حديث: إن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (٩٨)﴾

عن عبد اللَّه بن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود نبي اللَّه ﷺ يومًا فقالوا: . . . وأنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟ قال: «فإن وليي جبريل عليه السلام ولم يبعث اللَّه نبيًا قطّ إلا وهو وليه»، قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدّقناك، قال: «فما يمنعكم من أن
تصدقوه؟» قالوا: إنه عدونا، قال: فعند ذلك قال اللَّه عز وجل: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ إلى قوله عز وجل: ﴿كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١) فعند ذلك ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾.

حسن: رواه أحمد (٢٥١٤) عن هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد، حدّثنا شهر، قال ابن عباس: فذكره.

عن عبد اللَّه بن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود نبي اللَّه ﷺ يومًا فقالوا: . . . وأنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟ قال: «فإن وليي جبريل ﵇ ولم يبعث اللَّه نبيًا قطّ إلا وهو وليه»، قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدّقناك، قال: «فما يمنعكم من أن
تصدقوه؟» قالوا: إنه عدونا، قال: فعند ذلك قال اللَّه ﷿: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ إلى قوله ﷿: ﴿كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١)﴾ فعند ذلك ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:

1. شرح المفردات:


● عصابة: جماعة من الناس.
● نبي اللَّه ﷺ: رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
● وَلِيّك: صاحبك، الحافظ والناصر لك.
● نُجَامِعُك: نلازمك ونتبعك.
● نُفَارِقُك: نتركك ونعرض عنك.
● عَدُوًّا: خصمًا ومبغضًا.
● فَبَاءُوا: فعادوا ورجعوا.
● بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ: غضب متتابع ومتراكم.


2. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة جماعة من اليهود جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه سؤالاً يعتقدون أنه محكٌّ لصدقه، فقالوا: مَنْ وليك من الملائكة؟ أي: من هو المَلَك الموكل بالوحي إليك؟ فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم: إن وليي جبريل عليه السلام، ولم يبعث الله نبيًا إلا وكان جبريل هو الواسطة بين الله وبينه في تبليغ الوحي.
فلما سمعوا ذلك قالوا: إذن نفارقك ولا نؤمن بك، ولو كان وليك مَلَكًا غير جبريل لاتبعناك وآمنا بك. فاستفهم النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب عداوتهم لجبريل، فقالوا: إنه عدونا.
فأنزل الله تعالى في ردّهم الآيات من سورة البقرة، من قوله:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}
إلى قوله تعالى:
{أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}.
وقد بينت هذه الآيات أن عداوة جبريل هي في الحقيقة عداوة لله ولرسله، وأن من كان عدواً لله وملائكته فإن الله عدو له.


3. الدروس المستفادة:


● بيان مكانة جبريل عليه السلام: فهو أمين الوحي، وناقل الرسالات إلى الأنبياء.
● كشف حقد اليهود وتعنتهم: حيث كانوا يعرفون الحق ويجحدونه، ويبحثون عن الأعذار لعدم الإيمان.
● أن العداوة لجبريل أو أي مَلَك من ملائكة الله هي عداوة لله تعالى: لأن الملائكة رسل الله ومطيعاته.
● أن الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان: فلا يصح إيمان من ينكرهم أو يعاديهم.
● أن الله ينصر رسوله ويدحض حجج المبطلين: كما تجلى في نزول هذه الآيات رداً على افتراءات اليهود.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- الآيات المذكورة في الحديث هي من سورة البقرة، وهي تبرز موقف اليهود من الأنبياء عامة، ومن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاصة.
- قوله تعالى: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} يعني أنهم استحقوا غضباً على غضب سابق؛ بسبب كفرهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم بعد كفرهم ببعض ما جاء في التوراة.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا فهم سنة نبيه والعمل بها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٥١٤) عن هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد، حدّثنا شهر، قال ابن عباس: فذكره.
عبد الحميد هو ابن بهرام الفزاري، صاحب شهر بن حوشب، وهو صدوق.
وشهر هو ابن حوشب مختلف فيه.
وقد توبع بالجملة في رواية رواها الإمام أحمد (٢٤٨٣) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وفيه بكير بن شهاب الكوفي وثّقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: «شيخ»، وقال الذهبي: «صدوق».
وسبق الحديث بطوله في كتاب الإيمان باب ما جاء أن جبريل كان وليا للنبي ﷺ وولي جميع الأنبياء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه

  • 📜 حديث: إن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب