حديث: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤)﴾

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله ﷺ أنه قال: «هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أول من يدخل الجنة من خلقِ الله الفقراءُ المهاجرون، الذين تسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره، لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيّوهم، فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك، وخيرتك من خلقك، أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء، فنسلِّم عليهم؟ قال: إنهم كانوا عبادا يعبدوني، لا يشركون بي شيئا، وتسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم، وحاجته في صدره، لا يستطيع لها قضاء. قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم
من كل باب: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.

حسن: رواه أحمد (٦٥٧٠)، والبزار في مسنده (٢٤٥٧)، وصححه ابن حبان (٧٤٢١) كلهم من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثني سعيد بن أبي أيوب، حدثني معروف بن سويد الجذامي، عن أبي عشانة المعافري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله ﷺ أنه قال: «هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أول من يدخل الجنة من خلقِ الله الفقراءُ المهاجرون، الذين تسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره، لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله ﷿ لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيّوهم، فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك، وخيرتك من خلقك، أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء، فنسلِّم عليهم؟ قال: إنهم كانوا عبادا يعبدوني، لا يشركون بي شيئا، وتسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم، وحاجته في صدره، لا يستطيع لها قضاء. قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم
من كل باب: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يبين فضل طائفة مخصوصة من عباد الله الصالحين، وهاك الشرح الوافي له:

أولاً. شرح المفردات:


● الفقراء المهاجرون: هم الذين تركوا ديارهم وأموالهم في سبيل الله، وهم فقراء لا يملكون شيئًا.
● تسد بهم الثغور: الثغور هي المواضع التي يخاف عليها من العدو، وسدها يعني الدفاع عنها وحمايتها.
● يتقى بهم المكاره: أي يجتنب بسببهم الشرور والمخاطر التي تحل بالمسلمين.
● حاجته في صدره: أي أن لديه حاجة أو دينًا لم يقضه، ولم يستطع سداده.
● تسد بهم الثغور: أي يحمون حدود المسلمين من اعتداء الأعداء.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ النبي ﷺ بسؤال أصحابه ليثير انتباههم ويوجههم إلى أهمية ما سيقوله، فيسأل: "هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله؟" فيجيبون بأدبهم المعروف: "الله ورسوله أعلم". فيخبرهم ﷺ أن أول من يدخل الجنة هم فقراء المهاجرين، الذين يجاهدون في سبيل الله، ويحمون ثغور المسلمين، ويكونون سببًا في دفع الشرور عن الأمة، ويموت أحدهم وعليه دين لم يستطع قضاءه بسبب فقره وإخلاصه لله.
ثم يبين أن الله تعالى يأمر ملائكته بأن يأتوا هؤلاء الفقراء المهاجرين ويحيوهم، فتعجب الملائكة من هذا التكريم، لأنهم سكان السماء والمقربون من الله، فيستفسرون: "أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟" فيجيبهم الله تعالى بأن هؤلاء العباد كانوا يعبدونه ولا يشركون به شيئًا، ويحمون ثغور المسلمين، ويموتون وهم مدينون لم يقصروا في العبادة ولا في الجهاد.
فتبادر الملائكة إلى تنفيذ أمر الله، فيدخلون عليهم من كل باب من أبواب الجنة، قائلين: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24]، أي سلام عليكم بسبب صبركم على الطاعة والجهاد والفقر، فنعم العاقبة دار الجنة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل الفقراء المهاجرين: الذين يجمعون بين الهجرة في سبيل الله، والجهاد، والفقر الصابر.
2- أهمية الجهاد وحماية الثغور: وهذا يدل على فضل الرباط والدفاع عن حوزة الإسلام.
3- الإخلاص في العبادة: فقد وصفهم الله بأنهم يعبدونه لا يشركون به شيئًا.
4- الصبر على الشدائد: كالفقر والدين، مع عدم التقصير في الواجبات.
5- تكريم الله لأوليائه: حيث أمر الملائكة بأن يسلموا عليهم، وهذا من أعظم التكريم.
6- أن الدين لا يمنع من فضل الله: إذا كان المسلم صادقًا مضطرًا غير مقصر.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- فيه بيان أن هؤلاء الفقراء المهاجرين هم أول من يدخل الجنة، وهذا فضل عظيم.
- قول الملائكة: "نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك" يدل على مكانتهم عند الله، ومع ذلك يأمرهم بإكرام هؤلاء الفقراء، مما يبين علو منزلتهم.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يتقبل منا الصالحات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٦٥٧٠)، والبزار في مسنده (٢٤٥٧)، وصححه ابن حبان (٧٤٢١) كلهم من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثني سعيد بن أبي أيوب، حدثني معروف بن سويد الجذامي، عن أبي عشانة المعافري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.
ومعروف بن سويد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال فيه الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة، وقد توبع.
فقد رواه أحمد (٦٥٧١) من وجه آخر عن ابن لهيعة، حدثنا أبو عشانة به نحوه.
ورواه الحاكم (٢/ ٧١ - ٧٢) من وجه آخر عن عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة المعافري حدثه، فذكر نحوه.
وبهذه المتابعة يرتقي الإسناد إلى درجة الحسن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 724 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون

  • 📜 حديث: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب