حديث: من أعمال هي أدق من الشعر كنا نعدها من الموبقات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من محقرات الذنوب

عن عبادة بن قرص -أو قرط- قال: إنكم لتعملون اليوم أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله ﷺ من الموبقات.
فقلت (القائل هو حميد بن هلال) لأبي قتادة: فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ فقال
أبو قتادة: لكان لذلك أَقْوَل.

صحيح: رواه أحمد (٢٠٧٥١ - ٢٠٧٥٢)، والطيالسي (١٤٥٠) كلاهما من طريق حميد بن هلال، حدثنا أبو قتادة العدوي، عن عبادة بن قرص -أو قرط- فذكره.

عن عبادة بن قرص -أو قرط- قال: إنكم لتعملون اليوم أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله ﷺ من الموبقات.
فقلت (القائل هو حميد بن هلال) لأبي قتادة: فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ فقال
أبو قتادة: لكان لذلك أَقْوَل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم ينقل لنا صورة صادقة عن تغير المفاهيم والموازين بين عصر النبوة والعصور التي تلته، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا وفق المنهج المطلوب:

أولاً. شرح المفردات:


● عبادة بن قرص (أو قرط): صحابي جليل، اختلف في اسمه بين "قرص" و"قرط"، وهو من الأنصار.
● أدق في أعينكم من الشعر: أي أنها تبدو صغيرة وحقيرة في أعينكم كدقة الشعر.
● الموبقات: جمع موبقة، وهي الذنوب العظيمة التي تهلك صاحبها وتوبقه (تهلكه).
● أقوَل: صيغة مبالغة من القول، أي لكان يقول في ذمها أكثر وأشد.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبادة بن قرص -رضي الله عنه- أن بعض الأعمال التي يرتكبها الناس في زمانهم (زمن التابعين) قد استهانوا بها وصغرت في أعينهم، حتى أصبحت تبدو كالشعر في دقتها وصغرها، بينما كانت هذه same الأعمال في عهد النبي ﷺ تُعد من الكبائر المهلكات.
ثم يسأل حميد بن هلال (أحد التابعين) الصحابي أبا قتادة -رضي الله عنه- متعجبًا: "كيف لو رأى رسول الله ﷺ ما يحدث في زماننا هذا من استهانة بالذنوب؟" فيجيبه أبو قتادة بأن النبي ﷺ لكان سينكر ذلك أشد الإنكار ويذمه بقوة وبكلام أكثر.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- خطورة الاستهانة بالذنوب: فإن استصغار المعصية من أعظم المعاصي، كما قال بعض السلف: "لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظم من عصيت".
2- تغير المفاهيم عبر الزمن: قد يصبح الحرام في نظر الناس عاديًا بسبب كثرة ارتكابه وتتابع الأجيال عليه.
3- ضرورة التمسك بمنهج السلف: فما كان معصية عند الصحابة يبقى معصية إلى قيام الساعة، ولا تتغير أحكام الشرع بتغير الأزمان.
4- دور الدعاة في التذكير: يجب على العلماء والدعاة أن يظلوا يقظين في تذكير الناس بحقيقة الأعمال وإن استهانوا بها.
5- التحذير من التميع الأخلاقي: حيث تضعف الوازع الديني شيئًا فشيئًا حتى تستحكم المعاصي.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، والبيهقي في الشعب، وهو حسن.
- هذا الحديث يظهر لنا كيف كان الصحابة -رضوان الله عليهم- أشد الناس حساسية تجاه المعاصي وأدقهم نظرًا في عواقبها.
- ينطبق هذا الكلام على كثير من المنكرات المنتشرة اليوم التي يستسهلها الناس كالغناء المحرم، والتبرج، والاختلاط، وأكل الربا، وغيرها.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٧٥١ - ٢٠٧٥٢)، والطيالسي (١٤٥٠) كلاهما من طريق حميد بن هلال، حدثنا أبو قتادة العدوي، عن عبادة بن قرص -أو قرط- فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 6 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أعمال هي أدق من الشعر كنا نعدها من الموبقات

  • 📜 حديث: من أعمال هي أدق من الشعر كنا نعدها من الموبقات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أعمال هي أدق من الشعر كنا نعدها من الموبقات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أعمال هي أدق من الشعر كنا نعدها من الموبقات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أعمال هي أدق من الشعر كنا نعدها من الموبقات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب