من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

حديث: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

عن خولة بنت حكيم السلمية تقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٠٨) من طرق عن الليث (هو ابن سعد)، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، أن يعقوب بن عبد الله، حدثه أنه سمع بسر بن سعيد، يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول: فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بعلم النبوة. هذا حديث عظيم في باب التحصين والتعوذ، وهاك شرحه على النحو التالي:

الحديث بلفظه:

عن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها تقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ».
(رواه مسلم في صحيحه)

1. شرح المفردات:

* نزل منزلاً: أي حلَّ في مكان للإقامة، سواء كان بيتاً، أو فندقاً، أو مخيماً في سفر، أو أي مكان ينوي المكث فيه.
* أعوذ: ألتجئ وأعتصم وأتحصن.
* بكلمات الله التامات: كلمات الله الكاملة الشاملة التي لا يعتريها نقص ولا عجز، وهي صفاته تعالى وأسماؤه وآياته وتوحيده وقدرته. وقيل: المراد بها القرآن الكريم بجميع ما فيه من أوامر ونواهٍ ووعود ووعيد.
* من شر ما خلق: من ضرر كل مخلوق شرير، سواء كان من الإنس، أو الجن، أو الحيوانات، أو الحشرات، أو الأمراض، أو الآفات.
* لم يضره شيء: أي يحفظه الله ويقيَه فلا يصيبه مكروه أو أذى.
* حتى يرتحل: حتى يغادر ذلك المكان وينتقل منه.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن ذِكْرٍ عظيم يكون سبباً في حماية الإنسان من كل أذى وشر طيلة مدة إقامته في مكان ما.
* السبب: نزول منزل (أي المكث في مكان) وقول هذا الدعاء.
* الفعل: التعوذ بالله تعالى بكلماته التامات من شر جميع مخلوقاته.
* النتيجة: حفظٌ من الله وعصمة من كل ضرر ينجم عن أي مخلوق، من لحظة قول هذا الدعاء إلى لحظة مغادرة هذا المكان.
ومعنى ذلك أن الله تعالى يجعل له حصانة وحفظاً خاصاً في ذلك المكان، فيسلم من لدغ الحيات والعقارب، ومن سرقة اللصوص، ومن كيد الشياطين ومكرهم، ومن الحوادث والأمراض التي قد تصيب الآخرين، ونحو ذلك من المضار، بفضل هذا التعوذ والتجاء إلى الله.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: الإسلام يجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب المشروعة. وهذا الذكر سبب شرعي عظيم للحفظ والوقاية.
2- عظمة كلمات الله تعالى: في الحديث إثبات لكلام الله تعالى على ما يليق بجلاله، وأنها كلمات تامة كاملة لا نقص فيها.
3- سعة رحمة الله تعالى: من رحمة الله بعباده أن شرع لهم أذكاراً وأدعية تكون وقاية وحصناً لهم من الشرور والمكاره.
4- الالتجاء إلى الله هو الملاذ الآمن: يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الملجأ الحقيقي من الشرور هو الله تعالى وحده، بخلاف من يلجأ إلى التمائم والطلاسم المحرمة.
5- الحرص على الأذكار النبوية: ينبغي للمسلم أن يحفظ مثل هذه الأدعية ويحرص على المواظبة عليها في أوقاتها، فهي تحقق له الأمن والطمأنينة.
6- الشريعة تهتم بأمر المسلم في حله وترحاله: الشرع لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وبين للمسلم ما يعينه عليها، حتى في نزوله منزلاً مؤقتاً.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* حكم العمل بالحديث: الحديث صحيح وهو في "صحيح مسلم"، فيعمل به ويُحرص على هذا الدعاء.
* متى يقال هذا الدعاء؟ يقال عند النزول في أي مكان تنوي المكث فيه، سواء للسفر أو للنزهة أو غير ذلك. والأفضل أن يقوله عند أول نزوله للمكان.
* هل يقال مرة واحدة؟ نعم، يقال مرة واحدة عند النزول، ويكفي ذلك –بإذن الله– للحفظ حتى الارتحال، لكن لا مانع من تكراره خلال المكث للبركة والاستئناس.
* يجمع بين هذا الدعاء وغيره: يمكن للمسلم أن يجمع بين هذا الدعاء وبين الأذكار الأخرى الواردة عند نزول المنزل، مثل: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) و (بسم الله) وذكر دعاء السفر.
* ليس خاصاً بالسفر: الحديث عام، فيشمل نزول المنزل في السفر وفي الحضر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يحفظنا بحفظه، ويكلأنا برعايته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٠٨) من طرق عن الليث (هو ابن سعد)، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، أن يعقوب بن عبد الله، حدثه أنه سمع بسر بن سعيد، يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول: فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 428 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

📜 حديث: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية