حديث: من ذهب هو؟ من فضة هو؟ من نحاس هو؟ من حديد هو؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (١٣)﴾

عن أنس قال: بعث رسول الله ﷺ رجلا من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية، يدعوه إلى الله تبارك وتعالى، فقال: أيش ربك الذي تدعو إليه؟ من نحاس هو؟ من حديد هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟ فأتى النبي ﷺ، فأخبره، فأعاده النبي ﷺ الثانية، فقال مثل ذلك، فأتى النبي ﷺ، فأخبره، فأرسله إليه الثالثة، فقال مثل ذلك، فأتى النبي ﷺ، فأخبره، فأرسل الله تبارك وتعالى عليه صاعقة، فأحرقته، فقال رسول الله ﷺ: «إن الله تبارك وتعالى قد أرسل على صاحبك صاعقة فأحرقته، فنزلت هذه الآية ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾.

حسن: رواه البزار في مسنده (٧٠٠٧) - واللفظ له - وأبو يعلى في مسنده (٣٣٤١)، والبيهقي
في الدلائل (٦/ ٢٨٣)، والضياء في المختارة (١٧١٠) كلهم من حديث دَيلم بن غزوان، ثنا ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس قال: بعث رسول الله ﷺ رجلا من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية، يدعوه إلى الله ﵎، فقال: أيش ربك الذي تدعو إليه؟ من نحاس هو؟ من حديد هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟ فأتى النبي ﷺ، فأخبره، فأعاده النبي ﷺ الثانية، فقال مثل ذلك، فأتى النبي ﷺ، فأخبره، فأرسله إليه الثالثة، فقال مثل ذلك، فأتى النبي ﷺ، فأخبره، فأرسل الله ﵎ عليه صاعقة، فأحرقته، فقال رسول الله ﷺ: «إن الله ﵎ قد أرسل على صاحبك صاعقة فأحرقته، فنزلت هذه الآية ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد في مسند الإمام أحمد وغيره، وفيه دروس وعبر جليلة، سأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● بعث: أرسل.
● عظماء الجاهلية: كبار القوم وزعمائهم في زمن الجاهلية.
● أيش ربك: ما هو ربك (لهجة استفهام استهزائية).
● من نحاس هو؟: استفهام استنكاري يسأل عن ماهية الله تعالى بطريقة مستهزئة.
● صاعقة: نار شديدة تنزل من السماء مع البرق والرعد تحرق ما تصيبه.
● شديد المحال: شديد القوة والقدرة، لا يُغالب.

2. شرح الحديث:


يروي أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أحد أصحابه إلى رجل من زعماء المشركين لدعوته إلى الإسلام، فاستهزأ هذا الرجل بدعوة الحق وسأل عن طبيعة الله تعالى بسؤال متكبر مستهزئ: "أهو من نحاس؟ أم حديد؟ أم فضة؟ أم ذهب؟" أي أنه يتصور الإله كتمثال من المعادن، جهلاً منه بتنزيه الله تعالى عن المادة والجسمية.
فعاد الصحابي وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسله مرة ثانية، فكرر الرجل استهزاءه، ثم الثالثة، فكان رد الله تعالى سريعاً وحاسماً، حيث أرسل عليه صاعقة أحرقته. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما حدث، ونزلت الآية الكريمة تصف هذا المشهد وتؤكد أن الصواعق بيد الله تعالى يصيب بها من يشاء من المجادلين في الله بغير علم.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة الله تعالى وتنزيهه عن المشابهة للمخلوقات: فالله ليس كمثله شيء، وهو الغني عن العالمين.
● وجوب الأدب في الحديث عن الله تعالى: فالاستهزاء بالله أو بدينه من أعظم الكبائر.
● صبر الدعاة وتكرار الدعوة: حيث أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي ثلاث مرات رغم الاستهزاء.
● أن الله تعالى ينتقم للدين ولنبيه: فمن عادى الله عاداه الله.
● التوكل على الله في الدعوة: فالداعي لا ييأس، والنتائج بيد الله تعالى.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- الآية المذكورة هي من سورة الرعد (آية 13)، وهي تؤكد على عظمة الله وقدرته، وأن الرعد يسبح بحمد الله، والملائكة تخافه، وأن الصواعق عقاب إلهي للمكذبين.
- القصة تظهر أن الاستهزاء بالله وآياته سبب لهلاك المستهزئ، كما قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ [التوبة:65].
فالحديث تحذير من الاستهزاء بالدين، وتبيان لعاقبة المتكبرين، وتذكير بقدرة الله تعالى وعظمته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار في مسنده (٧٠٠٧) - واللفظ له - وأبو يعلى في مسنده (٣٣٤١)، والبيهقي
في الدلائل (٦/ ٢٨٣)، والضياء في المختارة (١٧١٠) كلهم من حديث دَيلم بن غزوان، ثنا ثابت، عن أنس، فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (٧/ ٤٢): «رواه أبو يعلى والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح، غير ديلم بن غزوان وهو ثقة».
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل ديلم بن غزوان البصري، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 722 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ذهب هو؟ من فضة هو؟ من نحاس هو؟ من حديد هو؟

  • 📜 حديث: من ذهب هو؟ من فضة هو؟ من نحاس هو؟ من حديد هو؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ذهب هو؟ من فضة هو؟ من نحاس هو؟ من حديد هو؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ذهب هو؟ من فضة هو؟ من نحاس هو؟ من حديد هو؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ذهب هو؟ من فضة هو؟ من نحاس هو؟ من حديد هو؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب