من أصاب من امرأة شيئا دون الفاحشة فأنزلت آية الحسنات يذهبن السيئات

حديث: من أصاب من امرأة شيئا دون الفاحشة فأنزلت آية الحسنات يذهبن السيئات

عن عبد الله بن مسعود: أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله ﷺ
فذكر ذلك له، قال: فأنزلت: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: ١١٤] قال: فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ قال: «لمن عمل بها من أمتي».
وفي لفظ عنه: أن رجلا أتى النبي ﷺ، فذكر أنه أصاب من امرأة إما قبلة، أو مسا بيد، أو شيئا، كأنه يسأل عن كفارتها، قال: فأنزل الله عز وجل، ثم ذكر مثله.
وفي لفظ ثالث عنه: أصاب رجل من امرأة شيئا دون الفاحشة، فأتى عمر بن الخطاب فعظم عليه، ثم أتى أبا بكر فعظم عليه، ثم أتى النبي ﷺ ثم ذكر مثله.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٨٧)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٣: ٣٩) كلاهما من طريق يزيد بن زريع، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن عبد الله بن مسعود فذكره باللفظ الأول.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي يبين سعة رحمة الله تعالى بعباده:
### أولاً. نص الحديث وروايته
الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفيه أن رجلاً قبّل امرأة (ليست محرمًا له)، فندم على ذلك وأتى النبي ﷺ يستفتيه عن كفارة ما فعل، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة التي فيها بيان أن الحسنات يذهبن السيئات.

ثانيًا. شرح المفردات:

● أصاب من امرأة قبلة: أي فعل معها تقبيلاً محرماً.
● فأنزلت: أي أنزل الله تعالى الآية المذكورة.
● طرفي النهار: صلاة الفجر وصلاة العصر.
● زلفًا من الليل: ساعات من الليل، وهي صلاة المغرب والعشاء.
● الحسنات: الأعمال الصالحة ومنها الصلوات المفروضة.
● يذهبن السيئات: يكفرن الصغائر من الذنوب.

ثالثًا. شرح الحديث:

1- وقوع الذنب والندم عليه: الرجل أذنب ذنباً (تقبيلاً محرماً) ولكن ندم على فعله وخرج مسرعاً إلى النبي ﷺ ليعرف كيف يتوب، وهذا يدل على خوفه من الله وإيمانه.
2- نزول الآية الكريمة: أنزل الله تعالى قوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]، لتبين أن المحافظة على الصلوات الخمس تكفر الذنوب الصغائر.
3- سؤال الرجل واستجابة النبي ﷺ: سأل الرجل: "ألي هذه؟" أي هل هذه المغفرة خاصة بي؟ فأجابه النبي ﷺ بأنها لكل من عمل بهذه الآية من أمته، مما يدل على عموم الرحمة.
4- الروايات الأخرى للحديث: في إحدى الروايات أن الرجل ذهب أولاً إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فعاتباه وعظما الأمر عليه، ثم ذهب إلى النبي ﷺ فأنزل الله هذه الآية، مما يدل على حرص الصحابة على الدين وشدة ورعهم.

رابعًا. الدروس المستفادة:

1- سعة رحمة الله تعالى: أن الله تعالى يقبل توبة التائبين ويغفر ذنوبهم، بل جعل الأعمال الصالحة كفارة للسيئات.
2- فضل المحافظة على الصلاة: أن الصلوات الخمس تكفر الذنوب الصغائر إذا اجتنبت الكبائر، كما قال تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31].
3- الندم والإسراع إلى التوبة: أن على المسلم إذا أذنب أن يندم ويستغفر ويبادر إلى التوبة، ولا ييأس من رحمة الله.
4- عدم الاستهانة بالذنوب: أن الذنوب الصغائر قد تؤدي إلى الكبائر إذا استمر عليها العبد ولم يتب، لذا كان الصحابة يعظمون الأمر ولو كان صغيراً.
5- التيسير على الأمة: أن الله تعالى يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر، فجعل لهم من أبواب المغفرة والتكفير ما يسهل عليهم أمر التوبة.

خامسًا. تنبيهات مهمة:

- هذا الحديث في تكفير الصغائر من الذنوب بالصلوات الخمس ونحوها من الحسنات، أما الكبائر كالزنا فلا تكفرها الصلاة alone بل لابد فيها من توبة نصوح.
- ليس معنى هذا أن يتساهل المسلم في فعل الصغائر لأنه يعلم أنها تكفر بالصلاة، بل يجب أن يحذر من جميع المعاصي كبيرها وصغيرها.
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا ويتوب علينا، وأن يجعلنا من المحافظين على الصلوات والمستفيدين من فضلها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٨٧)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٣: ٣٩) كلاهما من طريق يزيد بن زريع، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن عبد الله بن مسعود فذكره باللفظ الأول.
ورواه مسلم (٢٧٦٣: ٤٠) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان باللفظ الثاني.
ورواه مسلم (٢٧٦٣: ٤١) أيضا من طريق جرير، عن سليمان التيمي به باللفظ الثالث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أصاب من امرأة شيئا دون الفاحشة فأنزلت آية الحسنات يذهبن السيئات

📜 حديث: من أصاب من امرأة شيئا دون الفاحشة فأنزلت آية الحسنات يذهبن السيئات

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أصاب من امرأة شيئا دون الفاحشة فأنزلت آية الحسنات يذهبن السيئات

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أصاب من امرأة شيئا دون الفاحشة فأنزلت آية الحسنات يذهبن السيئات

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أصاب من امرأة شيئا دون الفاحشة فأنزلت آية الحسنات يذهبن السيئات

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية