حديث: اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل غفار، وأسلم

عن خُفاف بن إيماء الغفاري قال: قال رسول الله ﷺ في صلاة: «اللهم! العن بني لحيان، ورعلا، وذكوان، وعصية عصوا الله ورسوله، غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله».

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٥١٧ - ١٨٦) عن أبي الطاهر، ثنا ابن وهب، عن اللّيث، عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن علي، عن خفاف بن إيماء الغفاري قال: فذكره.

عن خُفاف بن إيماء الغفاري قال: قال رسول الله ﷺ في صلاة: «اللهم! العن بني لحيان، ورعلا، وذكوان، وعصية عصوا الله ورسوله، غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي سألت عنه رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● خُفاف بن إيماء الغفاري: صحابي جليل من قبيلة غفار، وهو راوي هذا الحديث.
● اللهم العن: "اللهم" أداة نداء، و"العن" الدعاء بالإبعاد من رحمة الله، وهو عقاب للكافرين المعاندين.
● بني لحيان، ورعلا، وذكوان، وعصية: أسماء قبائل عربية كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
● عصوا الله ورسوله: خالفوا وأعرضوا عن طاعة الله ورسوله.
● غفار غفر الله لها: قبيلة غفار، وهي قبيلة الصحابي أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قبلت الإسلام فاستحقت المغفرة.
● أسلم سالمها الله: قبيلة أسلم، وهي قبيلة صغيرة كانت حليفة للأنصار، قبلت الإسلام فاستحقت السلامة.

ثانياً. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة معينة (ولم يحدد خُفاف أي صلاة هي، وقد تكون صلاة الكسوف أو النافلة)، فدعا في صلاته بهذا الدعاء.
● اللهم العن بني لحيان، ورعلا، وذكوان، وعصية: هذه القبائل الأربع كانت قد ارتكبت جرائم عظيمة ضد المسلمين. فقبيلة بني لحيان هي التي غدرت بسرية الصحابي عبد الله بن عتيك رضي الله عنه وقتلتهم عند بئر معونة. وأما رعل وذكوان فهما القبيلتان اللتان غدرتا بسرية الصحابيين مرثد بن أبي مرثد وخبيب بن عدي رضي الله عنهما وقتلتهما. وأما عصية فقد غدرت وقتلت عشرين من الصحابة في واقعة الرجيع. فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم لعظم جرمهم وغدرهم.
● عصوا الله ورسوله: هذا بيان لسبب استحقاقهم اللعنة، وهو عصيانهم لله ورسوله وخيانتهم وغدرهم.
● غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله: في المقابل، مدح النبي صلى الله عليه وسلم قبيلتي غفار وأسلم لأنهما دخلتا في الإسلام وصدقتا النبي صلى الله عليه وسلم، فاستحقّتا المغفرة والسلامة من العذاب. وفيه إظهار للعدل، فليس كل العرب تحت اللعنة، بل من غدر وعصى استحقها، ومن آمن وأطاع استحق المغفرة والثناء.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز الدعاء على الكفار المعاندين الغادرين: خاصة من كانت عداوتهم ظاهرة وجرائمهم بيّنة، وهذا من جملة الجهاد بالدعاء.
2- العدل والإنصاف: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعمم الدعاء على جميع القبائل، بل فرّق بين المعتدي والمطيع، فمدح الطائعين من قبيلتي غفار وأسلم، ولعن المعتدين الغادرين. وهذا درس في العدل وعدم التجني على البريء.
3- بيان عظم جريمة الغدر والخيانة: خصوصاً إذا كانت في معاملة المسلمين والدعاة، فإنها من الكبائر الموجبة للعنة الله.
4- الدعاء في الصلاة: يستحب الدعاء في الصلاة، وخاصة في السجود أو قبل السلام، ويدعو المسلم لنفسه وللمؤمنين، ويدعو على أعداء الدين.
5- التفريق بين العصاة والمؤمنين: لا يجوز أن يلعن المسلم indiscriminately (بدون تمييز)، بل يجب أن يفرق بين من يستحق الدعاء عليه لكفره أو غدره، ومن يستحق الدعاء له لإيمانه وطاعته.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الدعاء على الكفار المعينين جائز إذا كانوا معاندين محاربين، أما الدعاء على عموم الكفار فهو جائز أيضاً لكن بالأدب الشرعي.
- القبائل التي دُعي عليها هلك معظمها وزال أمرها، بينما القبائل التي دُعي لها (غفار وأسلم) بقيت ذكرهما طيباً في التاريخ الإسلامي.
- يستفاد من الحديث أيضاً أن الدعاء يمكن أن يكون سبباً في هلاك الأعداء ونصرة المسلمين.
أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين، ويخذل أعداء الدين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٥١٧ - ١٨٦) عن أبي الطاهر، ثنا ابن وهب، عن اللّيث، عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن علي، عن خفاف بن إيماء الغفاري قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله

  • 📜 حديث: اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب