حديث: قصة هاروت وماروت مع المرأة والخمر والصبي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢)﴾

وقد رويت أحاديث كثيرة في قصة هاروت وماروت ولا يصح منها شيء.
ومن أشهرها ما رواه الإمام أحمد (٦١٧٨)، والبزار -كشف الأستار- (٢٩٣٨) وابن حبان (٦١٨٦) والبيهقي (١٠/ ٤ - ٥) كلهم من حديث يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، عن موسى ابن جبير، عن نافع، عن ابن عمر أنه سمع نبي اللَّه ﷺ يقول: «إن آدم لما أهبطه اللَّه تعالى إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال اللَّه تعالى
للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة، حتى يهبط بهما إلى الأرض، فننظر كيف قالوا: ربنا، هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما، فسألاه نفسها، فقالت: لا واللَّه، حتى تكلما بهذه الكلمة من الاشراك، فقالا: واللَّه لا نشرك باللَّه أبدًا، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا واللَّه حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: واللَّه لا نقتله أبدًا، فذهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا واللَّه حتى تشربا هذا الخمر، فشربا، فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، فلما أفاقا، قالت المرأة: واللَّه ما تركتما شيئًا مما أبيتماه علي إلا قد فعلتما حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا.

ضعيف: ومتنه باطل.

وقد رويت أحاديث كثيرة في قصة هاروت وماروت ولا يصح منها شيء.
ومن أشهرها ما رواه الإمام أحمد (٦١٧٨)، والبزار -كشف الأستار- (٢٩٣٨) وابن حبان (٦١٨٦) والبيهقي (١٠/ ٤ - ٥) كلهم من حديث يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، عن موسى ابن جبير، عن نافع، عن ابن عمر أنه سمع نبي اللَّه ﷺ يقول: «إن آدم لما أهبطه اللَّه تعالى إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال اللَّه تعالى
للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة، حتى يهبط بهما إلى الأرض، فننظر كيف قالوا: ربنا، هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما، فسألاه نفسها، فقالت: لا واللَّه، حتى تكلما بهذه الكلمة من الاشراك، فقالا: واللَّه لا نشرك باللَّه أبدًا، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا واللَّه حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: واللَّه لا نقتله أبدًا، فذهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا واللَّه حتى تشربا هذا الخمر، فشربا، فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، فلما أفاقا، قالت المرأة: واللَّه ما تركتما شيئًا مما أبيتماه علي إلا قد فعلتما حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر عن قصة هاروت وماروت حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما نص على ذلك جملة من أئمة الحديث والعلماء المحققين.
وفيما يلي شرح للحديث مع بيان حاله:

أولاً. حال الحديث من حيث السند والمتن:


● حكم العلماء على الحديث: هذا الحديث من الأحاديث الضعيفة التي لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد حكم بعدم صحته عدد من الأئمة منهم:
- الإمام ابن كثير في "تفسيره" (1/283) حيث قال: "وهذا إسناد لا يقوم به حجة".
- الإمام الذهبي في "ميزان الاعتدال" ونقل تضعيفه عن البيهقي وغيره.
- الإمام ابن حجر العقلاني في "فتح الباري" (6/369) حيث بيّن ضعف رواية ابن عمر في القصة.
- وغيرهم من المحققين الذين نصوا على ضعف هذه الرواية.
● سبب الضعف: في سنده زهير بن محمد، وهو ضعيف، وقد اضطرب في روايته، كما أن في القصة مخالفات عقدية ومنطقية.

ثانيًا. شرح مفردات الحديث:


● هاروت وماروت: اسمان لملكين ذكرهما الله تعالى في سورة البقرة في قوله: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} [البقرة: 102].
● الزهرة: هي امرأة جميلة تمثلت للملكين في شكل إنسان.
● تكلما بهذه الكلمة من الإشراك: أي النطق بكلمة الكفر.
● خيرا بين عذاب الدنيا والآخرة: أي أعطيا الخيار بين عذاب في الدنيا أو عذاب في الآخرة.

ثالثًا. بيان المخالفات في متن الحديث:


1- مخالفة صريحة للقرآن: فالله تعالى أخبر أن الملائكة {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]. والحديث ينسب لهم المعصية والزنا والقتل، وهذا مستحيل في حق الملائكة.
2- تناقض مع العصمة: الملائكة معصومون من الكبائر، ولا يُتصور منهم ما ذكر في الحديث من شرب الخمر والزنا والقتل.
3- مخالفة العقل والمنطق: كيف يختار ملك عذاب الدنيا وهو يعلم أنه سيعذب في الآخرة أيضًا إذا أشرك؟!

رابعًا. الصحيح في قصة هاروت وماروت:


الصحيح ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم من أن هاروت وماروت ملكان أرسلهما الله إلى بابل ليعلموا الناس السحر امتحانًا وابتلاءً، وكانا ينبهان الناس على أن السحر كفر ويحذرانهم منه. قال تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ} [البقرة: 102]. ولم يرد في القرآن أو في السنة الصحيحة شيء عن القصة المذكورة في الحديث.

خامسًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب التثبت في رواية الأحاديث: فلا ينبغي للمسلم أن يروي أو يعمل بحديث لم يتحقق من صحته.
2- الاعتماد على القرآن والسنة الصحيحة: في فهم قصص الأنبياء والملائكة وغيرها من الأمور الغيبية.
3- تنزيه الملائكة: فهم خلق طاهرون معصومون من المعاصي والذنوب.
4- الحذر من الإسرائيليات والقصص الضعيفة: التي قد تشوه العقيدة الصحيحة.

سادسًا. نصيحة:


ينبغي للمسلم أن يلتزم بما صح من الأحاديث، ويترك ما سوى ذلك، خاصة في أمور العقيدة والغيبيات التي لا تثبت إلا بنص صحيح. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

ومتنه باطل. وموسى بن جبير هو الأنصاري ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ١٣٩) ولم يقل فيه شيئًا، فهو في عداد المجاهيل، وذكره ابن حبان في ثقاته (٧/ ٤٥١) وقال: «يخطئ ويخالف».
وقال البزار: «رواه بعضهم عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا، وإنما أتى رفع هذا الحديث عندي من زهير لأنه لم يكن بالحافظ».
قال الأعظمي: وهو كذلك؛ فإن الثقات لم يرفعوه، وقد جاء موقوفًا أيضًا عن كعب الأحبار، وهو ما رواه عبد الرزاق في تفسيره (٩٧) عن الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار نحوه.
والخلاصة فيه كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: «وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد، والسدّي، والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم».
وقصّها خلقٌ من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذْ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياف القرآن إجمال القصة من غير بسط، ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللَّه تعالى، واللَّه أعلم بحقيقة الحال اهـ.
وقوله: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾ أي لم يتعلم السحر ولم يعلمه الناس.
وقوله: ﴿وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾ أي بتعليمهم السحر لاضلالهم وإغوائهم.
وقوله: ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾ أي وكذلك أخذ اليهود السحر من الملكين هاروت وماروت مع أنهما قالا: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ أي أن اللَّه جعلَنا لكم فتنة فلا تأخذوا منا السحر، ولكن لم يسمعوا، بل أخذوا منهم ما يفرّقون به بين المرء وزوجه.
وبهذا ظهر أن اليهود كانوا قد أخذوا السحر من الشياطين الذين همّهم الإضلال والإفساد كما أخذوا السحر من الملكين الكريمين امتحانا لتوافقه بأهوائهم وتركوا تعاليم الأنبياء والرسل.
ولذا قال اللَّه تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٣).
وقد أكثر المفسرون من ذكر الإسرائيليات في هذا المقام وفي أكثرها غرابة ونكارة كما بيّنها أهل العلم، وليس فيها شيء ثابت عن النبي ﷺ، ولذا أعرضتُ عن ذكرها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قصة هاروت وماروت مع المرأة والخمر والصبي

  • 📜 حديث: قصة هاروت وماروت مع المرأة والخمر والصبي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قصة هاروت وماروت مع المرأة والخمر والصبي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قصة هاروت وماروت مع المرأة والخمر والصبي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قصة هاروت وماروت مع المرأة والخمر والصبي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب