حديث: ثلاثة تكلموا في المهد حديث ضعيف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦)﴾

وقوله: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾ الظاهر منه أنه رجل كبير، وقد قال ابن عباس: «كان ذا لحية» كما عند ابن جرير في تفسيره.
وأما ما روي من حديث أبي هريرة مرفوعا: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وابن ماشطة بنت فرعون» فهو ضعيف.

ضعيف: رواه الحاكم (٢/ ٥٩٥) عن أبي الطيب محمد بن محمد الشعيري، ثنا السري بن خزيمة، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا جرير بن حازم، ثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.

وقوله: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾ الظاهر منه أنه رجل كبير، وقد قال ابن عباس: «كان ذا لحية» كما عند ابن جرير في تفسيره.
وأما ما روي من حديث أبي هريرة مرفوعا: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وابن ماشطة بنت فرعون» فهو ضعيف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث وفق المنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● شَهِدَ شَاهِدٌ: أي أدلى وشهد براءة يوسف -عليه السلام- من التهمة الموجهة إليه.
● مِنْ أَهْلِهَا: أي من أهل بيت المرأة التي راودت يوسف عن نفسه.
● ذو لحية: كناية عن كبر سنه وحكمته.
● لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: أي أن هؤلاء هم أشهر من نطق في المهد (أي في سن الرضاعة والصغر الشديد) بمعجزة إلهية.
● شاهد يوسف: هو الرجل الذي شهد لبراءة يوسف في قصة المرأة التي راودته.
● صاحب جريج: هو الراهب الذي برأه الله بكلام طفله في المهد.
● ابن ماشطة بنت فرعون: هو الطفل الذي تكلم في المهد ليثبت براءة أمه من التهمة التي وجهت إليها.

2. شرح الحديث:


الحديث المذكور ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: قوله تعالى: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾ (يوسف: 26)، وهو جزء من قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- عندما راودته امرأة العزيز عن نفسه، ثم اتهمته كذبًا. فشهد شاهد من أهلها (قريب لها أو من عشيرتها) بحكمة وعدل، فقال: ﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ (يوسف: 26-27). وقد فسر ابن عباس -رضي الله عنهما- أن هذا الشاهد كان رجلاً كبيرًا ذا لحية، مما يدل على حكمته وتجربته.
القسم الثاني: الحديث المرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي ذكر أن الذين تكلموا في المهد ثلاثة (أو أربعة بزيادة ابن ماشطة بنت فرعون). وهذا الحديث ضعيف كما نص عليه العلماء، فلا يجوز نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا مع بيان ضعفه.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة والعدل في الشهادة: شهادة الشاهد في قصة يوسف نموذج للشهادة العادلة التي تبحث عن الحق وتدعم البراءة بالدليل.
● التثبت في رواية الأحاديث: الحديث الضعيف لا يُحتج به، ويجب التنبيه على ضعفه حتى لا ينسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم يثبت عنه.
● عظمة قدرة الله: تكليم الأطفال في المهد معجزة إلهية تظهر قدرة الله تعالى، وهي من الأمور الخارقة للعادة التي يجريها الله على أيدي أنبيائه أو صالحين.
● الاعتماد على التفسير الصحيح: تفسير القرآن يكون بالأحاديث الصحيحة وآثار السلف، كما في تفسير ابن عباس للشاهد بأنه كبير ذو لحية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث الضعيف المذكور رواه الإمام أحمد في "المسند" والطبراني وغيرهم، وقد ضعفه العلماء مثل ابن كثير والألباني لوجود راوٍ ضعيف في سنده.
- قصة جريج الراهب وبراءة طفله مذكورة في الصحيحين (البخاري ومسلم) ولكن بدون ذكر أنه تكلم في المهد، بل قصة براءته بشكل عام.
- قصة ابن ماشطة بنت فرعون مذكورة في بعض الروايات، ولكنها ليست في الصحيحين، وقد تكون من الإسرائيليات التي لا تصح.
- الأصح في عدد من تكلم في المهد أنهم ثلاثة فقط (عيسى ابن مريم، وشاهد يوسف، وصبي جريج) كما في رواية صحيحة، أما ابن ماشطة فزيادة شاذة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من أهل العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٥٩٥) عن أبي الطيب محمد بن محمد الشعيري، ثنا السري بن خزيمة، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا جرير بن حازم، ثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره. وقال: «صحيح الإسناد على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: ليس كما قال، بل فيه أناس لا يُعرفون، ثم في متنه قال: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة، وذكر عند التفصيل أربعة.
وهو في الصحيحين من طريق جرير بن حازم، وليس فيه ذكر شاهد يوسف ولا ابن ماشطة ابنة فرعون فهي زيادة منكرة.
ورواه أحمد (٢٨٢١) عن ابن عباس موقوفا قال: تكلم أربعة صغار: عيسى ابن مريم عليه السلام، وصاحب جريج، وشاهد يوسف، وابن ماشطة ابنة فرعون.
وهذا يخالف قول ابن عباس كما سبق ذكره من تفسير ابن جرير.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 713 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة تكلموا في المهد حديث ضعيف

  • 📜 حديث: ثلاثة تكلموا في المهد حديث ضعيف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة تكلموا في المهد حديث ضعيف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة تكلموا في المهد حديث ضعيف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة تكلموا في المهد حديث ضعيف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب