حديث: بدأ الدعاء بتمجيد الله والصلاة على النبي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من آداب الدعاء أن يُثنى على الله ﷿ ثم يُصلّى على النبي ﷺ -

عن فَضالة بن عُبيد صاحب رسول الله ﷺ يقول: سمع رسولُ الله ﷺ رجلًا يدعو في صلاته، لم يُمجّد اللهَ، ولم يُصلِّ على النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «عَجِل هذا» ثم دعاه فقال له، أو لغيره: «إذا صلَّى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه، ثم يُصلِّي على النبي ﷺ، ثم يدعو بعد بما شاء».

صحيح: رواه أبو داود (١٤٨١)، والترمذي (٣٤٧٧) وصحّحه ابن خزيمة (٧١٠)، والحاكم (١/ ٢٣٠) كلهم من طريق عبد الله بن يزيد المُقرئ، ثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ حُميد بن هانئ، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبيَّ أخبره، أنه سمع فَضالة بن عبيد فذكر مثله.

عن فَضالة بن عُبيد صاحب رسول الله ﷺ يقول: سمع رسولُ الله ﷺ رجلًا يدعو في صلاته، لم يُمجّد اللهَ، ولم يُصلِّ على النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «عَجِل هذا» ثم دعاه فقال له، أو لغيره: «إذا صلَّى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه، ثم يُصلِّي على النبي ﷺ، ثم يدعو بعد بما شاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث آداب الدعاء، وخاصة في الصلاة، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

أولاً. شرح المفردات:


● عَجِلَ هذا: أي أسرع واستعجل في دعائه، حيث بدأ بالطلب مباشرة دون تقديم ما ينبغي تقديمه.
● يُمَجِّدُ اللهَ: من التمجيد، وهو وصف الله تعالى بالعظمة والجلال والكمال، ويكون بالثناء عليه بأسمائه وصفاته.
● يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ: أي يقول: اللهم صل على محمد، أو أي صيغة من صيغ الصلاة على النبي الكريم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سمع رجلاً يصلي، وفي صلاته شرع في الدعاء وطلب حاجته من الله تعالى مباشرة، دون أن يقدم بين يدي دعائه ما يليق بمقام من يدعوه، وهو الله جل وعلا.
فلم يبدأ هذا الرجل بحمد الله والثناء عليه، ولم يصل على النبي ﷺ، فأنكر النبي ﷺ هذا الفعل، ووصف صاحبه بالعجلة والإسراع غير المحمود، ثم علمه وأمته من بعده الآداب السامية للدعاء.
فأمر النبي ﷺ أن يبدأ المصلي إذا أراد الدعاء -سواء كان في الصلاة أو في سجودها أو بعد التسليم- بأن يفتتح دعاءه بتمجيد الله تعالى والثناء عليه، ثم يلي ذلك الصلاة على النبي محمد ﷺ، ثم بعد ذلك يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- أهمية التمجيد والثناء على الله قبل الدعاء: وهذا من أعظم آداب الدعاء، لأنه إقرار من العبد بعظمة ربه وجلاله، واستشعار لمنة الله عليه، مما يوجب استجابة الدعاء.
2- مشروعية الصلاة على النبي ﷺ في الدعاء: وهي من أسباب إجابة الدعاء، كما في الحديث: "كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي ﷺ". وهي كذلك سبب لرفع الدرجات ومغفرة الذنوب.
3- بيان عظمة مقام النبوة: حيث جعل الله تعالى الصلاة على نبيه وسيلة لقبول الدعاء.
4- حرص النبي ﷺ على تعليم أمته: فلم يترك الخطأ يمر، بل بينه ونصح فيه، وهذا من كمال نصحه ﷺ ورحمته بأمته.
5- ذم العجلة في الأمور كلها، ومنها الدعاء: فالدعاء يحتاج إلى تأنٍ وإعداد وتقديم بين يدي الطلب.
6- جواز الدعاء في الصلاة: في مواضعها المشروعة، كالقيام وفي السجود وبعد التشهد قبل السلام.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● صيغ التمجيد والثناء: أن يقول الداعي مثلاً: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد"، أو "الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه"، أو يثني على الله بما هو أهله.
● صيغ الصلاة على النبي ﷺ: أن يقول: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"، وهي الصيغة التي نعلمها في التشهد.
● هذا الأدب ليس شرطاً لإجابة الدعاء: بل هو من الآداب التي تزيد في فضل الدعاء وترجى بها الإجابة، فلو دعا الإنسان بدونها فلا يبطل دعاؤه، لكنه فاته الأفضل والأكمل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤٨١)، والترمذي (٣٤٧٧) وصحّحه ابن خزيمة (٧١٠)، والحاكم (١/ ٢٣٠) كلهم من طريق عبد الله بن يزيد المُقرئ، ثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ حُميد بن هانئ، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبيَّ أخبره، أنه سمع فَضالة بن عبيد فذكر مثله. واللفظ لأبي داود. وإسناده صحيح.
ورواه النسائي (١٢٨٤) عن محمد بن سلمة قال: حدثنا ابن وهب، عن أبي هانئ به وفيه: سمع رسول الله ﷺ رجلًا يدعو في الصلاة، لم يحمدِ الله، ولم يُصل على النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «عَجِلتَ أيها المُصلِّي» ثم علَّمهم رسول الله ﷺ، فسمع رسول الله ﷺ رجلًا يصلي فمجَّد الله، وحَمِده، وصلى على النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «ادعُ تجَب، وسَلْ تُعط».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 122 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بدأ الدعاء بتمجيد الله والصلاة على النبي

  • 📜 حديث: بدأ الدعاء بتمجيد الله والصلاة على النبي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بدأ الدعاء بتمجيد الله والصلاة على النبي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بدأ الدعاء بتمجيد الله والصلاة على النبي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بدأ الدعاء بتمجيد الله والصلاة على النبي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب