكانة الرفيعة لمن تحلى بهذه الأخلاق عند النبي صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يتعاونون على البر والتقوى، ويحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الشركة (٢٤٨٦)، ومسلم في فضائل الصّحابة (٢٥٠٠) كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، ثنا حمّاد بن أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: فذكره. واللّفظ للبخاري، ولمسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم في ثوب واقتسموه

  • 📜 حديث: الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم في ثوب واقتسموه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم في ثوب واقتسموه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم في ثوب واقتسموه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم في ثوب واقتسموه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب