حديث: يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حسن الظَّن باللَّه مقرونًا بالخوف والرَّجاء

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يُخْرَجُ رجلان من النار، فيُعرضان على اللَّه، ثم يؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما فيقول: يا ربّ، ما كان هذا رجائي! قال: وما كان رجاؤك؟ قال: كان رجائي إذ أخرجتني منها أن لا تعيدني، فيرحمه اللَّه فيدخله الجنة».

صحيح: رواه ابن حبان (٦٣٢) عن الحسن بن سفيان، قال: حدثنا هدية بن خالد القيسيّ، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يُخْرَجُ رجلان من النار، فيُعرضان على اللَّه، ثم يؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما فيقول: يا ربّ، ما كان هذا رجائي! قال: وما كان رجاؤك؟ قال: كان رجائي إذ أخرجتني منها أن لا تعيدني، فيرحمه اللَّه فيدخله الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، يوضح لنا سعة رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، حتى أولئك الذين دخلوا النار وعذّبوا فيها.

شرح المفردات:


● يُخْرَجُ رجلان من النار: أي يُخرجان بعدما دخلاها وعُذّبا فيها.
● فيعرضان على الله: يُوقفان بين يدي الله عز وجل للحساب أو للمشهد الذي سيذكره الحديث.
● فيؤمر بهما إلى النار: أي يصدر الأمر بإعادتهما إلى النار مرة أخرى.
● ما كان هذا رجائي: أي لم يكن هذا ما أملته وانتظرته بعد إخراجي.
● أن لا تعيدني: أن لا ترجعني إلى النار بعد إخراجي منها.

المعنى الإجمالي للحديث:


يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم مشهداً من مشاهد الآخرة، حيث يُخرج رجلان من النار بعد أن دخلاها، فيُوقفان بين يدي الله تعالى. ثم يصدر الأمر بإعادتهما إلى النار. فينكسر قلب أحدهما ويئن من شدة الخوف والأسى، فيلتفت إلى ربه متضرعاً متذللاً قائلاً: يا رب، لم يكن هذا ما كنت أرجوه وأنتظره بعد أن أنقذتني من العذاب. فيسأله الله تعالى - وهو أعلم - عن حقيقة رجائه، فيقول الرجل: كنت أرجو أن لا تعيدني إلى النار بعد إخراجي منها. فبسبب هذا الرجاء الصادق والانكسار بين يدي الله، يرحمه الله تعالى فيدخله الجنة.

الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث من أعظم الأدلة على أن رحمة الله سبحانه وتعالى تغلب غضبه، وأنها تصل إلى من في النار نفسها. قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156].
2- قوة الرجاء في الله: إن رجاء هذا العبد وثقته في أن الله لن يعيده إلى النار كانت سبباً في نجاته ودخوله الجنة. وهذا يعلمنا أن يكون رجاؤنا في عفو الله ورحمته أقوى من خوفنا من عقابه.
3- انكسار القلب بين يدي الله: كان تذلل الرجل وانكساره وصرخته الصادقة ("يا رب، ما كان هذا رجائي!") سبباً في رحمة الله له. فأخلص النداء والانكسار لله يفتح أبواب الرحمة.
4- لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون: حتى من دخل النار لا ينقطع أمله من رحمة الله، فكيف بمن هو في دار الدنيا ولم ير النار بعد؟! قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
5- أن الخلود في النار ليس لأهل المعاصي من المسلمين: فإخراج هذين الرجلين منها دليل على أن عصاة الموحدين لا يخلدون في النار، بل يعذبون فيها على قدر ذنوبهم ثم يخرجون منها بشفاعة أو برحمة من الله.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الرجاء" وهو أحد أركان الإيمان القلبية. فالمؤمن يجمع بين الخوف من الله والرجاء فيه.
- يستحب للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك أن لا تردني في النار بعد إخراجي منها" أو ما يشبهه، اقتداء بهذا الرجل الذي قبل الله منه هذا الرجاء.
- هذا الحديث يبعث الأمل في نفوس العصاة والتائبين، ويحثهم على عدم القنوط من رحمة الله مهما عظمت ذنوبهم.
أسأل الله تعالى أن يتجاوز عنا وعنكم، وأن يدخلنا جنته برحمته، وأن يعيذنا من النار وأسبابها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٦٣٢) عن الحسن بن سفيان، قال: حدثنا هدية بن خالد القيسيّ، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 125 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها

  • 📜 حديث: يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب