حديث: إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة ويقولان ربنا تقبل منا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾

عن ابن عباس قال في حديث طويل عن بناء الكعبة: ثم لبث عنهم ما شاء اللَّه، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلًا له تحت دوحة قريبًا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل، إن اللَّه أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن اللَّه أمرني أن أبني ها هنا بيتًا -وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها- قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٧] قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٧].
صحيح: رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٣٦٤) عن عبد اللَّه بن محمد، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب، عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس: فذكره.

عن ابن عباس قال في حديث طويل عن بناء الكعبة: ثم لبث عنهم ما شاء اللَّه، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلًا له تحت دوحة قريبًا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل، إن اللَّه أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن اللَّه أمرني أن أبني ها هنا بيتًا -وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها- قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٧] قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٧].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يروي قصة بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للكعبة المشرفة، وهو حديث عظيم فيه دروس وعبر كثيرة. وإليكم الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● يَبْرِي نَبْلًا: أي يقوم بتسوية وتشذيب السهام وجعلها صالحة للرمي.
● دَوْحَة: شجرة كبيرة ذات فروع متشعبة وظليلة.
● زَمْزَم: البئر المباركة التي فجرها الله تعالى لإسماعيل وأمه هاجر.
● القَوَاعِد: الأساسات التي يُبنى عليها البيت.
● الحَجَر: المقصود هنا هو الحجر الأسود الذي وضعه إبراهيم عليه السلام في مكانه.

2. شرح الحديث:


يذكر الحديث الشريف قصة بناء الكعبة على يد النبيين إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وذلك بعد أن أمر الله تعالى إبراهيم ببنائها. وفي الحديث تفاصيل مؤثرة:
- بدأ الأمر بأن إبراهيم عليه السلام ترك أهله (هاجر وإسماعيل) في مكة بأمر من الله، ثم عاد بعد فترة ليجد إسماعيل قد كبر وكان يعد سهامه تحت شجرة قريبة من بئر زمزم.
- عندما رآه إسماعيل، قام إليه واحتضنه كل منهما الآخر بحب وتقدير، مما يدل على قوة العلاقة بين الأب وابنه رغم فترة الفراق.
- أخبر إبراهيم ابنه أن الله أمره ببناء بيت في ذلك المكان (أي الكعبة)، فلم يتردد إسماعيل في طاعة الله ومساعدة أبيه، قائلاً: "وأعينك".
- شرعا في البناء معًا؛ إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى ارتفع البناء وصار الحجر الأسود في مكان مرتفع، فقام إبراهيم عليه السلام عليه ليكمل البناء.
- أثناء البناء، كانا يرددان دعاءهما المشهور: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127]، طالبين من الله القبول.

3. الدروس المستفادة منه:


● طاعة الله تعالى: إذ لم يتردد إبراهيم وإسماعيل في تنفيذ أمر الله، بل بادرا إلى ذلك.
● التعاون على البر والتقوى: فالتعاون بين الأب وابنه في بناء بيت الله نموذج رائع للعمل الجماعي في الخير.
● الدعاء أثناء العمل: إذ كانا يرددان الدعاء طوال فترة البناء، مما يدل على أهمية إخلاص النية وطلب القبول من الله في كل عمل.
● بر الوالدين: تجلى بر إسماعيل بأبيه في مساعدته وتقديره له.
● مكانة الكعبة: فهي أول بيت وضع للناس للعبادة، وقد بناها نبيان كريمان بأمر من الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين التي يتوجهون إليها في صلاتهم، وهي من أركان الإسلام العظيمة.
● الحجر الأسود الذي ذكره الحديث هو حجر من الجنة، ونزل أبيضًا ثم اسود من ذنوب الناس، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
- الدعاء الذي كانا يرددانه {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} هو دعاء عظيم يُستحب أن يردده المسلم عند أداء العبادات أو عند انتهاء عمل صالح طلبًا للقبول.
- قصة البناء مذكورة في القرآن الكريم في سورة البقرة: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127].
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من المحافظين على بيته العتيق، والمقتدين بأنبيائه الصالحين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٣٦٤) عن عبد اللَّه بن محمد، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب، عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة ويقولان ربنا تقبل منا

  • 📜 حديث: إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة ويقولان ربنا تقبل منا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة ويقولان ربنا تقبل منا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة ويقولان ربنا تقبل منا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة ويقولان ربنا تقبل منا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب