حديث: الرسل ظنت أن أتباعهم قد كذبوهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠)﴾

عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت له، وهو يسألها عن قول الله تعالى: ﴿حَتَّى
إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ قال: قلت: أكذِبوا أم كذِّبوا؟ قالت عائشة: كذِّبوا. قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذَّبوهم، فما هو بالظن، قالت: أجل! لعمري لقد استيقنوا بذلك. فقلت لها: وظنوا أنهم قد كذِبوا. قالت: معاذ الله! لم تكن الرسل تظن ذلك بربها. قلت: فما هذه الآية؟ . قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر حتى استيأس الرسل ممن كذّبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذّبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك.

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٦٩٥) عن عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة بن الزبير.

عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت له، وهو يسألها عن قول الله تعالى: ﴿حَتَّى
إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ قال: قلت: أكذِبوا أم كذِّبوا؟ قالت عائشة: كذِّبوا. قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذَّبوهم، فما هو بالظن، قالت: أجل! لعمري لقد استيقنوا بذلك. فقلت لها: وظنوا أنهم قد كذِبوا. قالت: معاذ الله! لم تكن الرسل تظن ذلك بربها. قلت: فما هذه الآية؟ . قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر حتى استيأس الرسل ممن كذّبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذّبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الوارد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم والتفسير من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، وهو جزء من الآية 110 من سورة يوسف.

شرح المفردات:


● اسْتَيْأَسَ: بلغوا غاية اليأس.
● الرُّسُلُ: هنا المقصود هم الرسل أنفسهم، أو أتباعهم على خلاف بين المفسرين.
● كذِّبوا: أي تم تكذيبهم من قبل أقوامهم.
● استيقنوا: أي تيقنوا وعلموا علمًا يقينيًا.
● ظنوا: هنا بمعنى تيقنوا، فالظن في لغة العرب قد يأتي بمعنى اليقين.

شرح الحديث:


يجري حوار بين عروة بن الزبير (وهو من فقهاء التابعين وأبناء أخت أم المؤمنين عائشة) وبين عائشة رضي الله عنها حول تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف:110].
1- سؤال عروة عن معنى "استيأس الرسل":
- يسأل عروة عمَّن استيأس، هل الرسل هم الذين يئسوا، أم أنهم هم الميؤوس منهم؟
- تجيبه عائشة بأن المعنى: كذِّبوا، أي أن الرسل قد تم تكذيبهم من قبل أقوامهم حتى بلغوا غاية اليأس من إيمانهم.
2- إشكال عروة حول استيقان الرسل بتكذيب قومهم:
- يعترض عروة بأن الرسل قد استيقنوا أن قومهم كذبوهم، فلماذا جاءت الآية بـ "ظنوا" التي تحتمل الشك؟
- تؤكد عائشة أن الرسل قد استيقنوا تكذيب قومهم، فلا إشكال هنا.
3- السؤال عن "ظنوا أنهم قد كذبوا":
- هنا يسأل عروة عن الظن في قوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، أي هل ظنت الرسل أن ربها كذبها؟ (وهذا محال).
- فترد عائشة رضي الله عنها ردًا قويًا: "معاذ الله! لم تكن الرسل تظن ذلك بربها"، أي أن الرسل لا يمكن أن تشك في وعد الله لها.
4- تفسير عائشة للآية:
- تبين عائشة أن الضمير في "ظنوا" يعود إلى أتباع الرسل، لا إلى الرسل أنفسهم.
- أي أن أتباع الرسل الذين آمنوا بهم، طال عليهم البلاء والتكذيب، حتى ظنوا أن رسلهم قد كُذِبوا (أي أن وعود النصر لم تتحقق)، ولكن الله تعالى جاءهم بالنصر بعد ذلك.

الدروس المستفادة:


1- عظمة فهم السلف للقرآن: فقد كان الصحابة والتابعون يتحرون الدقة في فهم القرآن، ويسألون عن أدق المعاني.
2- براءة الرسل من الشك في الله: فالرسل معصومون من الشك في وعد الله، ولا يظنون به إلا الخير.
3- الصبر على البلاء: فالأتباع والصالحون قد يطول عليهم البلاء، حتى ييأسوا من فرج الله، ولكن نصر الله يأتي بغتة.
4- أن اليأس من روح الله لا يحل لمؤمن: ولكن هذا اليأس الذي ذكر في الآية هو يأس طبيعي بشري، وليس يأسًا من رحمة الله.

معلومات إضافية:


- هذا التفسير الذي جاءت به عائشة رضي الله عنها هو أحد التفسيرات المعتبرة، وقد ذهب إليه جماعة من المفسرين.
- وهناك تفسير آخر أن الضمير يعود إلى الرسل، ولكن الظن هنا بمعنى اليقين، أي تيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم، ولم يشكوا في الله.
- والقصة تعلمنا أدب الحوار والاستفهام عند السلف، وكيف كانوا يتعلمون القرآن ويفهمونه.
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم، وأن يجعلنا من أهله الذين يتلونه حق تلاوته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٩٥) عن عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة بن الزبير.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 719 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرسل ظنت أن أتباعهم قد كذبوهم

  • 📜 حديث: الرسل ظنت أن أتباعهم قد كذبوهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرسل ظنت أن أتباعهم قد كذبوهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرسل ظنت أن أتباعهم قد كذبوهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرسل ظنت أن أتباعهم قد كذبوهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب