حديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من محقرات الذنوب

عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ: «إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه».

صحيح: رواه أحمد (٢٢٨٠٨) عن أنس بن عياض، حدثني أبو حازم، لا أعلمه إلا عن سهل ابن سعد قال فذكره.

عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ: «إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الشريف:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خَبِزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكُهُ».
راوي الحديث:
هو الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، من الأنصار، وآخر من مات بالمدينة من الصحابة.
درجة الحديث:
حسن أو صحيح. أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني، والبيهقي، وغيرهم، وقال عنه الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع": صحيح.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● إِيَّاكُمْ: كلمة تحذير، معناه: احذروا وأنتم تخافون من كذا.
● مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ: هي الصغائر من الذنوب التي يستصغرها الإنسان ويستهين بها، كالنظرة المحرمة، والكلمة البذيئة، والغِيبة، وأكل لقمة حرام، وغير ذلك.
● بَطْنَ وَادٍ: أسفل الوادي (مكان منخفض).
● عُودٍ: قطعة خشب صغيرة للحطب.
● أَنْضَجُوا خَبِزَتَهُمْ: أي أوقدوا النار حتى نضجت خبزتهم (الخبزة هي الرغيف أو ما يشويه الإنسان على النار).

# 2. شرح الحديث:


يحذرنا النبي ﷺ في هذا الحديث من خطر الاستهانة بالذنوب الصغيرة، ويضرب لنا مثلاً يوضح به عاقبة تجميع هذه الصغائر.
● المعنى الأول: التحذير الصريح: يبدأ الحديث بتحذير قوي: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ»، أي: احذروا أن تستصغروها وتقعوا فيها باستمرار.
● المعنى الثاني: المثل المضروب: يشبه النبي ﷺ تجمع الذنوب الصغيرة بقوم نزلوا في وادٍ (مكان منخفض يحتاج إلى نار للطبخ أو التدفئة). لم يأتِ أحد منهم بحمل كبير من الحطب، بل جاء كل واحد منهم بعود صغير (قطعة حطب صغيرة) لا قيمة لها في ظنها. ولكن عندما جمعوا هذه الأعواد الصغيرة واحدة تلو الأخرى، أصبحت كومة كبيرة من الحطب أوقدوا بها ناراً كافية لأن ينضجوا طعامهم.
● المعنى الثالث: العاقبة المهلكة: ثم يختم ﷺ المثل بالعاقبة فيقول: «وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكُهُ». أي أن هذه الذنوب المحقرة (المستصغرة) إذا اجتمعت على العبد وأخذته يوم القيامة بحسبها، فإنها تكون سبباً في هلاكه وعذابه، لأنها أصبحت جبلاً من الذنوب.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة الاستهانة بالصغائر: الذنب الصغير لا يبقى صغيراً مع الإصرار عليه وعدم المبالاة به. الإصرار على الصغيرة قد يجعلها في حكم الكبيرة.
2- مبدأ التراكم: كما أن الأعمال الصالحة تتراكم حتى تكون نوراً للمؤمن يوم القيامة، فإن السيئات الصغيرة تتراكم حتى تصبح ظلمة وعذاباً.
3- ضرورة المحاسبة الدقيقة للنفس: على المسلم أن يحاسب نفسه على القليل والكثير، ولا يقول "هذه صغيرة" ثم يقع فيها، بل عليه أن يخاف من مجملها.
4- التوبة المستمرة: ينبغي للمسلم أن يتوب من الذنوب جميعاً، كبيرها وصغيرها، وأن لا يستهين بشيء من المعاصي.
5- السيئة تجر أختها: الذنب الصغير قد يكون باباً للذنب الأكبر، فمن استهان بالنظرة المحرمة قد يقع في ما هو أعظم، وهكذا.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- قال الله تعالى في كتابه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 58]. فإيذاء المؤمنين قد يستهين به البعض وهو إثم مبين.
- من أقوال السلف: "لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظم من عصيت".
- الذنوب الصغيرة تكفرها الحسنات العظيمة، والمحافظة على النوافل، وكفارة المجالس، كما قال ﷺ: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». رواه مسلم. فاجتناب الكبائر شرط لمغفرة الصغائر.
نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الذنوب كبيرها وصغيرها، وأن يتوب علينا ويغفر لنا إنه هو الغفور الرحيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٨٠٨) عن أنس بن عياض، حدثني أبو حازم، لا أعلمه إلا عن سهل ابن سعد قال فذكره.
وإسناده صحيح. وأنس بن عياض وشيخه من الثقات الضابطين، وهذا من ثلاثيات الإمام أحمد.
ومن هذا الطريق رواه أيضا الطبراني في الكبير (٦/ ٢٠٤)، والأوسط (٧٣١٩)، والصغير (٢/ ٤٩)، والروياني في مسنده (١٠٦٥)، والبغوي في شرح السنة (٤٢٠٣) إلا أن البغوي قال: «هذا الحديث رواه معمر، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود موقوفا عليه».
قال الأعظمي: لا يضر من رفعه لأنه من الثقات الضابطين كما قلت، فلعله رواه مرة موقوفا، وأخرى مرفوعا، والحكم لمن زاد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد

  • 📜 حديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب