حديث: النبي يصلي خلف مقام إبراهيم عند البيت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾

عن جابر أنه يحدث عن حجة النبي ﷺ قال: لما طاف النبي ﷺ، قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم، قال: نعم، قال: أفلا نتخذه مصلى، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (١١٩٦) عن الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عبد الوهاب ابن عطاء، عن ابن جريج، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، سمع جابرًا يحدث فذكره.

عن جابر أنه يحدث عن حجة النبي ﷺ قال: لما طاف النبي ﷺ، قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم، قال: نعم، قال: أفلا نتخذه مصلى، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه يحدث عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم (حجة الوداع) فقال: "لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم (بالبيت)، قال له عمر (بن الخطاب رضي الله عنه): هذا مقام أبينا إبراهيم، قال (النبي صلى الله عليه وسلم): نعم، قال (عمر): أفلا نتخذه مصلى؟ فأنزل الله تعالى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِن مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [سورة البقرة: 125]".
شرح المفردات:
● طاف: أدى الطواف حول الكعبة المشرفة، وهو أحد أركان الحج والعمرة.
● مقام إبراهيم: هو الحجر الذي وقف عليه النبي إبراهيم عليه السلام أثناء بنائه للكعبة، وقد ارتفع به حينها ليرفع القواعد من البيت. وهو الحجر المعروف اليوم داخل المقصورة الزجاجية بجوار الكعبة.
● مصلى: مكانًا للصلاة.
شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي جابر رضي الله عنه عن موقف حصل أثناء حجة الوداع. فبعد أن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من الطواف حول الكعبة، أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الحجر المعروف (مقام إبراهيم) وسأل النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدًا: "هذا مقام أبينا إبراهيم؟" فأكد له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. ثم كان سؤال عمر الاستنباطي الذكي: "أفلا نتخذه مصلى؟" أي هل يصح أن نجعله مكانًا نصلي عنده؟ فكان هذا السؤال موافقًا لحكمة الله تعالى، فأنزل الله عز وجل الآية الكريمة تأمر المؤمنين بأخذ هذا المقام العظيم مكانًا للصلاة خلفه، خاصة بعد الطواف.
الدروس المستفادة والعبر:
1- فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يظهر الحديث منزلة عمر رضي الله عنه وعلو همته وفقهه، حيث وافق رأيه الوحي الإلهي، وهذا مصداق لما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ".
2- مشروعية الصلاة عند مقام إبراهيم: الحديث هو سبب نزول الآية الكريمة، وهو أصل مشروعية صلاة ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم عليه السلام.
3- الاستنباط والاجتهاد في الخير: يدل على أن سؤال العالم عن الخير والاستنباط له أجر عظيم، خاصة إذا كان القصد ابتغاء مرضاة الله.
4- تعظيم آثار الأنبياء: المقام أثر من آثار النبي إبراهيم خليل الرحمن، فأمر الله تعالى بتعظيمه بالصلاة عنده، مما يدل على وجوب احترام وتقدير الآثار النبوية والأنبياء بشكل عام.
5- حكمة الله في الأسباب: غالبًا ما ينزل التشريع الإلهي مسببًا بسؤال الصحابة أو وقوع حادثة، ليعلمنا أن الخير كثير وطرقه متعددة.
معلومات إضافية:
- مقام إبراهيم هو الحجر الذي بقي فيه أثر قدمي النبي إبراهيم عليه السلام.
- الصلاة عنده سنة بعد كل طواف، لقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِن مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}.
- يقع المقام الآن في الحرم المكي الشريف أمام الكعبة، داخل غطاء بلوري لحمايته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (١١٩٦) عن الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عبد الوهاب ابن عطاء، عن ابن جريج، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، سمع جابرًا يحدث فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الوهاب بن عطاء وهو الخفاف فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يأت بما ينكر عليه وله ما يشهده.
وهو ما رواه مسلم في باب حجّة النبي ﷺ (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أنه عليه السلام بعد أن استلم الركن ورمل ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ فجعل المقام بينه وبين البيت، فيقرأ في الركعتين: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١﴿قُلْ يَاأَيُّهَا﴾ [الكافرون: ١].
فالظاهر أن قول عمر سبق عن فعل النبي ﷺ، وجابر بن عبد اللَّه اختصره أحيانًا وفصله أخرى.
ولذا صحّحه الحافظ ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب (١/ ٣٧٧ - ٣٧٨) وقال بعد أن أخرجه من طريق ابن أبي حاتم: «سنده صحيح، وأصله في صحيح مسلم، وأخرج النسائيّ وابن مردويه من حديث جابر نحوه».
وفي الباب ما روي عن ابن عمر قال: يا رسول اللَّه لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ رواه الطبرانيّ في الكبير (١٢/ ٣٠٥) وفيه جعفر بن محمد بن جعفر المدائني قال الهيثمي في «المجمع» (٦/ ٣١٦): «لم أعرفه وبقية رجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي يصلي خلف مقام إبراهيم عند البيت

  • 📜 حديث: النبي يصلي خلف مقام إبراهيم عند البيت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي يصلي خلف مقام إبراهيم عند البيت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي يصلي خلف مقام إبراهيم عند البيت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي يصلي خلف مقام إبراهيم عند البيت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب