حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الدعاء للأنصار والمهاجرين بالصلاح، والمغفرة، والبركة، والنصر، والإكرام

عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم حنين، أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم، ومع النَّبِيّ ﷺ عشرة آلاف، ومن الطلقاء، فأدبرا عنه حتَّى بقي وحده، فنادى يومئذ ندائين لم يخلط بينهما، التفت عن يمينه فقال: «يا معشر الأنصار» قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، ثمّ التفت عن يساره فقال: «يا معشر الأنصار» قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال: «أنا عبد الله ورسوله». فانهزم المشركون، فأصاب يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئًا، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى، ويعطى الغنيمة غيرنا، فبلغه ذلك، فجمعهم في قبة فقال: «يا معشر الأنصار، ما حديث بلغني عنكم؟» فسكتوا، فقال: «يا معشر الأنصار، ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله ﷺ تحوزونه إلى بيوتكم؟» قالوا: بلى، فقال النَّبِيّ ﷺ: «لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا، لأخذت شعب الأنصار» فقال هشام: يا أبا حمزة، وأنت شاهد ذاك؟ قال: وأين أغيب عنه؟ .

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٧)، ومسلم في الزّكاة (١٠٥٩ - ١٣٥) كلاهما من طريق معاذ بن معاذ، ثنا ابن عون، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، عن أنس بن مالك قال: فذكره.

عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم حنين، أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم، ومع النَّبِيّ ﷺ عشرة آلاف، ومن الطلقاء، فأدبرا عنه حتَّى بقي وحده، فنادى يومئذ ندائين لم يخلط بينهما، التفت عن يمينه فقال: «يا معشر الأنصار» قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، ثمّ التفت عن يساره فقال: «يا معشر الأنصار» قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال: «أنا عبد الله ورسوله». فانهزم المشركون، فأصاب يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئًا، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى، ويعطى الغنيمة غيرنا، فبلغه ذلك، فجمعهم في قبة فقال: «يا معشر الأنصار، ما حديث بلغني عنكم؟» فسكتوا، فقال: «يا معشر الأنصار، ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله ﷺ تحوزونه إلى بيوتكم؟» قالوا: بلى، فقال النَّبِيّ ﷺ: «لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا، لأخذت شعب الأنصار» فقال هشام: يا أبا حمزة، وأنت شاهد ذاك؟ قال: وأين أغيب عنه؟ .

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، يرويه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، ويحكي قصة من أبرز أحداث غزوة حنين، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بمشيئة الله.

أولاً. شرح المفردات:


● هوازن وغطفان: قبيلتان عربيتان كبيرتان من قيس عيلان.
● الطلقاء: هم الذين أسلموا بعد فتح مكة، وسُمّوا بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق سراحهم وأعطاهم الحرية بعد أن كانوا أسرى عنده.
● أدبرا عنه: أي انهزموا وتركوا ساحة القتال.
● ندائين: منادَتين.
● بغلة بيضاء: هي بغلته الشهيرة "دُلدُل".
● تحوزونه: تحتضنونه وتأوونه.
● شعباً: طريقاً ضيقاً في الجبل.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن أحداث غزوة حنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة، بعد فتح مكة مباشرة. خرج النبي صلى الله عليه وسلم بألف مقاتل، ومعظمهم من الطلقاء (حديثي الإسلام)، واثقاً بنصر الله.
لكن المسلمين فوجئوا بكمين من قبيلتي هوازن وغطفان، فحدثت هزيمة مفاجئة، وفر الكثير من الجيش، ولم يثبت إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مجموعة قليلة من الصحابة.
وهنا تظهر بطولة الأنصار رضي الله عنهم، حيث ناداهم النبي صلى الله عليه وسلم مرتين:
- أولاً عن يمينه: "يا معشر الأنصار" فأجابوا: "لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك"
- ثم عن يساره: "يا معشر الأنصار" فأجابوا بنفس الرد الواثق.
ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم عن بغلته وتوكل على الله قائلاً: "أنا عبد الله ورسوله"، فانقلبت المعركة وانتصر المسلمون، وأصابوا غنائم كثيرة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- ثبات الأنصار وتفانيهم: ثبت الأنصار في أحرج اللحظات عندما فر غيرهم، مما يدل على إيمانهم الراسخ وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التوزيع: عندما قسم الغنائم للمهاجرين والطلقاء ولم يعطِ الأنصار، كان ذلك لحكمة عظيمة، حيث أراد أن يألف قلوب حديثي الإسلام، بينما كان يعلم أن إيمان الأنصار راسخ لا يحتاج إلى这样的المؤلفة.
3- الرضا بحكم الله ورسوله: عندما استفسر النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار عن استيائهم، كان ردهم: "بلى رضينا"، مما يدل على طاعتهم المطلقة ورضاهم بقسمة رسول الله.
4- العلاقة الخاصة بين النبي والأنصار: قوله صلى الله عليه وسلم: "لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً، لأخذت شعب الأنصار" دليل على المكانة الخاصة للأنصار، وأنه صلى الله عليه وسلم سيختارهم في أي ظرف.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على جواز ركوب البغال.
- جواز النزول عن الدابة في الحرب للحاجة.
- فضل الأنصار ومكانتهم في الإسلام.
- أهمية الطاعة والرضا بقضاء الله وقدره.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٧)، ومسلم في الزّكاة (١٠٥٩ - ١٣٥) كلاهما من طريق معاذ بن معاذ، ثنا ابن عون، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، عن أنس بن مالك قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 90 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله

  • 📜 حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب