حديث: أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (١٩)﴾

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «والله! إني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة».

صحيح: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٠٧) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة: فذكره.

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «والله! إني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونفهم من سنة نبيه الكريم.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «وَاللهِ! إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».
[رواه البخاري في صحيحه]


1. شرح المفردات:


● وَاللهِ: قَسَمٌ من النبي ﷺ يؤكد به صدق ما يخبر به، مما يدل على عظم شأن ما سيقوله.
● أَسْتَغْفِرُ اللهَ: أطلب من الله المغفرة، وهي ستر الذنب والعفو عنه.
● أَتُوبُ إِلَيْهِ: أرجع وأنيب إلى الله تعالى، مع ترك المعصية نادماً على ما فات، عازماً على عدم العودة.
● سَبْعِينَ مَرَّةً: العدد (سبعين) في لغة العرب وكلام النبي ﷺ كثيراً ما يُراد به الكثرة لا الحصر، أي أنه عدد كبير جداً يتكرر throughout اليوم.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ بهذا الحديث العظيم عن حاله مع ربه، فيقسم بالله تعالى على أنه يستغفره ويتوب إليه في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة.
وهذا من أعجب الأمور وأعظم الدروس؛ فالنبي ﷺ هو المعصوم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو سيد الخلق وأحبهم إلى الله، ومع ذلك فهو يكثر من الاستغفار والتوبة بهذا الشكل المذهل.
● لماذا يستغفر النبي ﷺ وهو معصوم؟
الاستغفار هنا ليس عن ذنوب بالمعنى المعتاد، فهو ﷺ منزه عن الكبائر والصغائر، ولكن لعدة حكم عظيمة، منها:
● الشكر لله تعالى: فكل نعمة تقتضي شكراً، وأعلى الشكر هو الاعتراف لله بالتقصير في حقه تعالى. فاستغفاره ﷺ شكر لله على ما أنعم به عليه من النعم الجليلة.
● الاقتداء به ﷺ: ليعلم الأمة فضل الاستغفار وضرورة المداومة عليه، فيكون قدوة عملية لهم.
● التعليم: ليعلمنا أن الاستغفار ليس فقط لرفع الذنوب، بل هو من أعظم العبادات وأجلّ القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في كل وقت.
● التذلل والانكسار بين يدي الله: حتى يكون العبد دائماً في حالة من الخضوع والافتقار إلى مولاه، وهذا من كمال العبودية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة الاستغفار وفضله: الحديث يرفع من شأن عبادة الاستغفار ويبين أنها من أهم وأجلّ الأعمال التي يجب أن يداوم عليها المسلم في يومه وليله.
2- الاستغفار ليس للمذنبين فقط: بل هو للصالحين والمقربين، فهو دليل على كمال العبودية وشكر النعم، وليس فقط لمحو السيئات.
3- القدوة العملية: النبي ﷺ هو المعلم الأول، فهو لا يأمرنا بشيء إلا ويكون أول الممتثلين له. فكثرة استغفاره تدعونا وتسوغ لنا أن نكثر من هذا الذكر العظيم.
4- الاستغفار سبب للرزق والنصر والتمكين: كما قال تعالى في سورة نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.
5- الاستغفار دواء للقلوب: فهو يطهر القلب من الغفلة، ويجليه من صدأ المعاصي والغفلات، ويربط العبد بربه على الدوام.
6- الحث على المداومة والكثرة: ليس المقصود عدداً محدداً (70) فحسب، بل المقصود الكثرة والإكثار، فليجعل المسلم لنفسه ورداً يومياً من الاستغفار.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● صيغ الاستغفار: من أفضل صيغ الاستغفار ما علمه النبي ﷺ أصحابه: «سيد الاستغفار» وهو: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ». وكذلك «أستغفر الله وأتوب إليه».
● أوقات الاستغفار: يشرع الإكثار من الاستغفار في جميع الأوقات،尤其 في أدبار الصلوات، وفي آخر الليل، وعند الصباح والمساء.
● الفرق بين الاستغفار والتوبة: الاستغفار طلب المغفرة باللسان، أما التوبة فهي ترك الذنب بالجوارح مع الندم والعزم على عدم العودة. والاستغفار الكامل هو ما قارنه ترك للمعصية.
نسأل الله تعالى أن يج
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الدعوات (٦٣٠٧) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1423 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة

  • 📜 حديث: أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب