حديث: لوط كان يأوي إلى ركن شديد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (٥٠) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٥١)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحق من إبراهيم، إذ قال له: ﴿أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [سورة البقرة: ٢٦٠].

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٩٤)، ومسلم في الإيمان (١٥١) كلاهما من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحق من إبراهيم، إذ قال له: ﴿أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [سورة البقرة: ٢٦٠].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بشرح هذا الحديث الجليل.

الحديث بلفظه كاملاً:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ، وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ قَالَ لَهُ: ﴿أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾».
(أخرجه البخاري في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا: دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة للنبى لوط عليه السلام.
● يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد: يأوي: يلجأ ويحتكم. الركن الشديد: هو الله تعالى، فهو القوي المتين الذي لا يُغلب، والعضيد الذي لا يُخذل.
● لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ: لبثت: مكثت وقطعت من الزمن. السجن: الحبس.
● لأَجَبْتُ الدَّاعِيَ: الداعي: هو الذي يدعو إلى الخروج من السجن، أي لو طال بي المكث لأسرعت في الإجابة للخروج عند أول دعوة.
● وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ: "بِالشَّكِّ" في بعض الروايات "بِأَنْ نَشُكَّ"، أي أولى بأن نسأل ونطلب زيادة يقين، وليس الشك المنافي للإيمان.
● لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي: ليستقر قلبي ويستثبت إيماني ويقيني.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يجمع بين ثلاث قصص للأنبياء، ويبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم مقامه العالي ويقينه الراسخ، مع التوجيه والإرشاد لأمته.
أولاً: قصة النبي لوط عليه السلام:
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ».
- كان لوط عليه السلام يعيش بين قوم هم من أفسق الناس وأشدهم كفراً وعصياناً (قوم لوط)، فكان يحتاج إلى قوة وعون عظيمين لمواجهتهم.
- فكان "يأوي إلى ركن شديد" أي يلجأ إلى الله تعالى ويتوكل عليه، ويستند إلى عونه ونصره. وهذا ثناء من النبي صلى الله عليه وسلم على توكل لوط واعتماده على الله في أشد الأوقات.
- والدعاء له بالرحمة من النبي صلى الله عليه وسلم هو تعليم للأمة للترحم على الأنبياء والاعتراف بفضلهم.
ثانياً: قصة النبي يوسف عليه السلام:
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ».
- النبي يوسف عليه السلام لبث في السجن عدة سنوات (قيل سبع أو تسع) بعد أن دعاه صاحب السجن للخروج، لكنه أبى حتى تثبت براءته ويُعلنها للجميع، كما في قوله تعالى: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ [يوسف: 50].
- هنا، النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن قوة صبره ويقينه، ولكنه يقول بأنه لو مكث في السجن كل تلك المدة، ثم جاءه الداعي (الرسول أو الملك) للخروج، لأجابه فوراً دون تردد أو طلب شرط.
- وهذا ليس نقصاً في صبر النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو بيان لكمال يقينه بأن الله هو الذي يأمر وينهى، وأن الخروج بأمر الله ورسوله (الداعي) هو المطلوب، دون حاجة إلى انتظار براءة دنيوية كتلك التي انتظرها يوسف ليعلم الناس براءته. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان واثقاً من نصر الله وتأييده في كل حال.
ثالثاً: قصة النبي إبراهيم عليه السلام:
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ قَالَ لَهُ: ﴿أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾».
- المقصود بالشك هنا ليس الشك المنافي للإيمان، بل هو طلب زيادة في اليقين والبرهان، وهو ما يسمى "شك الطلب" أو "السؤال للاستيثاق".
- فقد طلب إبراهيم عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، فقال: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: 260]. فالله قبل سؤاله وأعطاه ما طلب.
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ونحن أحق بأن نسأل مثل هذا السؤال من إبراهيم"، أي أننا – معشر المسلمين – أولى بأن نطلب من الله ما يزيد يق
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٩٤)، ومسلم في الإيمان (١٥١) كلاهما من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: فذكره. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
قوله: «لأجبت الداعي» أي داعي الملك للخروج من السجن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 715 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لوط كان يأوي إلى ركن شديد

  • 📜 حديث: لوط كان يأوي إلى ركن شديد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لوط كان يأوي إلى ركن شديد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لوط كان يأوي إلى ركن شديد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لوط كان يأوي إلى ركن شديد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب