المرأة تسجد لزوجها لو أمرت السجود لأحد

حديث: المرأة تسجد لزوجها لو أمرت السجود لأحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لو كنت آمر أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».

حسن: رواه الترمذي (١١٥٩)، والبيهقي (٧/ ٢٩١)، وابن أبي الدنيا في العيال (٥٣٤) كلهم من حديث النضر بن شميل، أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لو كنت آمر أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يُبيّن المكانة العظيمة للزوج في حق زوجته، وسأشرحه لكم على النحو التالي:

الحديث بلفظه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ كُنْتُ آمُرُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا».
(رواه الترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم).

1. شرح المفردات:

● لَوْ: أداة شرط غير جازمة، تفيد امتناع الشيء لامتناع غيره.
● آمُرُ: من الأمر، وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء.
● يَسْجُدَ: السجود هو وضع الجبهة على الأرض تعظيمًا للمسجود له، وهو أعلى أنواع الخضوع والعبادة، وهو خاص بالله تعالى.
● لِأَحَدٍ: لأي شخص من البشر.
● لَأَمَرْتُ: القسم الثاني من أداة الشرط (لو)، وجوابها.
● الْمَرْأَةَ: الزوجة.
● زَوْجِهَا: بعلها، وهو شريكها في الحياة الزوجية.

2. شرح الحديث:

معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يبين عظم حق الزوج على زوجته، حتى أنه لو كان السجود لغير الله جائزًا - وهو ليس بجائز أبدًا، بل هو من أعظم أنواع الشرك - لكان أحق الناس بأن يُسجد له هو الزوجُ بالنسبة لزوجته.
ولكنَّا نعلم أن السجود لا يكون إلا لله تعالى وحده، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بهذا التمثيل البليغ ليبين لنا أن حق الزوج على زوجته عظيم جدًا، يقارب في عظمته ذلك الحق الذي لو كان جائزًا لكان السجود تعبيرًا عنه، ولكنه منع من أجل محافظة التوحيد.
فهذا الحديث من أبلغ أساليب التشبيه والتمثيل، حيث قاس النبي صلى الله عليه وسلم حق الزوج على شيء معروف عظمته وممنوعيته (وهو السجود لغير الله) ليوصل فكرة عظمة هذا الحق.

3. الدروس المستفادة منه:

1- عظم حق الزوج على زوجته: فهو حق عظيم جدًا، يجب على المرأة أن تحسن عشرته، وتطيع أمره في غير معصية الله، وتحفظه في نفسها وماله.
2- تحريم السجود لغير الله: الحديث فيه تأكيد على أن السجود لا يكون إلا لله تعالى، وأنه من أعظم مظاهر العبادة التي لا تصلح إلا لله وحده.
3- الحكمة من التشبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم أسلوبًا بليغًا في التربية والتعليم، بضرب الأمثال وتقريب المعاني، ليفهم الناس المقصود.
4- بيان مكانة الزوج في الأسرة: فهو القيم على الأسرة، والمسؤول عنها، وعليها أن تحترمه وتقدره.
5- الحث على طاعة الزوج: مما يدل على أن طاعة الزوج من طاعة الله، وفيها حفظ للأسرة والمجتمع من التفكك.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث لا يعني إهانة المرأة أو التقليل من شأنها، بل هو بيان لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه زوجها وأسرتها.
- حقوق الزوجة على زوجها عظيمة أيضًا، وقد بينها الإسلام وأمر بالوفاء بها، فالعلاقة بينهما قائمة على التكافؤ والمودة والرحمة.
- يجب على الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، أما إذا أمرها بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- هذا الحديث يدل على أن نظام الأسرة في الإسلام قائم على القوامة للرجل، وهي قوامة رعاية ومسؤولية، لا قوامة تسلط واستبداد.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفهم الصحيح لتعاليم ديننا، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يصلح أحوالنا وأحوال أسرنا ومجتمعاتنا.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١١٥٩)، والبيهقي (٧/ ٢٩١)، وابن أبي الدنيا في العيال (٥٣٤) كلهم من حديث النضر بن شميل، أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثي، فإنه حسن الحديث.
وقيل: إن أم يوسف قد ماتت وإنما جاء يعقوب بخالته، والقرآن صريح في ذكر أبويه، ولم يردْ حديث صحيح في وفاة أم يوسف.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 718 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المرأة تسجد لزوجها لو أمرت السجود لأحد

📜 حديث: المرأة تسجد لزوجها لو أمرت السجود لأحد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المرأة تسجد لزوجها لو أمرت السجود لأحد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المرأة تسجد لزوجها لو أمرت السجود لأحد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المرأة تسجد لزوجها لو أمرت السجود لأحد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية