حديث: لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (٥٠) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٥١)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ في قوله: ﴿فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ قال رسول الله ﷺ: «لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر».

حسن: رواه أحمد (٨٥٥٤)، وابن جرير في تفسيره (١٣/ ٢٠١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٧/ ٢١٥٥ - ٢١٥٦) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ في قوله: ﴿فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ قال رسول الله ﷺ: «لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ (يوسف: 50)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر».


1. شرح المفردات:


● فاسأله: اطلب من الملك (عزيز مصر) أن يخبرك.
● ما بال النسوة: ما شأن النساء، أو ما حالهن.
● قطعن أيديهن: جرحن أو قطعن أيديهن (استعارة للانبهار الشديد بجمال يوسف عليه السلام).
● لأسرعت الإجابة: لبادرت بالرد فورًا دون تأخير.
● ما ابتغيت العذر: لم أطلب مهلة أو عذرًا للتأخر في الرد.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث تعليق من النبي صلى الله عليه وسلم على قصة سيدنا يوسف عليه السلام، عندما طلب من صاحبه في السجن أن يذكر أمره عند الملك بعد خروجه، فقال له: ﴿اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾ (يوسف: 42)، فنسي صاحب يوسف أن يذكره حتى مرت سنوات، ثم عندما رأى الملك الرؤيا وطلب تفسيرها، تذكر الرجل يوسف، فذهب إليه وسأله عن تفسير الرؤيا. فلم يبادر يوسف عليه السلام بالإجابة مباشرة، بل قال: ﴿قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ﴾ (يوسف: 37)، ثم بعد ذلك طلب أن يخرج من السجن، وقال: ﴿وَأَتْبَعْتُ ذَلِكَ أَتَعَرَّفُ إِلَيْهِمْ﴾ (يوسف: 37)، ثم قال: ﴿اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾ مرة أخرى، ثم بعد أن فسر الرؤيا طلب من الملك أن يسأل النساء اللاتي قطعن أيديهن: ﴿فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ (يوسف: 50).
فالنبي صلى الله عليه وسلم يعقب على هذا الموقف بقوله: «لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر»، أي لو كنت مكان يوسف عليه السلام لما طلبت أن يسأل الملك عن النساء، ولا لَـمَطلت في الإجابة، بل لبادرت بالإجابة فورًا دون طلب شرط أو عذر.


3. الدروس المستفادة:


1- سرعة الاستجابة للخير وعدم التأخر فيه: النبي صلى الله عليه وسلم يعلّمنا أن نسرع في فعل الخير ومساعدة الآخرين دون تأخير أو تعليق بشروط.
2- التواضع وعدم طلب الشهرة أو البراءة: يوسف عليه السلام طلب أن يُسأل عن النساء ليثبت براءته، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أن الأفضل هو التواضع وعدم طلب البراءة من الناس، بل التوكل على الله.
3- تفاضل الأنبياء في منازلهم: هذا الحديث لا يعني نقصًا في يوسف عليه السلام، بل هو من باب تفاضل الأنبياء، فمحمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء، ولهذا كان تعليقه بهذه الصورة.
4- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: يوسف عليه السلام أخذ بالأسباب لخروجه من السجن، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يرشد إلى أن التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب ينبغي أن يكون بدون تأخير في الخير.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني.
- يوسف عليه السلام لم يفعل خطأ، بل تصرفه كان جائزًا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم بين الأفضل.
- النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلّم أمته من خلال قصص الأنبياء الدروس والعبر.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتصاف بصفة السرعة في الخير وترك التأخر، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٥٥٤)، وابن جرير في تفسيره (١٣/ ٢٠١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٧/ ٢١٥٥ - ٢١٥٦) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 716 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر

  • 📜 حديث: لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب